العارفون ببواطن الأمور يدركون جيداً أن «الوقود الحقيقي» لمعظم برامج القنوات الفضائية التي لها «مكاتب بالمملكة أو مؤسسات إنتاج» هم شبابنا من مبدعي التلفزيون السعودي العزيز «سواء بعلم المسؤولين أو عدم علمهم»!!. وهذا جيد ويدل على مدى ما وصل له شبابنا من «احتراف» في هذا المجال لكن هذا «الاحتراف والإبداع» ما مسوغات وأسباب غيابه عن «تلفزيوننا الرسمي».
السؤال هنا لماذا الواحد من «مبدعينا» في طريقه إلى هذا المبنى الكبير والضخم «يسحب راعينه سحب» سواء كان معداً أو مصوراً أو مذيعاً أو مخرجاً.. إلخ» دون أيّ حافز إبداعي يخرجه من مرحلة التثاوب الروتيني؟!.
هل لأن العمل «الإعلامي الرسمي» ينظر إليه المبدعون كوظيفة حكومية في النهاية!!
لماذا تتغير الصورة عند مدخل هذه القنوات الربحية رغم أنها شقق مستأجرة صغيرة «ليطمر مبدعون مترين بذات الكراعين الصباحية!!».
هذا طبعاً لا يخص مبدعي التلفزيون وحدهم ولكن مهناً كثيرة تتسرب منها طاقتنا الإبداعية ونحترق ونحن نشاهد «دون حراك» إبداعهم على أرض الغير!!.
ولعل أكثر ما يؤلم هو تسرب «الكوادر الطبية» التي تتعامل مع المرضى «صباحاً» بروتين وظيفي!! ومواعيد «مارثونية»!!.
بينما «يا سلام» لو كان نفس المريض في العيادة الخاصة «ليلاً» لذات الطبيب حيث العناية ومراعاة المشاعر والخطط العلاجية والإنصات وشعار الطبيب «يا دهينه لا تنكتين» وكله بحسابه!!.
يا أحبه: من يسرق شبابنا؟!
لماذا تتسرب كوادرنا؟!
من قتل روح الإبداع بداخلهم؟!
لماذا يدفع المواطن «مالاً» لمن علمته الدولة «مجاناً» ؟! وبعد أن أسرفت على تجهيزه ليكون مبدعاً في هذا الوطن تجده ينظر إلى جيبي وجيبك؟!
تحزن عندما تعلم أن طبيباً صرفت عليه الدولة ملايين الريالات أثناء ابتعاثه حتى بات بارعاً في مجاله وفي أقرب فرصة تراه ترك الخدمة الحكومية واتجه للقطاع الخاص..!!.
وهو يعلم أن مرتبه العالي والضخم من جيوب المساكين والغلابا «أمثالنا» الذين أنهكتهم المواعيد!!
أليس هذا عيباً أيّها المبدعون!! ألا يستحق الوطن رد الجميل!!
وعلى دروب الخير نلتقي،،،
fahd.jleid@mbc.net