|
الدمام - هيا العبيد
لم تعد مهنة صيانة المنزل حكراً على الرجل بعد أن بدأت المرأة بالمنطقة الشرقية في التأهيل وتعلم السباكة والكهرباء وكيفية الصبغ والطلاء، بعد استعداد جمعية ود الخيرية للتكافل والتنمية الأسرية بالثقبة إقامة دورة تدريبية في الصيانة المنزلية تنخرط فيها 20 فتاة. وتأتي هذه الخطوة بعدما قامت الجمعية العام الماضي بتخريج وتأهيل 18 متدربة. وتعد الجمعية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة الشرقية لتأهيل الفتيات لسوق العمل, وكسر قاعدة الاعتماد على العامل الأجنبي كما هو الوضع الحالي.
جهود جمعية (ود)
وأشارت رئيسة الجمعية نعيمة الزامل لـ»الجزيرة» إلى أن الجمعية سعت لاستقطاب الفتيات من أبناء الأسر التي ترعاها الجمعية، ومن وخارجها، لتأهيلهن على أعمال الصيانة المنزلية التي تقوم على صبغ المنزل وتصليح أجهزة السباكة اليدوية وغيرها، دون اقتصار ذلك على الرجال.
وبينت الزامل أن الهدف من الدورة كسب الفتيات السعوديات مهارات يدوية تنمي لديهن ممارسة الحرفة التي تؤهلهن لسوق العمل بعد اتساع دائرة عمل المرأة في مختلف المجالات والقطاعات النسائية والاستغناء عن الرجال في بعض أعمال الصيانة المنزلية لسد متطلبات الجامعات والمدارس والمشاغل وغيرها من القطاعات النسائية، التي تحتاج إلى مثل هذه المهن.
وأضافت قائلة: إن وجود النساء في هذا المجال سيحل أزمة المرأة التي تعاني انشغال الزوج وارتباطاته في حال تعطل أجهزة المنزل. وقد استطاعت المرأة أن تثبت نفسها في هذه المجالات كافة.
النظرة الاجتماعية
وحول مدى إمكانية ملاءمة ذلك العمل للمرأة في مثل هذه المهن بينت الزامل أن هذه الأعمال لا تعد حكراً على الرجل، عكس الرؤية التي تقول إن إنها لا تتناسب وطبيعة المرأة؛ فهي تتميز بالأنوثة ولا تتحمل الأعمال الشاقة، والبعض ينظر لها لما تشكله من خطورة على المرأة؛ كونها تتنقل من منزل لآخر، وتعد ظاهرة جديدة في مجتمعنا الذي اعتاد على عمل المرأة في نطاق ضيق.
«الجزيرة» التقت عدداً من السيدات لمعرفة تقبل المجتمع لعمل المرأة في الصيانة المنزلية.
بداية تقول السيدة سارة إن هذه المهنة نوع من المغامرة بالنسبة للفتيات؛ كونها دخيلة على مجتمعنا بأن تقوم المرأة أو الفتاة بممارسة هذه المهنة التي عُرفت باحتكار الرجال لها لعدم قدرة المرأة على ممارستها وعدم إتاحة المجال لها أو السماح لدخولها المنازل. مشيرة إلى أن هذه المهنة ستكون مصدر إزعاج لذوي الفتاة والأسرة؛ حيث لا ضمان لخروج الفتاة من المنازل التي ستذهب إليها أو ربما يكون هناك مشاكل من خلال تلاعب بعض المتصلين وعدم جديتهم؛ ما قد يعرضها للخطر.
وفي المقابل رحبت صاحبة «مشغل» بعمل الفتاة في الصيانة المنزلية التي ستساهم بشكل كبير في حل العمالة الوافدة عندما يكون هناك عطل ما في المشغل، ويكون مكتظاً بالسيدات؛ إذ إنه من الصعب التعامل مع الرجال في هذه الحالة التي ستقوم بمهمتها المرأة, ونطمح إلى فتح المجال والمزيد من التخصصات التي تحد من التعامل مع الرجال في المهن كافة طالما أن الفتاة لديها طموح لتحقيق ذاتها وإعطائها الثقة بأن ذلك العمل ليس حكراً على الرجال دون النساء.
فيما أشارت أم خالد (سيدة أعمال) إلى أن اتجاه الفتيات لبعض الحرف المهنية أو الفنية بأنه ينم عن تطور اجتماعي، ونتيجة حتمية للتنمية الاجتماعية التي تعيشها البلاد. مبينةً أن المنطقة تشهد تحولات اقتصادية دفعت إلى تغيير مفهوم عمل المرأة السعودية، وواكبت تغييراً في تفكير نظرة المجتمع لكثيرٍ من المهن التي لم تكن تحظى بالقبول من قبل.
وأكدت أم خالد أن فتح مجالات عمل جديدة أمام المرأة السعودية سيؤدي إلى تنويع أشكال النشاط الاقتصادي المتاح للمرأة بأن تعمل فيه.