كغيري من محبي ومتابعي الكيان الأحمر تفاءلت بل راهنت على أن رائدنا هو الحصان الأسود لدوري زين هذا العام. ومما زاد من تفاؤلي نتائج الفريق المبهرة في بداية الدوري، ولكن سرعان ما عاد الفريق إلى التفريط في النقاط الواحدة تلوى الأخرى حتى وضعنا أيدينا على قلوبنا خشية تكرار الهبوط في نهاية الدوري، ولكن ربنا ستر وعاد الفريق إلى الاستقرار في نهاية مشوار الدوري.
إذا نظرنا بعين الخبير في شؤون النادي سنحدد بعض النقاط التي تسببت في هذا التناقض الغريب في مسيرة الأحمر في دوري هذا العام.
) بعد نهاية دوري العام الماضي وبقاء الفريق بقرار الزيادة توالت الاجتماعات لرئيس النادي مع محبيه، وشُكِّلت اللجان، وكان من أهمها اللجنة الفنية التي أوكل لها اختيار اللاعبين من محليين وأجانب ومدربين بالتشاور مع الإدارة، وتُعَدّ هذه الخطوة إيجابية.. ولكن هل اللجنة مارست دورها؟
- استمرار الخلل الفني الواضح (العقم الهجومي) لازم الفريق للموسم الثاني على التوالي رغم أنه أحد الأسباب التي قادت الفريق للهبوط في الموسم الماضي.
من المتسبب في ذلك؟ سؤال موجَّه للجنة الفنية
- الاستقطاب الجائر للاعبين؛ حيث جُلب خلال موسمين 36 لاعباً ما بين محليين وأجانب رغم أن الكشوفات لا تستوعب إلا 26 لاعباً في الموسم؛ ما كان له الأثر في عدم انسجام اللاعبين، وانسحب ذلك على الاستقرار التدريبي؛ حيث درب الفريق 4 مدربين في موسمين، بواقع مدربَيْن لكل موسم.
) التناحر الغريب بين بعض الإعلاميين واستغلال المواقف لزيادة الفجوة بين الإعلام والإدارة وحتى المتابعين للشأن الرائدي، وكأن المسألة تصفية حسابات على حساب الرائد في معمعة الدوري، في وقت كنا أحوج فيه للوقفة الصادقة مع الرائد، والرائد فقط!!!.. وهنا يظهر موقف المركز الإعلامي ودوره في وجوب احتواء الاختلافات الإعلامية، لكن الدور للأسف كان سلبياً.
) قلة بل انعدام الاجتماعات الشرفية.. والدور الهامشي للمكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف، الذي اكتفى بالدعم المبرمج من قِبل رئيسه وأعضائه فقط دون المشاركة من بقية أعضاء الشرف.
مَنْ حجَّم دور أعضاء الشرف؟
- منصب رئيس أعضاء الشرف الذي ظل شاغراً لموسمين هما عُمْر المطوع في رئاسة الرائد رغم أهمية هذا المنصب الذي نحتاج إليه بوصفه مرجعاً للرائديين، ويحل جميع العقبات التي قد تؤثر في مسيرة الرائد، إضافة إلى القدرة المالية لمساعدة رئيس النادي في تحمل بعض الأعباء المالية رغم توافرها في شخص فهد المطوع الذي حل الأزمة المالية، وأصبحنا نحن الرائديين لا نفكر فيها إطلاقاً.
ولكن يبقى منصب رئيس أعضاء الشرف مطلباً جماهيرياً وشرفياً مهماً جداً..
تلك بعض السلبيات التي ساهمت في تذبذب مسيرة رائد التحدي في هذا العام، والتي نتمنى أن يستطيع مسيرو النادي تلافيها في الموسم المقبل الذي نمني النفس بأن يسعدنا فيه رائد التحدي ويمسك بزمام الأمور من البداية.
وهناك بعض الحلول لتلك المشاكل من وجهة نظري
- تفعيل دور أعضاء اللجنة الفنية كاملاً، ووضعهم على المحك؛ بحيث يتسنى للرأي العام الرائدي محاسبتهم في حالة الإخفاق في الاختيار، وللابتعاد عن القرار الفردي.
- يعتبر التعاقد مع المهاجم ديبا أول الحلول الحقيقية لحل أزمة العقم الهجومي، مع حاجة الفريق لمهاجم محلي مساند له في خط الهجوم.
- الابتعاد عن استقطاب لاعبين منتهي الصلاحية أو ممن تقدم بهم العمر، والحرص على الاستعانة بعدد محدود جداً من اللاعبين في مراكز معينة، وأن يكونوا أفضل من الموجود في كشوفات النادي حالياً، أو الاكتفاء بالموجود والتجديد معهم.
- المركز الإعلامي بالنادي، وبعد اعتذار الأخ صالح المرشود الذي نشكر له جهده في الفترة الماضية؛ حيث اجتهد قدر الاستطاعة؛ فله منا كل الشكر والتقدير، ونتمنى له التوفيق في مهمته القادمة.. نحتاج لهذا المركز، وأن يكون له اسم له مكانته وقيمته الإعلامية، وله القدرة على التنظيم وإدارة العمل واحتواء المشاكل التي تظهر على السطح، والقدرة على حلها، وأن يكون مقبولاً من كل الأطياف الإعلامية الرائدية، وتتوافر تلك المواصفات من وجهة نظري في عدد من أبناء الرائد الذين كان لهم باع كبير في الصحافة أمثال الأستاذ عبد الله القناص والأستاذ صالح الغدير التويجري والأستاذ عبد الرحمن الفراج بوصفهم أشخاصاً لديهم القدرة على النهوض بهذا الجانب.
ومن جيل الشباب هناك أسماء قد يكون أبرزهم الأستاذ خالد المشيطي والأستاذ سلطان المهوس والأستاذ عبدالله العمري والأستاذ صالح الغفيص.
- تكثيف اللقاءات الشرفية وتفعيل الدور الشرفي من خلال المكتب التنفيذي الذي يجب أن يمارس دورة بشكل كامل، والبُعد عن اللقاءات الجانبية التي قد تسبب التنافر بين أعضاء الشرف.
- الإسراع في عملية اختيار رئيس أعضاء الشرف من خلال التشاور معهم لما له من أهمية، وإن كنت أتمنى أن يقنع الشيخ صالح المحيميد بالعودة لمنصبه؛ لما يملكه هذا الرجل من قدرة على احتواء المشاكل، وما يملكه من محبة في قلوب الرائديين.
ورغم هذا الكم من السلبيات إلا أن هناك إيجابيات كثر، من أهمها:
- بُعد إدارة النادي عن المهاترات الصحفية، وتمسكها بالأخلاق الرياضية، وانعكاس ذلك على الفريق، وتتويجه بكأس الأخلاق الرياضية.
- فارس العمري من المكاسب الحقيقية؛ رجل يعمل بصمت، ويبدع رغم محاولة البعض التقليل من نجاحاته دون أن نعرف لماذا وما المقصود من ذلك. قد تكون هناك أمور شخصية.. أما أنا فقد كنت قريباً من هذا الرجل عندما كان كابتن الفريق؛ فقد كان له أدوار متميزة في حل المشاكل الطارئة في فريقه في ذلك الوقت؛ لذا لم أستغرب النجاح الإداري له.
- أحمد غانم الرجل المناسب في المكان المناسب. إلى الأمام أبا رائد.
- عبد العزيز الرشود أو قلب الرائد أو الأمين العام للنادي رجل يحترق ليضيء الطريق لغيره، يعمل دون ملل، وقوده حب الرائد، ورأس ماله محبة الرائديين له.
- نجوم الفريق شموع تحترق من أجل إرضاء الجماهير؛ فلا تكثروا التأفف؛ لكي لا تنطفئ الشموع.
خاتمة
فهد المطوع.. أنت نعمة من الله للرائد، ووهبك الله نعمة أكبر بوجودك في الرائد، ألا وهي حب الرائديين بمختلف أطيافهم. أنت الرئيس الوحيد الذي أمضى سنتين في رئاسة الرائد ولم يخرج أحد من أعضاء شرفه لينتقدك ويفند أخطائك، ليس لأنه لا توجد أخطاء بل لأن حبهم لك أجبرهم على التجاوز عن الأخطاء. أتمنى أن تحبهم كما أحبوك، ويكون ذلك بالأفعال لا بالأقوال..
احرص على لقائهم، فاجئهم بوجودك بينهم في مناسباتهم واجتماعاتهم، اسمع لصغيرهم قبل كبيرهم..
أنت الآن تحتل بل تملك مساحة كبيرة في قلوبهم؛ فحاول أن تكسب البقية..
أنت الآن علامة فارقة عندهم، وسوف تكون رمزاً خالداً لهم بالقليل من الاندماج معهم، أتمنى لك من كل قلبي التوفيق؛ لأنك تعمل جاهداً في سبيل رفعة رائدنا، فإلى الأمام.
عبدالله محمد السبيعي - بريدة