- القضايا التي دخلتها الرياضة السعودية مؤخراً وما صاحبها من جدل في الأوساط الرياضية تُعد طبيعية بالنظر للمرحلة التي تعيشها الرياضة السعودية حالياً.. والتي يمكن تصنيفها على أنها مرحلة انتقالية بين مرحلتين تمثلت الأولى في وجود لجان ومسؤولين تنفيذيين يرفعون كل ما لديهم لصاحب الصلاحية لاتخاذ القرار وبين مرحلة جديدة جاءت مع تولي صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل مسؤولية الرئاسة العامة لرعاية الشباب ورئاسة اتحاد كرة القدم السعودي.. والتي حاول خلالها الأمير تقويض الصلاحيات وإلقاء المسؤولية على اللجان والمسؤولين لممارسة مهامهم ومسؤولياتهم وفقاً للصلاحيات المحددة لهم وحسب رؤيتهم وقدرتهم الشخصية.
وهنا حدثت المشكلة في ظل عدم وجود قيادات مؤهلة يمكن لها ممارسة هذا الدور ومساعدة المسؤول على النجاح والقيام بالأعباء المناطة بهم.. فلا يمكن أن نلوم سمو الرئيس العام لرعاية الشباب على عدم وجود كفاءات وقيادات قادرة على قيادة المرحلة الحالية إلى جواره في الوقت الذي ليس من السهولة فيه إيجاد قيادات ناجحة هكذا وبشكل مفاجئ دون أن يتم إعدادهم وتأهيلهم لتولي المهمة من خلال سنوات من العمل والخبرة التي يكتسبونها على مر السنين، وهذا ما لم يحدث سابقاً.. فمن أين يمكن أن يُقدم أي مسؤول قيادات ناجحة في ظرف قصير وظروف صعبة ومتغيرات عديدة؟!
فالخبرات والتجارب والكفاءات يتم إعدادها بشكل تراكمي ومخطط له وهو ما يمكن أن يكون عنوان المرحلة الحالية التي بدأ من خلالها الأمير نواف في صياغة مستقبل الرياضة السعودية خطوة خطوة وهذا يتطلب الصبر والتروي في انتظار النتائج وأيضاً عدم توقع تحسن الأوضاع بين عشية وضحاها دون أي اعتبار لكل هذه العوامل المتغيرة والظروف المحيطة.
ولذلك نقول إن المرحلة الحالية مرحلة انتقالية قد يصاحبها الكثير من الإشكالات وهذا أمر طبيعي ومتوقع لكن التعامل معه يجب أن يكون بواقعية ومنطقية وعدم توقع أو انتظار أن تتحقق الطموحات سريعاً.. لكن المؤكد أن العربة تم وضعها في المسار الصحيح، ولا بد من وجود بعض العقبات والعوائق لكنها بالتأكيد ستتلاشى مع الوقت وعندها تكون النتائج أفضل، فالقيادات الحالية هي نتاج الوسط الرياضي ومخرجاته وسواء كانت جيدة أو غير ذلك فهذا هو الموجود ويجب القبول به حتى يصبح لدينا مخزون من الكفاءات التي تتيح الاختيار الأفضل، وبالتالي المحاسبة الحقيقية لكل عمل يقدم بعد أن يأخذ وقته ودورته.. وبالتأكيد فإن الأمل والثقة كبيرة جداً في سمو الرئيس العام لرعاية الشباب لقيادة الدفة في هذه الظروف شديدة الصعوبة حتى نتجاوز مرحلة التأسيس نحو مرحلة النتائج والحصاد، وهذا - بإذن الله - سيكون قريباً وقريباً جداً.
نظام الاتحاد الدولي
الخطوة التي ينتظر أن تطبقها لجنة الاحتراف السعودية فيما يتعلق بتحويل الهواة لمحترفين ومجاراة النظام الدولي في هذا الجانب سيكون لها الكثير من الإيجابيات في المستقبل لنقل الكرة السعودية بشكل كامل نحو الاحتراف كنظام مطبق على مستوى العالم.. وهذا يعني أيضاً بالضرورة وجود بعض الثغرات التي سينتج عنها عدد من المستفيدين من هنا وهناك، وأعني هنا الأندية واللاعبين.. لكن مستقبلاً وبعد مرور الوقت الكافي ستسير الأمور بشكل منظم وسيعرف الجميع كيفية التعامل مع لاعبيهم وفقاً للنظام الجديد.
التوجه داخل لجنة الاحتراف إذا ما صح فإنه سينهي الكثير من الإشكالات متى صدرت تعليمات واضحة بخصوص تحويل الهواة لمحترفين سواء في الأندية المحلية أو على الصعيد الدولي، فالوضوح سيكون الطريق نحو التطبيق الصحيح للائحة على الجميع.. فإذا صدر قرار اللجنة بأحقية أي لاعب هاوٍ بالاحتراف في النادي الذي يريد فإن الأندية ستكون على بيّنة وتلعب على المكشوف، فمن يريد الحفاظ على لاعبيه فعليه الاتفاق معهم والتوقيع وإلا فإن الانتقال سيكون نظامياً لأي نادٍ يريده اللاعب أو يتفق معه وهنا نعود للائحة السابقة التي صدرت بتحديد عدد اللاعبين في الكشوفات حيث سيكون النادي حريصاً على الإبقاء على أفضل 30 لاعباً لديه، وهنا سيكون ملزماً طالما وقّع مع لاعبين آخرين أن يتخلى عن عدد مماثل من اللاعبين لصالح أندية أخرى، وبذلك تكون الفائدة عامة فيحصل النادي على ما يريد ويحتاج من اللاعبين ويسمح للآخرين (بقوة النظام) الانتقال لأندية أخرى لخدمة أنفسهم والكرة السعودية، وبالتالي تصبح الفائدة أعم وأشمل، وهذا أحد أهداف الاحتراف الرئيسة والأهداف التي يسعى إليها المشرّعون عموماً، وهي للمصلحة العامة دون مصلحة أندية بعينها.. ومتى نجحت الأندية في التعامل مع تطبيق الانتقال الحر لمن لا يتفق مع ناديه عند نهاية عقده فهي بالتأكيد ستساير اللائحة الجديدة وتتجاوز المرحلة نحو احترافية أكثر في تقييم اللاعبين والحاجة لهم، وهذا يقودني مجدداً للتأكيد على أهمية الإدارات الفنية في الأندية لتحدد مستقبل النادي على صعيد الاحتياج الفني للاعبين ومراكزهم ومستوياتهم بدلاً من الاجتهادات الإدارية الحالية التي تصيب مرة وتخطئ في كثير من الأحيان.
لمسات
- بعيداً عن العاطفة فإن الهلال استفاد من لاعبيه الأجانب فنياً ومالياً وبشكل أكثر من ممتاز.. فالبرازيلي نيفيز سيدر على الهلال مبلغاً يفوق قيمة شراء عقده.. وكذلك النجم الروماني رادوي الذي استعاد الهلال تقريباً قيمة شراء عقده بعد استثماره فنياً لأكثر من ثلاث سنوات.. ليدخل الهلاليون موسماً جديداً بلاعبين جدد وطموحات جديدة وتطلعات أكبر!
- اختيار الخلوق خالد المعجل لإدارة المنتخب الوطني اختيار موفق بالنظر لإمكانات المعجل ونجاحاته العديدة مع ناديه.. وفي تصوري أن المعجل خير من يتولى المهمة الأصعب في المرحلة الحالية ويبقى أن لا نحمِّل مدير المنتخب أكثر من مهام منصبه المتعلقة بالفريق واللاعبين فقط.
- الاتحاد والأهلي تأهلا للدور الثاني في كأس الأبطال دون أن يحققا الفوز على أرض الملعب.. فالاتحاد تعادل أمام النصر مرتين والأهلي خسر من الشباب مرتين أيضاً.. لكن ذلك لا يلغي حظوظهما في الوصول للنهائي الأهم هذا الموسم.
- في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الهلال فنياً في نهاية الموسم بغياب عدد كبير من العناصر المؤثرة فإن الهلال يبقى هو الهلال الفريق القادر على فرض اسمه كأحد أقوى الفرق محلياً للوصول لنهائي كأس الأبطال للموسم الثاني على التوالي.. ومتى كانت الرغبة الهلالية قائمة في الوصول للقب فإن الفريق قادر على تحقيق ذلك.