اطلعتُ على الخبر المنشور في جريدة الجزيرة عدد 14112 حول التوجُّه الجديد الذي سلكته وزارة التربية والتعليم، وذلك حينما منحت مديري المدارس العديد من الصلاحيات، وذلك إجراء صائب؛ فالمسؤول حينما يشعر بأنه وحده صاحب القرار، وهو من سيتحمل تبعاته، سيدفعه ذلك إلى المزيد من الاطلاع ومشاورة ذوي الخبرة والتجربة. وكأي تجربة لا بد أن يصاحبها بعض الإخفاقات والقصور، وإن من أهم المعوقات تجاه هذه التجربة مدى إيمان بعض المسؤولين في إدارات التربية والتعليم بأهمية وفاعلية المركزية في تسيير العملية التربوية والتعليمية؛ إذ إن فيهم من لم يستوعب بعد الآثار الإيجابية لهذا التوجُّه السليم، الذي سيُثمر - بإذن الله - قيادات تربوية وإدارية متميزة؛ لذا حينما مارس مدير المدارس صلاحية تعليق الدراسة؛ بسبب الغبار الكثيف، تم إرسال تعميم عاجل للمدارس للإفادة، وكان من المفترض على إدارات التربية والتعليم أن تلزم الحياد حيال هذا الاجتهاد. وبعد: يا حبذا ألا يقتصر منح الصلاحيات على مديري المدارس فقط، بل يشمل بقية زملائهم من معلمين ومشرفين ومرشدين.. إلخ؛ فمتى ما شعروا بأنهم وحدهم المسؤولون عما سيترتب عن اجتهاداتهم من عواقب فإنهم سيبذلون قصارى جهدهم في متابعة كل جديد في مجال تخصصاتهم، ومن ثم ستزداد حصيلتهم العلمية والتربوية والثقافية.
محمد بن فيصل الفيصل
المجمعة