تعدد المؤسسات المعنية بإنتاج المسرح أمر إيجابي، فوجود جمعية مسرحيين وجمعية ثقافة وفنون والفرق المسرحية الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمسرح الجامعي والمدرسي يعطي ثراء وتنوعا للمسرح الذي ينشده الكثيرون، ومؤخرا تم افتتاح مكتب للهيئة الدولية للمسرح، ويجب أن نقدر جهد من سعى إلى إيجاد المكتب وهو الأستاذ إبراهيم عسيري، ويأتي دور المسرحيين ليساهموا معه في إنجاح مهمته، وبعد ذلك ننظر إلى ماهو فاعل وستثبت لنا الأيام هل سيخدم المسرح من خلال المكتب أم سيجير الموضوع إلى منافع شخصية، كما فعل بعض المسرحيين عندما تسلموا زمام المسرح! أنا أتوقع أن الأستاذ إبراهيم لديه من الخبرة والدراية ألا يرتكب مثل هذا الخطأ! فالتاريخ يسجل علينا جميعا كل خطواتنا وها نحن أمام مرآة التاريخ التي كشفت لنا أن بعض المسرحيين ركبوا ظهر المسرح ليوصلهم إلى منافع خاصة بينما لم يستفد منهم المسرح شيئا!تمت الموافقة على افتتاح مكتب الهيئة الدولية للمسرح التابع للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم المعروفة بـ»اليونسكو» لتكون مدينة الطائف مقرا له، وستكون أعماله مركزة في الاهتمام بالمسرح والفنون الشعبية. بالإضافة إلى تدريب الكوادر المسرحية؛ والاستفادة من الخبرات العالمية لـ(191) دولة منتمية لمنظمة «اليونسكو «التي تتخذ باريس مقرا لها؛ وذلك بإقامة ورش وندوات ثقافية وتدريبية وغير ذلك ،هو أمر يحسب لصاحب الفكرة والمبادرة ولقد استغربت من مسرحيين حاولوا إعاقة المشروع بدل أن يمدوا أيديهم لعون من يتولاه! ولا شك أن افتتاح «اليونسكو» مكتبا لها في المملكة يعطي مؤشرا بأن المسرح أصبح معروفا ولفت الأنظار له خارج الحدود، رغم أنه لا يُبارح مكانه في الداخل بسبب إهمال المسرح الاجتماعي واعتماد المسرح المعد للتصدير في غالبية ماينفذ! مكتب الهيئة الدولية للمسرح بالمملكة سبق وأن حظي باهتمام من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه الذي أثنى على الفكرة، لكن مثل هذا المكتب يحتاج من الوزارة إلى الدعم وتقديم العون والرعاية والاعتراف وتسهيل الكثير من الإجراءات البيروقراطية التي توجهه الآن لكي يتمكن من أداء مهمته! والتي سوف تنعكس على التواصل مع المسرح خارج الحدود والمطلوب من الأخ العزيز إبراهيم عسيري أن يفتح نوافذ المكتب على جميع مدن المملكة بما في ذلك استقطاب كوادر مسرحية من مختلف المناطق، فالمسرح في النهاية للجميع، أتمنى لأعضء مكتب هيئة المسرح التوفيق في مهمتهم؛ والتي ليست سهلة لكن نتائجها ستكون في غاية الأهمية للمسرح السعودي الذي ترعاه وزارة الثقافة والإعلام وهو بحاجة إلى مثل هذه القناة الدولية للتواصل والانفتاح مع العالم وفنونه.
alhoshanei@hotmail.com