بعد أيام تحلُّ الإجازة الصيفية لأبنائنا الطلبة الذين يودِّعون عاماً كان حافلاً بالعطاء والتحصيل. كثير من هؤلاء الطلبة على وشك الدخول إلى مسار آخر في حياتهم؛ إذ إن كثيراً منهم في العام الأخير أو الذي قبله في الدراسة الجامعية أو التعليم العام، وهؤلاء لا بد من إعدادهم للمرحلة القادمة، كما أنهم يُمثِّلون طاقة إنتاجية معطاء، وبخاصة أنهم في عمر يتصف ذووه بالحماس والإقبال على العمل.
وقد استفادت كثير من مؤسسات الدولة والشركات السعودية من رغبة وحماس وطاقة الشباب، وفتحت أبواب التوظيف أمامهم؛ ما أتاح لهذه المؤسسات والشركات وضع أعين مسؤوليها على نماذج واعدة من الشباب، أصبحوا فيما بعد ركائز مهمة من الموارد البشرية المهمة لتلك المؤسسات والشركات.
هذا الإجراء المتخذ لفائدة الوطن قبل مصلحة الشباب السعودي الذين هم أبناء الوطن، إلا أن إعدادهم وتهيئتهم تنمية لثروات الوطن من الموارد البشرية.
هذا الإجراء وإن كان لا يزال يُعمل به إلا أن الاهتمام قَلّ والأعداد المتاحة أمامهم الفرص تقلَّصت.
في السابق كانت الوزارات ودوائر الدولة تنافس الشركات ومؤسسات القطاع الخاص، وكان مئات الآلاف من الشباب يُتاح لهم التدريب والتعلُّم، وأيضاً الاستفادة المادية، والأهم من ذلك البقاء داخل الوطن والحماية من مخاطر السفر وما يتبعه من آثار وسلوكيات تظل مصاحبة للشباب.
والآن، ومع اقتراب موعد الإجازة الصيفية، وفي ظل الاهتمام الذي توليه القيادة بالشباب وفتح أبواب التوظيف للمواطنين، نأمل بأن يرتقي المسؤولون عن إدارات الموارد البشرية في الوزارات والمصالح الحكومية الكبرى والغرف التجارية والصناعية في المملكة؛ للتوسع في توظيف الشباب «صيفياً»، وإتاحة الفرص أمامهم للتدريب والتعلُّم والاستفادة.