|
الجزيرة – رولا المسحال:
شعرت معلمة لغة عربية في إحدى المدارس الثانوية بالرياض بالغرابة وهي تدور بين طالباتها، عندما سمعتهن يتحدثن فيما بينهن بلغة غريبة. في البداية اعتقدت أنهن يمزحن أو يتبادلن الحديث برموز معقدة ولكن بعد أن تكرر الموقف أكثر من مرة ولاحظت بعض الأحرف والرسوم الغريبة في دفاترهن قررت سؤالهن عن اللغة التي يتحدثن بها.. لتفاجأ بهن يخبرنها أنها «الكورية»..
وتصف سارة عبد الإله كيف أن طالباتها يتفنن بكتابة أسمائهن على دفاترهن بالكورية، ويتبادلن فيما بينهن بعض المصطلحات الكورية، مشيرة إلى أن السبب الرئيس الذي دفع بطالباتها وغيرهن الكثير إلى تعلم الكورية انتشار المسلسلات والأغاني الكورية.
وفيما يعتقد الكثيرون أن المسلسلات التركية المدبلجة هي من يحتل الصدارة عند الشباب والشابات، يجد الباحث على الشبكة العنكبوتية العديد من المنتديات والمواقع الإلكترونية التي تخصصت فقط بمتابعة جديد المسلسلات والفرق الغنائية الكورية.
ويعتبر مسلسل «فتيان قبل الزهور»، و»أنا آسف أحبك» من أكثر المسلسلات الكورية شهرة في أوساط الشباب، وعلى شبكة الإنترنت حيث يحرص الكثير منهم على متابعة حلقاتهما وتحميلهما من عدة مواقع، سواء كانت مترجمة أو مدبلجة، فيما تخصصت مواقع أخرى بتعليم اللغة الكورية ويتبادل روادها فيما بينهن المصطلحات والكلمات.
وقالت هند محمد طالبة جامعية: المسلسلات الكورية تكون شيقة بدرجة كبيرة وتحمل أحداثاً جديدة، لذا أحرص على متابعتها أولاً بأول، كما أستمع لبعض الأغاني الكورية وأحرص على متابعة أخبار بعض الفرق مثل فرقة «دبل أسس».
فيما أشارت نهى العيسى إلى أنها حضرت حفلة برفقة أختها الصغرى، وفوجئت بالفتيات يرقصن على نغمات أغانٍ «كورية»، ويتبادلن فيما بينهن حديثاً حول جديد المغنيين والفرق الكورية التي يصعب نطق أسماء أعضائها في بعض الأحيان، مضيفة «لم يقتصر الأمر على الفتيات بل علمت أن هناك شباباً يحرصون أيضاً على سماع الأغاني الكورية ومتابعة المسلسلات».
من جانبه أكد الدكتور سليمان العقيل أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود، أن انتشار الثقافات الغريبة في مجتمعاتنا العربية عامة دليل على فقدان الشباب لثقافتهم العربية، مشيراً إلى أن انتشار مثل هذه الثقافات يعود للإعلام الذي يروجها وإلى التجار الذين يتربحون منها.
وأضاف «نحن لسنا ضد تعلم أي لغة بحد ذاتها ولكن ضد دخول عادات وتقاليد غريبة على مجتمعاتنا، وأن تصبح هذه اللغة جزءاً من حياتنا»، مشيراً إلى أن أكثر الشباب والشابات الذين يتابعون مثل هذه المسلسلات والأغاني فاقدون لثقتهم في أنفسهم.
ونوه العقيل بدور المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني في ترسيخ الثقافة العربية، وترسيخها في عقول الشباب والشابات، حتى لا تضيع الثقافة العربية والإسلامية بين الشعوب الأخرى.