كيف يمكن لأحدهم أن يدير بنجاح شركةً تضمّ عشرات الأعمال المتنوعة وغير المركزية وتستخدم أكثر من 100 ألف موظف في 130 دولةً، وبخاصةٍ في بيئةٍ اقتصاديةٍ غير مستقرّة؟

من خلال تسهيل الأمور وتبسيطها، على حد تعبير بيل آلن، رئيس الموارد البشرية لدى «أي بي مولر-مارسك» (A.P. Moller-Maersk) الكائنة في كوبنهاغن، الذي اعتبر أنّه ينبغي على كافة الأنشطة المنفّذة على مستوى المجموعة - والتي تتخطّى حدود متطلبات الشركة العامة مثال الإفادة عن الأرقام للمستثمرين - أن تقتصر على مجموعة أساسية من خمسة أنشطة تعزّز الأداء، هي التالية: (1) إدارة المحافظ (اتخاذ القرارات بشأن أي الأعمال ينبغي أن تكون جزءاً من المجموعة)؛ (2) إدارة الأداء (إرساء أهداف طموحة واعتبار المديرين مسؤولين عن تحقيقها)؛ (3) توزيع رأس المال (استثمار المبالغ في المجالات التي يمكن أن تتأتى عنها عائدات ضخمة)؛ (4) إدارة الموهبة التنفيذية (الحرص على أن يتولى الأفضل الوظائف التي تنطوي على مهام غاية في الأهمية)؛ (5) ضبط التفاعل المتبادل (لفرصٍ ضخمةٍ جداً تضمّ العديد من الشركات). وبالإضافة إلى ما تقدّم، ينبغي على كل شركة أن تكون مسؤولة عن تحقيق ما تصبو إليه من نتائج وما يناسبها.

وبفضل هذا النظام التشغيلي البسيط، تمكنت «مايرسك» من التعافي بسرعة من تداعيات الركود العالمي، حيث جاءت بياناتها المالية للعام 2010 الأفضل في تاريخها.

وحتى ولو لم تكن مؤسستكم بحجم اتحاد شركات «مارسيك»، فإنّ الطريقة المثلى أحياناً لمواجهة التحديات الإدارية الأكثر تعقيداً هي بذل القليل من الجهود، وليس الكثير منها، بحيث تختارون عدداً من نقاط تعزيز حيوية لها التأثير الأكبر على النجاح والتركيز بلا توقف على تحسينها - من دون أن يتشتت انتباهكم بأي أمر آخر.

وقد نميل جميعاً إلى الالتزام بعملٍ إضافي وربما حتى نفقد تركيزنا ونشعر بأننا مضغوطون - سواء أكنا نعمل في المناصب التنفيذية، في مكتب أم في متجر. والمهم في هذا السياق ألا نكرر هذا النمط عن طريق زيادة كمّ العمل، إنما أن نُعدّ لائحةً لكل ما نحاول القيام به، وأن نختار منها ما يمكن أن يُحدث فارقاً كبيراً (في مؤسستنا أو مهنتنا)، وندع الباقي في أسفل الهرم أو حتى أن نلغيه. بالمختصر المفيد، لنحدد أولوياتنا، فعندئذٍ قد نتمكن من إنجاز الكثير عبر بذل القليل.

*(رون أشكيناس هو مدير شريك في «روبرت أتش. شيفر أند أسوشياتس» (Robert H. Schaffer الجزيرة Associates)، شارك في تأليف «ذي جي إي وورك أوت» (The GE Work-out) و»مؤسسة بلا حدود» (Boundaryless Organization). يحمل كتابه الأخير عنوان: فعال وحسب» (Simply Effective).