Friday  17/06/2011/2011 Issue 14141

الجمعة 15 رجب 1432  العدد  14141

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

وزير الشؤون الإسلامية في حديث لـ»الجزيرة» عن الدعوة والدعاة في زمن الفضائيات
محاربة المناهج الدخيلة أعظم الواجبات

رجوع

 

الرياض - خاص بـ»االجزيرة»:

الحديث عن الدعاة في زمن هيمنة الفضائيات والبث المباشر والإنترنت، وطوفان المعلومات، حديث طويل ومعقد، وبخاصة فيما يتعلق بتأهيل الدعاة، ورسالتهم، والخطاب الدعوي المتنوع والجذاب، الذي يراعي ظروف واحتياجات الناس، ويتفاعل معهم..

ويمتد الحديث إلى أثر النساء في المجال الدعوي، وغيرها من القضايا الخاصة بالدعوة والدعاة.

حملنا هذه القضايا إلى المسؤول الأول عن الدعوة والدعاة، الذي فوض ولي الأمر إليه الولاية في هذا المجال، وعرضنا عليه الإشكالات الخاصة بالدعاة.

في هذا اللقاء يتناول معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ قضايا الدعاة، ومشكلاتهم، والخطاب الدعوي، وغيرها من القضايا المرتبطة بهذا الشأن.. وفيما يلي نص الحوار:

الدعوة مطلوبة من كل مسلم يؤديها حسب قدرته وإمكاناته، لكنها واجب شرعي في حق الدعاة، فما الأمور الواجب على الداعية الالتزام بها في دعوته؟

- لاشك أن الداعي إلى الله جل وعلا لابد له من أمور يعتني بها في نفسه، ثم في عمله الذي يعانيه مما كلف به، ويعمله قربة إلى الله جل وعلا. أما ما يتعلق بما في نفسه فإن عليه أولاً أن يوطن نفسه على الإخلاص لله جل وعلا وأن يزيد منه؛ لأنه بالإخلاص يبارك الله جل وعلا للعبد في قوله وعمله، كان (عطاء) مفتي الحج سنين طويلة، إذا تحدث قال الناس: كأن معه ملكاً يقوده، كما ذكر ذلك (ابن سعد في الطبقات) وذكره غيره. وهذا التأييد من الله جل وعلا يقع في ميدان الكرامة التي يعطيها الله جل وعلا بعض عباده يكرمهم بأن يجعل لحديثهم التأثير في النفوس، فكم من داع إلى الله جل وعلا يقول الكلمات القليلة فتحرك في النفوس مالا يحرك فيها الكلام الكثير، والعبرة بما نفق بالإخلاص والصدق والمتابعة.

كما أن عليه ثانياً أن يكون حريصاً على اجتناب المتشابهات فيما يقوله، أو يأتيه؛ لأن أمر الفتوى، والدعوة و الإرشاد يكتنفه بعض ما قد يزل به اللسان، أو يكون هناك فيه اشتباه. والداعي إلى الله جل وعلا يجب أن يكون حريصاً على أن يقول الكلمة التي فيها براءة لذمته وموافقة للشرع، باتباع السنة أولاً، ثم بالموافقة لمقاصد الشريعة وقواعدها العظيمة، وهذا مما يجعل نفسه تطيب، وهو يعاني مثل هذا العمل العظيم.

أما الأمر الثالث فيما يتعلق بذاته فهو: الازدياد من العلم النافع. والعلم كما يكون بمعرفة المسائل فهو أيضاً يكون بمعرفة أصول المسائل، فالشريعة فيها القواعد والأصول، وفيها أيضاً التفريعات، فمعرفة التفريعات بدون معرفة القواعد التي بنيت عليها أحكام الشريعة قد يوقع في الجمود في بعض المسائل؛ ولذلك ترى أهل التحقيق من أهل العلم يعتنون بالسنة، ويعتنون بكلام أهل العلم فيما تفقهوا فيه من السنة، ثم بالقواعد التي تجمع الشريعة في كلمات قليلة، وتجمع الأحكام في عبارات وجيزة، وهذا من المهم أن يعتني به طالب العلم، والداعي إلى الله جل وعلا.

يختلف جمهور المدعوين حسب مؤهلاتهم وإمكاناتهم ولغاتهم وجنسياتهم، فما واجب الدعاة عند مخاطبة هذا التنوع من الجمهور؟

- إن على المشارك في الدعوة إلى الله جل وعلا أن يعلم أن الناس الذين يتحدث إليهم، ويجيب عن أسئلتهم، ويرشدهم، من أمكنة مختلفة أو بلاد متنوعة، ولهم مفاهيم مختلفة في مسائلهم، فعليه أن يوطن نفسه على أسلوب الحوار معهم، وعلى الصبر، وأن يجيبهم بما لديه بما يوافق كلام أهل العلم.

لهذا يجب أن يكون في حواره، ومناقشاته متأنياً حريصاً على الأناة، كما أمر الله جل وعلا وأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يتطلب أن يكون ذا نفس تدرك معنى الخلاف بين أهل العلم، فإنه إذا قال بالسنة وأظهرها فإنه ليس عليه أن يجادل عنها، كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى وقالها غيره من بعده حينما سئل: الرجل تكون عنده السنة، أيجادل عليها؟ قال: لا. يخبر بالسنة فإن قبلت منه وإلا سكت؛ لأن المجادلة قد تورث عداوة وتفرقا، والسنة في جمع الكلمة، وفي تحقيق أمر الله تعالى، والناس قد لا يعون كل ما يتحدث به المتحدث، فلذلك يجب أن ييسر عبارته، وأن يسهلها بحيث تفهم على نحو ما يتحدث به الناس، وعليه أيضاً أن يعتني بالحرص على السنة؛ فإن الأمور تتغير لكثرة ما يقال في الصحف، وما ينشر، وما يقوله بعض المنتسبين للعلم من قبيل كثرة التيسيرات التي لا أصل لها في الشريعة، أو التي لا حاجة إليها في الواقع؛ لذلك عليه أن يحرص على السنة، وأن يتفقه فيها؛ لأن الناس بالسنة تصلح أحوالهم، ثم إن من السنة أن تراعى مقاصد التشريع، وأن تراعى القواعد.

فمن السنة أن تراعى قاعدة (المشقة تجلب التيسير)، وقاعدة (رفع الحرج)، ومن السنة أن يسهل للناس في أمرهم، وأن لا يحرج عليهم خاصة فيما فعلوه وانقضى، متى ما وجد المفتي والمرشد إلى ذلك سبيلاً؛ فإن تعنيف الناس خلاف السنة.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة: (واقتد بأضعفهم)؛ لهذا كان من السنة أن ننظر في الأصول، والمقاصد، والقواعد، وليست هذه كما يقال في التصنيف العلمي من أبواب القواعد الفقهية، أو أصول الفقه، وليست من أبواب السنة والحديث، ليس الأمر كذلك كما يظنه بعضهم، بل الجميع باب واحد، فرعاية المقاصد، ورعاية القواعد التي أرشد إليها الدليل، هي من دين الله جل وعلا.

ما الصفات التي ترون أهمية اتصاف الداعية بها؛ ليكون أكثر تأثيراً؟

- هناك صفات ينبغي للداعية أن يتصف بها، منها: أن يكون محاسباً لنفسه؛ لأن العبرة ليست بحسن المنطق والكلام، وإنما العبرة بما صدر من القلب، واتسم بالهدوء والاعتدال، فهذا الذي يدخل إلى القلوب، فالداعية لا يخاطب نفسه، فمن عاش نوعاً من الخطاب، وأراد أن يخاطب به الآخرين، فإنه لن يوصل دعوته، فلابد أن يعتني الداعية بنفسه، ويحرص على تأهيلها، كما يجب على المكاتب والمراكز الدعوية أن تعتني بمنسوبيها؛ لمسايرة التطورات والمتغيرات، لكي نستمر في العطاء، ونحن في زمن فيه الكثير من الثقافات التي لابد أن تكون مع الداعية، من حيث اتساع علمه، وثقافته، وطريقة تواصله، إلى آخره.

وعلى الرغم مما يحدث اليوم في واقعنا الإسلامي من تضييق على الدعوة والدعاة، إلا أن هذا يجب أن لا يدفعنا إلى الركون أو اليأس، ويجب عليك وأنت الداعية أن تتألم وأن تأمل، فالأمل مع الألم أصعب؛ لأن فيه فألاً، وفيه حسن الظن بالله، وفيه تخلص من رواسب النفس ومن سلبياتها، وفيه تعظيم للإيجابيات، وفيه رؤية للحسنات، وأنها أعظم أثراً إلى غير ذلك مما ينبغي للداعية توطين نفسه عليه.

والداعية اليائس، لا يصلح داعية، وهو يرى أن الناس فسدوا، وأن الناس ذهب الخير فيهم؛ لذلك جاء في الحديث: «من قال: هلك الناس فهو أهلكهم»، فالفأل لابد منه، وهو ما كان عليه الأنبياء والرسل في دعوتهم لأقوامهم، من صبر وتحمل المشاق والمعاناة والأذى، في سبيل إيصال الدعوة مع طول السنين، فنوح عليه السلام مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، كما جاء في سورة العنكبوت، قال جل وعلا: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ، فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وقصص الأنبياء في القرآن لها عبر جليلة، وفي ذكر المدة في سورة العنكبوت حكمة؛ لأنها جاءت بعد الحديث عن الفتنة: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.

ومن هنا تأتي أهمية صياغة عقلية الداعية في عدم اليأس، وتعظيم الإيجابيات، والفرح، وعدم تقنيط الناس، وفتح الأبواب الخيرة، فالدعوة أساسها أن تعظم الحسنات عند الناس، وتفتح آفاق الحسنات عندهم. ومن علامات محبة الداعية للمسلمين أن يعمل بعدة أشياء: منها: أن يفتح لهم أبواب الحسنات، كأن يأتي لصاحب مال، ويقول له: هناك مشروع كذا وكذا من الخير، وهو صادق فيما عرض ومؤتمن عليه، فهو في الحقيقة أهدى للمتبرع ميدان الحسنات، ربما يكون مكفراً عن كثير من سيئاته، ومن منا ليس له سيئات، فعندما ترشده لعمل صالح يكون فيه تكفير لسيئاته. إذاً فتح باب الحسنات فيه توسيع أكبر لباب الدعوة. لهذا نقول: نحتاج اليوم مع هذه التحديات إلى إعادة صياغة التفكير مع واقع الشكوى واليأس، والتي تضعف الإقدام على الدعوة.

للمعلمين والمدرسين أثر في الدعوة، وهم يؤدون وظيفتهم التربوية، فما الرسالة المطلوب أداؤها من المعلمين، خاصة في الوقت الحالي والتحديات الخطيرة التي تواجه النشء؟

- إن المعلمين والمدرسين هم أشخاص أفاضل رجالاً كانوا أو نساءً يقومون بواجب إسلامي عظيم، هذا الواجب لا تحدده وظيفة، ولا يحدده مرتب، ولا يحدده عمل، إنما الذي يحدده هو الرسالة الإسلامية التي هي وراثة العلماء للنبي صلى الله عليه وسلم، قال عليه السلام: «إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر»، وقال عليه السلام: «العلماء ورثة الأنبياء»، وهذه الوراثة تدل كما قال علماء التفسير والعقيدة والسنة على: أنه كان الأنبياء من قبل إذا مات النبي يخلفه نبي آخر يكمل رسالته، كما جاء في الحديث: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء إذا مات نبي خلفه نبي».

وخاتم الأنبياء هو النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، والذين يدعون الناس، ويهدون الناس لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وينشرون الهداية المحمدية، والرسالة الربانية، هم العلماء.. والعلم كما هو معلوم يتجزأ، لا يشترط في التعليم والدعوة أن يكون الإنسان عالماً كبيراً، بل إذا علمت شيئاً من الدين على أصول العلم بدليله، فإنك تكون معلماً للخير، وأعظم بركة هي بركة التعليم للخير، قال الله تعالى في سورة مريم مخبراً عن عيسى عليه السلام أنه قال: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}، قال العلماء: قوله: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ}، أي معلماً للناس الخير أينما كنت، والبركة التي ليس لها نهاية هي بركة التعليم، والدعوة، وتبليغ الرسالة الإسلامية؛ لأنها تنقلها الأجيال اللاحقة عن الأجيال السابقة، فانتشار الدين، وزيادة الإسلام، وبقاء القرآن بدون تحريف.. وكيف بقيت السنة النبوية بدون تحريف، إنما كان هذا صنيع العلماء بتوفيق الله جل وعلا.

إن رسالتنا هي امتداد لرسالته صلى الله عليه وسلم، من نبراسها ومن مشكاتها ننطلق، وهو عليه السلام الإمام والقدوة، هو سيدنا وإمامنا وقدوتنا، وهو معلم الناس الخير.

الإعلام حَوَّل العالم إلى قرية صغيرة، كل يعرف ما يحدث فيها، بمجرد وقوع الحدث، فماهو المطلوب من الدعاة في هذا الزمن؟

- الزمن اليوم زمن إعلام، ومطلوب من الدعاة أن يؤهلوا أنفسهم، كل بحسب استعداده، إلى أن يخوضوا هذا الغمار؛ لأن هذا جزء من وسائل نشر الدعوة لا بد منه، ولا يسوغ أن نبتعد عن الإعلام، لكن لا نبالغ في ذلك؛ لأن الوهج الإعلامي قد يكون له أثر سيئ في بعض الأحيان، فهذا يحتاج إلى تدريب، لأن اللغة الإعلامية ليست هي اللغة فيما بيننا، فمخاطبة الناس في الإعلام، وكتابة مقالة، ومحاورة في جريدة، أو في الإذاعة، كل هذا يتطلب أن يعد الداعية نفسه إعداداً خاصاً.

وحبذا لو يكون هناك أفكار متعلقة بهذا الصدد، وهكذا الدخول في مواقع (الإعلام الجديد) في الإنترنت (فيس بوك وتويتر) تحتاج إلى دربة وصبر في التواصل الاجتماعي لمصلحة الدعوة.

للمرأة دورها في العمل الدعوي، فقد برزت على الساحة عدد من الداعيات يؤدين دورهن، فما الواجب على الداعيات الآن؟

- لاشك أن المرأة صنو الرجل، والنساء شقائق الرجال، فإذا كان هذا في التكليف فإن الدعوة إلى الله سبحانه وتعال جزء من التكليف، إما الواجب أو المستحب بحسب الحال، ولذلك يدخل معنى الدعوة في العمل الصالح، والقنوت الذي وصف الله به سبحانه وتعالى المؤمنات {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ}، والصلاح هو القيام بحقوق الله سبحانه وتعالى والقيام بحقوق عباده، والقنوت هو ملازمة الطاعة، وملازمة العبادة قنوت لله سبحانه وتعالى؛ ولذلك فإن المرأة مطلوب منها كما هو مطلوب من الرجل أن تكون باذلة وسعها بحسب ما يتاح لها في الدعوة إلى الله جل وعلا، وإذا كانت الدعوة إلى الله جل وعلا متنوعة ما بين علم وتعليم، ووعظ وإرشاد وبذل فيما يُرسخ الدين في النفوس، فإن الدعوة ولاشك تحتاج إلى مقومات، وإلى شرائط اتفق عليها أهل العلم، أو قال بها جمهورهم، منها: أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وراثة بالنبوة، والنبوة قامت على العلم النافع والعمل الصالح، فعلى المرأة الداعية أن تكون قوية في علمها النافع، وأن تكون مستجيبة لربها في عملها الصالح.

والعلم النافع المطلوب في هذا الصدد هو أن لا تكون متكلمة في أمور لا تحسنها شرعاً، أو لا تعلم كلام أهل العلم فيها، وهاهنا مسائل تتعلق بهذه القضية، وهي قضية (اشتراط العلم في الدعوة)، الأولى: أن العلم هو البصيرة، والله سبحانه وتعالى قال في آخر سورة يوسف التي هي سورة الدعوة: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، ومن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم هم الرجال والنساء من المؤمنين والمؤمنات. والبصيرة المطلوبة في هذا الصدد هي إدراك القلب والعقل لصواب المسائل كما تدرك العين والبصر الأشياء، والبصيرة حينئذ لابد لها من العلم والحكمة. والبصيرة هذه التي هي العلم النافع لابد أن يكون معتنى بها وفق ما جاء في الكتاب والسنة وما عليه أهل العلم.

المسألة الثانية: المتعلقة بالعلم أن كلام أهل العلم كما هو معلوم فيه اجتهادات واسعة، وفتاوى أهل العلم فيها اختلاف، كما قال أهل العلم: «حكمُ الله سبحانه وتعالى واحدٌ، لكن الفتوى التي هي تنزيل الحكم على الواقع يختلف باختلاف الزمان والمكان والعوامل والأحوال، كما نص على ذلك العلامة ابن القيم في كتابه (إعلام الموقعين عن رب العالمين).

المسألة الثالثة: أن العلم النافع يحتاج دائماً إلى معرفة بالواقع والممكن؛ فبدون تمييز بين الواقع والممكن فإنك لا تصل بالدعوة إلى نتيجة.

فهذه القضية تحتاج منا إلى تأسيس، وهي قضية العلم، وأهميته للداعية المسلمة، فما العلم الذي تهتم به؟ وكيف تتعامل مع كلام أهل العلم؟ وكيف تتعامل مع النصوص؟ كل هذا يحتاج إلى مزيد تفصيل يضيق المقام عنه، لكن فيما ذكرت إشارات كافية إن شاء الله في هذا الصدد.

القضية الثانية: في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في نفسها المقصود منها أن يكون هناك صلة بين الناس وبين ربهم جل وعلا بتحقيق التوحيد والإخلاص لله سبحانه وتعالى وملازمة العبادة، فهذه أهداف الدعوة التي جاء بها جميع الأنبياء والمرسلين، فإن كل رسول جاء إلى قومه من الرجال والنساء بأربع مسائل اجتمعت عليها الرسل.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة