**كنت أحدثك عن أمسي الضائع....
**حائر بين حقيقة واريتها الثرى وأبّنتها وكتبت عنها مفردات العزاء وحقيقة باقية تعيش معي... هي أنتِ
** أيام تشبه الأمس في صورة الحزن الساكن فيكِ وفيّ... في لون وجوه أكسبها مكان اللقاء سحنته.
** هذه الصحراء لم تترك فسحة للغيث أن يمر والربيع أن يلون فضاءها.
** قد كنتِ تحدثيني عن أشيائك... عن طقوس حضورك.. عن تفاصيل أشيائك.. فأغرقتي في الحديث عنها.... ونسينا أن في القديم من أشيائنا قد كان يجمعنا.
**خفاف الإبل ترحل تبحث عن مواطن الكلأ إلا نحن بقينا نحثو التراب علّ وطن يتخلق من بين الرماد.
** المكان الذي يستحضر لنا الذكرى لم يترك سوى أطلال ووجوه نستعيد ملامحها.. فتهطل الذكريات معجونة بالدمع والآهة واجترارالوجع. ذكرى تتوزع بين الأحياء والأموات.... حطام المكان وصور تصيب في مقتل.
** ذكرى لاتكتفي بإيقاظ من نريد... بل تأتي بمن فقدناه دون أن نذكره. دون أن يسجل له حضور.
** حين التقينا قبل شهور امتدت ولن تنتهي. عرفت أن الألم نحمله معنا... حتى في نبرات الصوت. وأن التواري يجمد الوشائج وأن بناء جسور التواصل يمنح الليل أجنحة كي ترفّ في فضاء المعرفه.
** منذ أن أذنت الأذن للصوت أن يسكن... كان لـ الليل منذ تلك الساعه حضور أبعده عن التلصص على وجوه المارة.... عن قامات الغرباء. فإلى أين مضى ذلك الليل....أسألك؟؟؟ إلى أين صار؟؟؟
** تعرفين أن الوحدة موحشة.... حين يعاقر الليل صمتك تسكنك الهواجس والنوازع والبحث عن ملاذ ولا ملاذ... حين يعتقلك الليل يقابل حضورك سهر وأطناب وصمت بلا أنس.
** يعاودك الحنين إلى من أسبل عليك من إزار تحنانة حنانا وألبسك من ثوب وقاره وقارا. تتقد فيك عندها جمرة الألم فمن يطفئ الجمرة؟؟؟ ومن يسقي الشجيرات الظمئة؟؟؟
** تغادرك الأنوثة كسحابة صيف... وتتلقفين المدامع بمناديل لا تعرف معها أهدابك ملاطفة وتنعّما.
** لا أعرف عن وحدتك سوى أنها قاعا صفصفا....ولا عن ليلك إلا أنه خليٌّ من أنس.. حياة في رحلة دائمة بحثا عن الفيء.
** يأتيك هتان.... واخضرار... وأنس.... وأشغال النهار والليل بحضور وأنفاس... فتقفين من كل ذلك مواقف السلبية..... تشتهينه أحيانا لكنك ترفضينة معظم الأحيان فكيف تستقيم الأمور؟؟؟
** لابد أن تدركين تبعات الغياب... ولا بد من أن تدركين أن للابتعاد مثالب قد تنهي كل شيء..... تنسفه إلى التلاشي..
** خوف من المجهول!!! هاجس ينادم توحشك.... يزرع الريبة في مفاصل التفاؤل!! ينقر شبابيك موصدة كي يعبث في سكون ينادمه الأمل.
**ضاعت حروف الرسائل.... وتلاشى صوت فيه أطراب... تنغيم حيث يمضي به الليل يموسقه كلما حنّ الوتر ودندن الشجن.
** أين مضى كل هذا؟؟؟
** فيما أرى قد ذهب البوح.... وذابت خلجات النفس وتطايرت سحب المشاعر وتناثرت المفردات بين الزوايا فمن يجمع الشتات؟؟؟؟