Saturday  11/06/2011/2011 Issue 14135

السبت 09 رجب 1432  العدد  14135

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحم الله سحابة الجود أم صالح

رجوع

 

لست من المتشائمين.. أو فئة المتطيرين.. أو ضعيفي الإيمان بالقضاء والقدر.. ولكن لا أستطيع أن أصف يوم الأربعاء الموافق 1-6-1432هـ بيوم عادي.. والذي شهد رحيل سحابة البر والإحسان.. أم اليتامى والمساكين.. صاحبة القلب الذي يرشح عطفاً ورحمة.. صاحبة الابتسامة الدائمة و المتجاسرة على أوجاعها.. في ذلك اليوم رحلت عن دنيا الفناء إلى دار البقاء والدتي (حصة صالح الحجاج) أم صالح -رحمه الله- وأم أخواني وأخواتي من بطنها ورضاعة صدرها وأم الآلاف من الصغار والكبار واليتامى والمساكين وآخرين من غير جلدتنا.. أم لهم بعطفها وحنانها وصدقاتها.. لا تضع رأسها على مخدتها قبل أن تجري اتصالاتها حتى تطمئن على الصغير قبل الكبير.. ولا تستطعم الزاد إلا حين نشاركها مأكلها ومشربها.اللهم أجعلها في جنة الخلد التي وعد المتقون {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولًا}، وإن بكينا (أم صالح) رحمة الله عليها فليس لرحيلها عن الدنيا الفانية إلى دار البقاء وفسيح الجنات.. إلى رب العباد الذي يجازي المحسنين إحساناً والمسيئين عفواً وغفراناً.. وإنما بكاؤنا لأن القدر لم يمهلها وقتاً أطول لنغدق عليها برنا مقابل تدفق حنانها وغزارة عطفها وإنسانيتها.. عاشت بقلب لا ينضب من العطاء.. رغم ما واجهته من أوجاع وألم لا تكاد تنفك عنها إلا في قلائل الأيام.. ولم تكن آلامها في أيامها الأخيرة.. بل كانت تصاحبها منذ كانت في العقد الثالث من عمرها إلى أن أخذ الله أمانتها في العقد الثامن.. اللهم أحمها تحت الأرض.. واسترها يوم العرض.. ولا تخزها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.لم يتوقف نبض حنانها حتى وهي على سرير الإسعاف في أيامها الأخيرة والألم يعتصرها حيث كانت توصي أخي يوسف بأن يوزع التمور المخزنة في مستودعها على المحتاجين والمساكين.. لا يعرف ذاك القلب إلا الصفح والتسامح واللين وإغداق الحنان.. ومع كل نبضة من قلبها تقابلها نبضة خوف وقلق على أبنائها وأحفادها ومن تسجل اسمه في صحيفة ذاكرتها.اللهم يمن كتابها ويسر حسابها.. وثقل بالحسنات ميزانها.. وثبتها على الصراط أقدامها.. وأسكنها في أعلى الجنان بجوار حبيبك المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.. رحم الله سحابة الكرم والجود.. رحم الله أم اليتامى و المساكين رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.. اللهم أجعل قبرها روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرةمن حفر النار.. اللهم أنزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

م. عبدالعزيز علي الزنيدي - عنيزة

al_wakeele@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة