|
الرياض - واس
تؤمن وزارة الثقافة والإعلام بتطور المشروع الثقافي والإعلامي في بلادنا وتأسيسًا للدور الريادي لخدمة المعلوماتية التي يتفاعل معها المجتمع بكافة أطيافه فإننا قد طرقنا الكثير من التواصل مع المتلقي بمختلف ميوله واهتماماته.
في وقتنا الحاضر أضحت الثقافة مبتغى الشعوب وأصبح إيصال الفكر والمعلومة والخبر ضرورة إنسانية عبر أدوات الإعلام المختلفة، كما أصبح الإعلام ضرورة إستراتيجية فهو الوسيلة التي يستقي منها الآخر معتقداتنا وقيمنا ومفاهيمنا.
هذا ما بدأ به معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه في مقدمة التقرير السنوي لوزارة الثقافة والإعلام لعام 1431-1432هـ من الخطة الخمسية التاسعة.
وقال معاليه: «عمدنا إلى أن يكون الخطاب الإعلامي متشكلاً وفق آليات العمل الجديد الذي يسعى إلى المزاوجة بين ما هو طرح قائم وما هو متطلع نحو التحول الجديد والمأمول ومن أمثلة ذلك الدخول في حوار مباشر مع متطلبات الأجيال الجديدة وتطوير آليات العمل الإعلامي على نحو إعادة هيكلة-التواصل الإلكتروني-من خلال إصدار لائحة للنشر الإلكتروني وإنشاء إدارة الإعلام الإلكتروني وهذه اللائحة وغيرها من التنظيمات التي استحدثتها الوزارة هي بمثابة سعي ليس إلى الحجب أو التعتيم بل إيماناً منها بإطلاق حرية الطرح وحرية التلقي للمواطنين مع وجود ضابط ذاتي - اجتماعي ديني قيمي - فالوزارة تترك للمواطن حرية فرز المعلومات التي تتقاطر عليه مع اعتماد خطط وبرامج إعلامية مهمتها تنمية الوعي حتى يصبح المواطن قادراً على التقاط المعلومة والمفكرة الصحيحة من تلقاء نفسه».
وأضاف «اكتسبت الثقافة والإعلام قيماً وأبعاداً جديدة نظرة مغايرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حيث أصبح مصدراً من مصادر التعايش الاجتماعي والتفاعل مع الآخر بمعنى أن يكون للثقافة والإعلام دور في خلق وبلورة رؤى جديدة تسهم في بناء المعرفة بشتى أنواعها.
وأشار الدكتور خوجه إلى أن المتابع لمعرض الرياض الدولي للكتاب للعام 1432هـ من خلال المشاركة المتميزة لدور النشر من مختلف الدول والفعاليات المصاحبة للمعرض يدرك أن المملكة بمشيئة الله سوف تصبح رائدة من رواد الثقافة في المنطقة العربية.
وأوضح معاليه أن التقرير السنوي للوزارة يوضح الجهود التي تفانت في بذلها قطاعات الوزارة والإنجازات التي حققتها من خلال تكاتف كافة منسوبي الوزارة، بالإضافة إلى الصعوبات التي نجحت الوزارة في التغلب على كثير منها، مؤكداً أن الوزارة قدمت خلال التقرير الكثير من المقترحات التي ستساهم في تطوير المنظومة الثقافية والإعلامية في المملكة العربية السعودية وتمكن الوزارة من القيام بدور فاعل في دفع المسيرة التنموية بالمملكة.
من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام الرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للمؤسسات الثقافية والإعلامية جعلت وزارة الثقافة والإعلام تواصل تفوقها وريادتها في الشأن الثقافي والإعلام حتى تبوأت في عهده مكانة بارزة بعد النهوض بالعمل الإعلامي والثقافي إلى مراحل متقدمة مستفيدة من سبل التطور والنجاح التي هيأتها الدولة حيث أصبحت المملكة في مقدمة دول المنطقة من حيث رعايتها للفكر والأدب والإعلام. وقال سموه: «لوزارة الثقافة والإعلام نصيب من النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة العربية السعودية فقد حظي العمل الثقافي والإعلامي بمقومات النجاح مما مهد له الدور لأن يتبوأ مكان الصدارة في ساحة الحراك الثقافي العربي والعالمي حيث تأتي هذه النجاحات والانجازات العظيمة بسبب تأسيس قاعدة متينة تقوم على التخطيط الاستراتيجي الواعي والواضع مما شكل دعامة أساسية ومنهجاً رئيسياً تسير على هداه الوزارة لتحقيق كل ما تصبو إليه في الوقت المحدد والمخطط له».
وأكد سمو مساعد وزير الثقافة والإعلام أن التقرير يعد أداة لقياس مستوى الأداء العام لقطاعات الوزارة ومعياراً لتحليل النتائج النهائية وتقييمها مالياً وإدارياً بهدف تمكين مسئولي الدولة في الإطلاع على الانجازات المرحلية التي حققتها الوزارة كما يقدم التقرير مجموعة من المقترحات الفاعلة في المساعدة على تخطي الصعوبات والمعوقات.
وأعرب سموه عن أمله بأن تقدم فصول التقرير الستة صورة وافية عن إنجازات وزارة الثقافة والإعلام التي تحققت والتي كانت مدعاة للزهو والفخر رغم الكثير من العقبات التي عرقلت عناصر الوزارة وكلفتهم مزيداً من الجهد والوقت كي يتمكنوا من تنفيذ مهامهم بالمستوى المأمول.
وجاء في التقرير أن الإعلام في المملكة يتميز بسمات ونقاط خاصة جعلته محط الأنظار ومكمن الإعجاب وأعطته دور الريادة والصدارة ولعل أهم ما يميزه أنه يستمد قيمة وأبجدياته من الشريعة الإسلامية العظيمة مما أهله لأن يكون في الصف الأول دفاعاً عن الإسلام ونقلاً لأهم الشعائر من أرض الحرمين إلى أصقاع المعمورة كافة وخاصة شعائر الحج ومناسكه وكذلك قام بالدور الأكبر في التصدي لحملات أعداء الإسلام وهجماتهم التي حاولت النيل من شموخ وعزة الإسلام والمسلمين كما انه وظف لخدمة الإنسانية فلم يكن يوما بمعزل عن قضايا العالم مما أهله وجعله آخذاً بناصية القرار وروح المبادرة للقيام بالدور المطلوب منه في بناء الإنسان أينما وجد.
ووفقا للتقرير تتميز وزارة الإعلام بأداء يتسم بالاحترافية وتبوأت مكانة سامقة بل تتفوق على كثير من الأجهزة الإعلامية الأخرى وعقدت العديد من الدورات التدريبية المتخصصة لجميع منسوبي الوزارة.
وشهد مطلع عام 1431هـ نقلة نوعية وكمية للثقافة والإعلام السعودي فمع تراكم الخبرات وتوافر الكفاءة والإمكانات المادية أطلقت العديد من القنوات التليفزيونية ولم تكن هذه القنوات إضافة للإعلام السعودي فقط بل للعالم الإسلامي ووصل عدد القنوات الجديدة إلى (5) قنوات تنوعت مابين الدينية والثقافة والاقتصادية ومنها ما يهتم بالأطفال وفي مقدمة هذه القنوات.. قناة القرآن الكريم، قناة السنة النبوية، قناة أجيال للأطفال، القناة الثقافية، القناة الاقتصادية وهذه القنوات إضافة إلى قنوات التلفيزيون السابقة الأولى والثانية والرياضية والإخبارية والحج الموسمية.
واشتمل التقرير على ستة فصول الأول عن الأداء التشغيلي للوزارة والتنظيم الإداري والإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية والمباني المملوكة والمستأجرة والأداء المالي فيما تحدث الفصل الثاني عن الأجهزة الإعلامية التابعة للوزارة وانجازاتها الإذاعة والتليفزيون ووكالة الأنباء السعودية ( واس ) والإعلام الداخلي والخارجي أما الفصل الثالث فتحدث عن الأجهزة الثقافية التابعة للوزارة وانجازاتها.. وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وكالة الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية.
وجاء الفصل الرابع من التقرير ليتحدث عن الإدارات المساندة الوكالة المساعدة للشؤون الهندسية والوكالة المساعدة للتخطيط والدراسات وتقنية المعلومات أما الفصل الخامس فكان عن قرارات مجلس الوزراء والأوامر السامية ومساهمة القطاع الخاص حيث حرصت الوزارة على تضمين العقود التي تبرمها أو تجددها مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص للقيام بأعمال الصيانة والتشغيل والنظافة بتطبيق نسبة السعودة في الوظائف المنصوص عليها في قرار مجلس الوزراء، وفي نفس الوقت تعمل على توظيف العمالة السعودية الفنية بقدر ما يتوفر من وظائف شاغرة مناسبة لتتولى القيام بالأعمال الفنية للتشغيل والصيانة.
فيما تطرق الفصل السادس من التقرير السنوي لوزارة الثقافة والإعلام لعام 1431- 1432هـ من الخطة الخمسية التاسعة إلى الصعوبات التي واجهت الوزارة والمقترحات لتطوير العمل في جميع أقسام الوزارة حيث تتمحور أهم الصعوبات التي واجهت الوزارة أثناء تنفيذ ميزانية عام 1431 في نقاط أساسية منها عدم إحداث الوظائف المطلوبة والنقص في الاعتمادات المالية و صعوبات عائدة إلى بعض الجوانب الإجرائية الخاصة بتنفيذ الميزانية والتسرب الوظيفي الذي تعاني منه وزارة الثقافة والإعلام الذي تزيد معدلاته عاما بعد آخر حيث يتسرب المبدعون وأصحاب الكفاءات والخبرات الكبيرة سواء كانوا مخرجين أو مقدمين أو معدي برامج، إلى جانب الفنيين والمصورين وغيرهم ممن يعملون بكافة الأقسام الإنتاجية.
وواجهت الوزارة بعض الصعوبات التي تتعلق بالنواحي الفنية والإدارية التي تحد من سلاسة سير العمل في بعض قطاعاتها إلا أن تلك العراقيل والمعوقات لم تثنِ من عزيمة الوزارة ولم تؤثر على أدائها بل زادت من إصرار الوزارة على العمل وخلقت لديها روح التحدي التي يتحلى بها كافة منسوبي الوزارة وكان التعاون فيما بين قطاعات الوزارة قاطبة هو السمة التي تضافرت حولها الجهود مما مكن الوزارة من تذويب وتفتيت تلك الصعوبات ومن ثم السيطرة عليها والحد من أضرارها وسلبياتها.
وتصدت وزارة الثقافة والإعلام لتلك العراقيل وفق أساليب علمية مدرسة وخطط إستراتيجية تم التخطيط لها بعناية تماشيا مع توجيهات معالي وزير الثقافة والإعلام بالتنسيق مع المسئولين في الوزارة لتوظيف كافة الإمكانات والموارد المتاحة للوصول إلى أقصى الطموحات.