الجرائم الأخلاقية تشكِّل تهديداً لأمن المجتمع في عصر النهضة الإعلامية والمعلوماتية والتكنولوجيا والتطور التقني، وما يبث من مواد إعلامية وثقافية تؤثِّر بشكل كبير على سلوكيات الأفراد داخل المجتمع، وعندما يكون الاستخدام السلبي الذي لا يتوافق مع تقاليد وتعاليم المجتمع المسلم، فيكون الانفلات الأخلاقي والتربوي الذي يؤدي إلى الجريمة الأخلاقية، ولا شك بأن الانحراف الفكري والثقافي يؤدي إلى الانحراف الأخلاقي، لأنّ أغلب الذين يخوضون في القنوات الإباحية غالباً ما يؤثر ذلك في سلوكهم من زيادة في العنف، وعدم الاكتراث لمصائب الآخرين والتخلي عن الدين والقيم، فالمجتمع الإسلامي يتسم بمبادئ وقيم أخلاقية لضبط تصرفات الأفراد داخل المجتمع حتى ظل متماسكاً من العصر الأول، برغم الصعوبات والتحديات التي واجهته من غزو استعماري ومحاولات صد هذه الأمة عن مبادئها وقيمها، لأنه جاء بأسس وتشريعات ليكمل كل الشرائع السماوية التي جاءت من قبله، فكان متكاملاً ويعالج شتى شؤون الحياة.
لذا فإن المجتمعات الإسلامية عليها واجب مهم تجاه التطور السريع في التقنية، وما جاءت به من معلومات واتصالات غير الجدول تحاول معها تغيير أوجه الحياة، لما تحمله من مادة إعلامية وإباحية غريبة على ثقافتها ومجتمعها الإسلامي، مما تسبب في وجود ظواهر انحرافية وأخلاقية سيئة، وهو أن تحد من أثر الثقافات الواردة من الخارج والتي لا تتناسب مع مجتمعنا الإسلامي، وتوعية الشباب بأهمية التماسك بميزان الوسطية بين الأصالة والمعاصرة، لأنّ المعاصرة بدون أصالة تعتبر علماً وتقدماً بلا قيم، والأصالة لوحدها تخلف عن موكب الحضارة الحديثة، فمعظم الأسر تجهل طبيعة التعامل مع تقنيات العصر الحديث وكيفية التعامل مع الأبناء في ظل وجود هذه الأجهزة المستحدثة على الأسرة، وتفعيل دور البرامج الدينية والتوعوية التي تحث الشباب على الفضيلة والأخلاق والآداب العامة، وكذلك تعويد الشباب على حضور المنابر الثقافية التي توضح لهم التمييز بين النافع والضار الوارد إليهم من وسائل التقنية، لأنه كلما اتسعت الفجوة بين الشباب من ناحية وأسرهم والمصلحين من جهة أخرى، انحرف الشباب وانتهكت القيم بشكل يهدد الأمن الاجتماعي.
جامعة الأمير سلطان