Friday  17/06/2011/2011 Issue 14141

الجمعة 15 رجب 1432  العدد  14141

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

كنت قد تحدثت الأسبوع ما قبل الماضي عن تكرار مطالباتنا بإيجاد متحف للفن الحديث والمعاصر، لأسباب مختلفة، ثقافية، واقتصادية، ولأهمية تأريخ الفنون عاجلاً قبل أن نفقد جزءا كبيرا من هذا التاريخ البصري الهام.

وقد كان لتلك المقالة ردود فعل أغلبها تتفق في المحتوى، بينما وجدت وجهة نظر أخرى على المقالة حين نشرتها في صفحتي على الفيس بوك من الزميلة خلود البقمي، والتي ترى أنه، وقبل الدعوة إلى إقامة متحف للفن الحديث والمعاصر، فإن هناك حاجة إلى «بناء ثقافة مشتركة» حيث تقول: «المطالبة بمتاحف دون أرضية تقف عليها ودون وعي مجتمع ستكون لا دور لها مجرد مبانٍ جميلة ..لأنه حراك المتاحف ومايجري على أرضها متوازن ومواكب لسير المجتمع..مع احترامي للإمارات وقطر فلهم السبق ولهم التطور ولكن المستفيد الأجنبي لديهم ..نحن يهمنا المتاحف تبنى من وإلى المجتمع وأكيد صورة متميزة لأي شخص يزور بلدنا» انتهى تعليق الأخت خلود.

ومع احترامي وتقديري لوجهة نظرها ومن يتفق مع هذا الرأي، إلا أن حديثها هذا يذكرني بجدلية تحديد أسبقية البيضة من الدجاجة، فقد يكون لديها وجهة نظر ورأيها هذا بالتأكيد له إيجابياته وسلبياته، ولكن على النقيض أرى أهمية المتحف حتى لو لم يكن المجتمع على حد قولها مؤهل أو لديه جاهزية لاستيعاب مثل هذا النوع من المنشآت.

وإيماني الشديد بأهمية المتحف يقف خلفه عدد من الأسباب، منها على سبيل المثال لا الحصر، أن المتحف بحد ذاته منشأة تعليمية، نبدأ بها كي نثقف المجتمع، لا ننتظر أن يكون المجتمع واعياً قبل زيارة المتحف بكل ما فيه، وإلا لفقدنا أهم أسباب إقامة المتاحف والعروض المتحفية، فكل متحف أو عرض متحفي له رسالة ومهمة يتم إنشاؤه أو تصميمه بناء عليها، ويدور عمله حول عدة أهداف يتم وضعها بهدف تحقيق غايتها، وأهمها إيصال معلومة لم تكن موجودة لدى المتلقي، أيضاً يساهم المتحف مثله مثل المدرسة والمسجد وغيره من المنشآت التعليمية والثقافية، في تكامل البناء الثقافي لدى الناشئة، فإذا تربوا على زيارات متحفية سوف تؤثر تلك الزيارات والرؤى البصرية، بلا شك على ذائقتهم، وأكاد أجزم أن بعض الأعمال الفنية التي تتم مشاهدتها في متحف ما، قد تختزلها ذاكرتهم أكثر من كتاب تم حفظه وتسميعه خلال فصل دراسي كامل.

أيضا لا ننسى أن ثقافتنا البصرية غير مؤرخة، والكثير من أفراد المجتمع لا يثيره قراءة كتاب في تاريخ الفن، ناهيك عن قلة المؤلفات في هذا المجال، وحتى وإن قرأ كتاباً أو اثنين، فإن المعلومات الحسية التي يمتصها الفرد من خلال الزيارة الفعلية للمتحف ومن خلال وسيلة ترفيهية ثقافية، لها عظيم الأثر، لن نستشعر قيمتها إلا بعد وجودها على أرض الواقع...لذا أكرر للمرة المليون وواحد...نريد متحفًا!.

msenan@yahoo.com
 

إيقاع
مليون وواحد: نريد متحفًا
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفجوال الجزيرةالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة