حائل هي عروس الشمال بلا شك وقد أخذت هذه التسمية الشاعرية لكونها من أجمل المدائن في الجزيرة العربية، بل من أنظف إمارات المملكة وهي تشبه العروس في تألقها وتأنقها وجمالها وجبالها وشموخها منذ هبط إليها أجمل مُحبين في الميثولوجيا العربية وأعني بذلك (أجاء) الجبل و(سلمى) المخلوقة الجبلية التي ترتبط مع أجاء بعلاقة حميمية منذ بدء الأساطير. وبالإضافة إلى جمال طقسها العليل، وجمال خصال رجالها فإنها منبع الكرم العربي منذ أن استقر بها حاتم الطائي - أكرم العرب - ولو أن بعض العرب (المتأخرين) حاولوا يا للأسف الشديد أن يمحوا هذا الاسم المفخرة والاكتفاء بـ(حاتم) فقط، لأنه لم يحضر الإسلام. فهل كان هؤلاء المغالون يريدون أن يضاف إلى حاتم صفة (حاتم الجاهلي مثلاً؟) أو (حاتم اللا مسلم) أو (حاتم فقط!!) مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق قد أكرم أهل حاتم بعد أسرهم لأنه يعتبر الكرم فضيلة من فضائل العرب.
وأقول صحيح أنني لم أود هذا الاستهلال الذي أبعدني عن تناول ما أرمي إليه إلا أن حائل تستأهل أن تقال فيها المدائح والمعلقات ولكن ما دعاني إلى تناول هذا الموضوع هو أنني قرأت وبحزن شديد أن جمال حائل الأزلي قد أخذ (يخرّبه) بعض الصبية العابثين اللا مبالين الجهلة الذين أحرقوا بعض حدائقها وأتلفوا ألعاب الأطفال في تلك الحدائق بل بلغ التمادي والتعدي أن بعض الأوغاد أو بالأحرى (الوغدان) لأن يقيموا نقاطاً للتفتيش في مداخل تلك الحدائق التي أقامتها الدولة لإضافة المزيد من الجمال على جمالها القديم ولكي لا أكون متجنياً اسألوا مدير العلاقات العامة في أمانة حائل الأخ بشير السمحان وكذلك اسألوا أيضاً مدير الحدائق والتجميل في الأمانة المهندس عبد المحسن المطير وكذلك اسألوا أيضاً وأيضاً المتحدث الإعلامي باسم شرطة المنطقة العقيد عبد الله الزنيدي، الذين تحدثوا إلى جريدة الحياة عن هذا الموضوع (بأسف شديد) مما دعا بعض المسؤولين في حائل وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أن يوجه بإحالة العابثين ممن يتم ضبطهم إلى المحكمة الشرعية لمحاكمتهم شرعاً وتطبيق الجزاءات والغرامات بحقهم.
ومن هنا فإننا نود أن يُردع هؤلاء الشباب مهما كانت أعمارهم، بل إننا ندعو بالإضافة للأحكام التي ستصدر بحقهم، نتمنى أن يصدر حكم لاحق بإجبارهم على إصلاح ما أفسدوا بأيديهم وتغريم آبائهم ثمن ذلك الإصلاح ليكونوا عبرة للآخرين. فحائل لا تستحق هذا العبث بجمالها فلا تشوهوا واحة عروس الشمال.