مكة المكرمة - واس
بحث الملتقى العلمي الحادي عشر لأبحاث الحج في ختام أعماله أمس العمل التطوعي والبرامج الإسعافية ودور حضانة لرعاية الأطفال بالإضافة إلى دور الإعلام والتوعية في الحج والأثر النفسي لشعائر ومشاعر البلد الحرام والتقنية وتطبيقاتها. واستعرضت الجلسات العلمية الثلاث للملتقى المنعقد خلال الفترة من 12-14 من شهر رجب الحالي وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بمقر الجامعة بالعابدية عبر 16 ورقة عمل التحديات التي تواجه تنسيق العمل التطوعي وتقديم أمثلة ناجحة لتنسيق العمل التطوعي وتوضيح الأطر المحتملة لتنسيق وتنمية العمل التطوعي في الحج والعمرة بالإضافة إلى حلقة عمل بعنوان «تكامل وتنمية منظومة العمل التطوعي في الحج والعمرة» برئاسة الدكتور عبدالوهاب بن عبدالرحمن نور ولي للجانب الرجالي والدكتورة نور بنت حسن قاروت للجانب النسائي. وطرحت في جلسة العمل الأولى المخصصة «للأعمال التطوعية والتيسير في الحج» خمسة أوراق علمية تحدث في ورقة العمل الأولى الدكتور عبدالله بن أحمد العطاس عن دور الجامعة في إعلاء دوافع قيم العمل التطوعي لدى طلبة الجامعة من منظور إسلامي تربوي نفسي. وعرّف الدكتور العطاس قيمة العمل التطوعي في نفوس طلبة الجامعة ومدى تأثيره على تكوين شخصيتهم وتعاونهم مع الآخرين وآليات تحفيز دوافع قيم العمل لديهم مؤكداً أهمية دور الجامعة في دفع السلوك الطلبة لخدمة المجتمع من خلال العمل التطوعي. وأشار إلى أن الجامعة هي المحضن الأكاديمي الأول الذي يتولى تطبيق الجوانب السلوكية العملية وتوجيه طاقات الطلبة نحو تثبيت دوافع القيم في مجال العمل التطوعي التي تعد أهم مقاصد التربية الإسلامية التي تربي عليها المسلمون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ونوه بدور الجامعة في تحفز وإعلاء دوافع تنمية الولاء والانتماء وحب العمل التطوعي لدى طلبة الجامعة واستمرار انتسابهم للعمل التطوعي فيها, متطرقا دور العمادات المساندة ومعاهد الجامعة في استقطاب عدد من الطلبة (مستجدون، وحاليون، وزائرون، وخريجون) للعمل التطوعي وتحفيزهم لتقديم خدمات إنسانية نبيلة لخدمة بيئة مكة المكرمة وضيوف الرحمن من معتمرين وحجاج. وأفاد أن إعلاء دوافع قيم العمل التطوعي لدى طلبة الجامعة سببٌ لاكتساب السلوك الخُلقي المحمود ومدخل للصحة النفسية والسعادة وإشباع للحاجات النفسية الراقية بما ينفع الطالب والمجتمع وطريق للوقاية من الانحراف ومعاضدة للمجتمعلتوحد والتمازج بين أطياف المجتمع. إثر ذلك وعبر الدائرة التلفزيونية المغلقة قدمت الدكتورة هدى جلال عبدالوهاب ورقة عمل بعنوان «فاعلية برنامج تطوعي مبسط للإسعاف الأولي لتدريب الحاجّات داخل المخيمات أثناء موسم الحج» أبانت خلالها مدى فاعلية برنامج تدريبي مبسط للإسعاف الأولي بالحج وقياس مدى قدرة الحاجات على التدريب والممارسة التطوعية الميدانية لخدمات الإسعاف الأولي في موسم الحج لأفراد المجتمع، لافتة الانتباه إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق استبيان ثقافة الإسعاف الأولي المعرفي بعد تنفيذ البرنامج التدريبي لصالح المجموعة التدريبية علاوة على وجود علاقة ارتباطيه دالة موجبة بين معرفة نساء المخيم حول ثقافة الإسعاف الأولي بعد التعديل وبين ممارستهم التدريبية كمتطوعات في المجتمع أثناء الكوارث والأزمات.
بعد ذلك قدم رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة الدكتور راشد بن محمد الزهراني ورقة عمل عن مساهمة المؤسسة في البرامج التطوعية المهنية في خدمة ضيوف الرحمن أكد فيها أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لها تواجد ومشاركات عملية في كثير من المحافل المحلية والإقليمية لتوضيح ما تقوم به من تدريب وتأهيل لشباب الوطن في العديد من التخصصات التقنية والمهنية من خلال وحداتها التدريبية (الكليات والمعاهد). وبين أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تشارك في موسم الحج سنوياً بعدة برامج تطوعية كان لها الأثر في مساندة بقية الجهات الحكومية والوطنية في خدمة ضيوف الرحمن وتأكيداً على دورها في المجتمع لدفع عجلة تطوير وتأهيل الشباب السعودي في المجال التقني والمهني التطوعي، والمشاركة بمخرجاتها من المتدربين المؤهلين في الميدان لرفع ثقة المجتمع وضيوف الرحمن بالشباب السعودي. وأوضح أن مشاركة المؤسسة في أعمال الحج أثمرت عن غرس حب العمل التقني والمهني التطوعي في نفوس طلاب المؤسسة وتفانيهم في أداء واجب مساعدة حجاج بيت الله الحرام وكسر حاجز الخوف والمساهمة بمختلف المهن الحرفية التي اعتاد المجتمع السعودي إسنادها إلى العمالة الوافدة. بعد ذلك قدمت الدكتورة عفاف بن علي مجاهد عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة ورقة عمل بعنوان «حضانة المساجد الكبرى والمستشفيات في خدمة المجتمع السعودي» أوصت خلالها على إنشاء دور حضانة لرعاية الأطفال أقل من سن السادسة في المستشفيات وكذلك بالمسجد الحرام والمسجد النبوي تعمل على مدار الساعة مع وضع نظام الحماية والأمان في تسليم وتسلم الأطفال من وإلى ولي الأمر إلى جانب إجراء الدراسات المسحية على الوافدين لأداء مناسك الحج والعمرة ممن يصطحبون أطفالهم لاستطلاع رأيهم حول إلحاق دور حضانة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي, علاوة على إقامة برامج توعية لتوعية المجتمع بأهداف هذه الدور وطريقة العمل بها وكذا إنشاء دور حضانة ملحقة بالمؤسسات العامة والحيوية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وعمل دراسات جدوى لمثل هذه المشاريع لفتح فرص عمل جديدة. واختتمت الجلسة الأولى بعرض ورقة عمل المقدمة من الدكتور عبدالوهاب نور ولي بعنوان «دور العمل التطوعي وتكامله مع الدور الحكومي وخدمات الحج» أشار فيها إلى أن حكومتنا الرشيدة تقوم مشكورة بأجهزتها المختلفة بتقديم الخدمات المختلفة أثناء إقامة الحاوتنقله، مشيراً إلى أن هناك فئات عديدة في المجتمع تتطلع إلى المشاركة الفاعلة في خدمة ضيوف الرحمن من خلال برامج تطوعية، مؤكداً ضرورة وضع إستراتيجيات واضحة تعزز ثقافة الضيافة للحاج والخروج بمجالات وبرامج ومشروعات وآليات يعزز من خلالها العمل التطوعي والجوانب المختلفة لضيافة الحاج.