الأحداث الصاخبة التي تشهدها الكرة السعودية محلياً، والتي وصلت حد النفاذ نحو المسار الدولي سعياً للحلول، هي في حقيقة الأمر نتاج طبيعي لعملية المخاض في اتجاه تكوين جسد كروي خال من العيوب العملية السلبية، كما أن طغيان تلك الأحداث هو عامل مهم لتكوين فكر ومسار آمن ومنظم لمستقبل الكرة هنا محلياً وخارجياً. ومن الجميل أن يواجه قائد المسيرة الرياضية هذا الكم من الملفات في هذا الوقت الحساس؛ لأن صوراً كثيرة طفت على السطح كانت عاملاً مهماً لتخلفنا عندما كانت تتوارى داخل الأدراج أو تصاريح المجاملة، وقبلها ضَعْف الثقافة الإدارية بل فوضويتها في مناسبات عدة..!
اليوم في عصر نواف بن فيصل لا أحد فوق القانون العادل، ولا أحد يمكن منعه من استحصال حقه من أي جهة كانت محلية أو دولية، وهذا بحد ذاته أساس استقرار استراتيجي يضمن ارتياحاً نفسياً وبيئة جاذبة لكل أطياف المهتمين بالشأن الرياضي، لكن من المهم أن نردم الفجوة بين فكر نواف والفكر السائد محلياً؛ لأن اتساعها هو سبب كل المشاكل، وأعني عدم وصول خطة العمل وأهدافها ومراحلها الزمنية للمستهدفين لكي يشاركوا في العمل ويفهموا كيف هو المسار بدلاً من أن يتم العمل أحادي الجانب وكأن الآخرين مجرد منفذين لا غير..!!
كما أن تفعيل دور الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، التي لا أحد يعرف عنها شيئاً منذ نشأة هذا الاتحاد، هو أول خيوط نسج صورة الشفافية والعمل الجماعي والدخول في منظومة القرار المحتوم على الكل كما هو شأن سائر اتحادات الكرة كافة بالعالم؛ حيث سيكون لذلك آثار إيجابية تخفف عن كاهل اتحاد الكرة بطريقته الحالية المسؤولية، وتفتح له نوافذ جديدة تساعده على المضي قدماً نحو تحقيق أبسط أبجديات القوانين الدولية الملزمة بمثل تلك الجمعيات..!!
أيضاً تهميش دور أعضاء مجلس اتحاد الكرة بالشكل الحالي وعدم تنسيق اجتماعاتهم بشكل دوري وقصرها على مناسبات متباعدة تصل لستة وسبعة أشهر أمر غير مقبول؛ فما يحدث يجعلهم في موقف محرج أمام مَنْ ينتظر منهم دوراً محورياً أو حتى مشاركة إيجابية، التي أصبحت محصورة في نماذج متكررة منذ ثلاثين عاماً وما زالت..!!
نحن نريد كل شيء يحدث بسرعة دون أن نعطي فرصة حقيقية لإعادة ترتيب الأوراق، واليوم لدينا من يستطيع إعادة الترتيب والتنظيم، وهو محل ثقة وتقدير، فقط يحتاج إلى أجواء هادئة وانتقادات بناءة في محلها الصحيح. ولا شك أن قامة مثل نواف بن فيصل يستحق أن نقف معه ونفهمه ونعطيه مساحة من الوقت، والبوادر تشير إلى أنه عازم فعلاً على إحداث انقلاب أبيض لصالح رياضتنا.
قبل الطبع
يوحي الهدوء بأن صاحبه ذو إرادة لا تتحول عن هدفها، وتسبب نظرة الرئيس الهادئة العميقة شعوراً من القلق لدى المشاغبين ومثيري المشاكل من المرؤوسين، وإحساساً غريزياً بأنهم أمام قوة لا تقهر.
msultan444@hotmail.com