الرياض - إيمان البحطيطي
أثبتت المرأة وجودها في معظم المجالات العلمية والعملية، ودخلت مجال التخصصات الصحية بمختلف مجالاته، وتحدت العقبات لخدمة أبناء وبنات وطنها، لكن هل العمل في المجال الصحي بالنسبة للمرأة ممهد ولا يوجد به عقبات، ثم هل تحتاج إلى وعي اجتماعي أكبر لتسهيل عملها ولأدائه بشكل صحيح، وهل هناك مستجدات طرأت على التخصصات الصحية بالنسبة للمرأة؟
هذه الأسئلة وغيرها تجيب عنها الدكتورة الهام العتيق وكيلة الشؤون الإكلينيكية - وكيلة كلية التمريض بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالأحساء في حديث لـ(الجزيرة).
في البداية د. الهام كيف ترين نظرة المجتمع لعمل المرأة في المجال الصحي؟
- لقد اختلفت متطلبات الحياة وأثرت في وعي المجتمع بأهمية عمل المرأة ودورها في الحياة مما أثر إيجابيا على إقبال المرأة للعمل في المجال الصحي الخدماتي والتعليمي والمنافسة على الرقي والتميز، فمزيد من التعليم والتدريب يعني مزيدا من فرص العمل والمشاركة كعضو فعال في المجتمع.
ما هي المعوقات والعقبات التي تواجه عمل المرأة في المجال الصحي؟
- من الأمور التي تعيق عمل المرأة في المجال الصحي هو عدم مرونة جدول العمل وتوفير العمل بالساعات والعمل الجزئي، وكذلك عدم توفير حضانات وغرف رعاية في أماكن عمل المرأة بأسعار رمزية تغطي احتياجات تشغيلها لتتمكن المرأة من الاطمئنان على أطفالها وملاحظتهم بين فترة وأخرى، خصوصا في حالات مرضهم، وقضاء أوقات معهم في فترات الراحة أو الغذاء، وهذه خدمة مهمة معمول بها في كثير من الدول المتقدمة التي تهتم بالمرأة ووضع الأسرة فيها، وما نلاحظه في كثير من المستشفيات والمراكز الصحية هو غياب غرف الحضانة أو الرعاية في مكان العمل، وسواء قصر وقت العمل أو طال من حق الأم أن يوفر لها مكان آمن تضع فيه أطفالها وفي مقدرتها الوصول إليه للاطمئنان عليهم، وحتى إن وجدت هذه الحضانات فإنها توجد في المستشفيات الكبرى والمراكز الرئيسية فقط وبأسعار خيالية ربحية تجارية وليست تعاونية.
ماذا عن التعليم والتدريب في المجال الصحي بالنسبة للمرأة؟
- من أبرز المشكلات في مجال التعليم والتدريب هو الضعف العام في توافر نوعية التدريب على مستوى تمكن المرأة العاملة في القطاع الصحي على تطوير مهارات استراتيجية ومهنية تساعدهن على تحقيق قفزات مهنية تحسن من مستوى معيشتهن، وكذلك المخرجات التعليمية وعدم توافقها لسد الاحتياجات ومتطلبات سوق العمل لتحقيق الأهداف في خلق مواطنة قادرة على التفكير والنقد البناء الإيجابي واتخاذ القرار والاندماج في بيئة القطاع الصحي التي تتميز بوجود ثقافات متعددة، حيث تركز مخرجات التعليم الأكاديمي على الجانب المعرفي دون تنمية مهارات أساسية مثل : التواصل وروح العمل الجماعي والقدرة على التفكير الحذق ومهارات حل المشكلات.
ما هي المستجدات في الممارسات الصحية الخاصة بالمرأة؟
- هناك العديد من المستجدات منها:
- فتح أول جامعة متخصصة في العلوم الصحية بالمملكة العربية السعودية التي توفر برامج لإعادة تأهيل الخريجات من حملة التخصصات التي لا يحتاج إليها سوق العمل بالمملكة، وأتاحت الفرصة للمرأة السعودية للعمل في المجال الصحي، على سبيل المثال برامج المسار الثاني في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز حيث وصل عدد الخريجات في بكالوريوس ثاني لعام 2011 تخصص تمريض حوالي 200 خريجة.إضافة إلى إقبال المرأة السعودية للعمل في المجال الصحي وخاصة بعد الاكتفاء بسبب التشبع في الوظائف التعليمية للخريجات، تقبل المجتمع لفكرة عمل المرأة في المجال الصحي ودعم ذويهم لدخول هذا المجال والدراسة على حسابهم الخاصة، إلى جانب زيادة نسبة الابتعاث للعاملات في المجال الصحي على المستوى الخدماتي الإداري والأكاديمي ومشاركة المرأة العاملة في المجال الصحي في مناصب المسؤولية وصنع القرار على المستوى الخدماتي والتعليمي، وإشراكها في عملية إقرار وتنفيذ السياسات المعتمدة، حيث بلغ عدد مديرات التمريض 13 بالمناطق في وزارة الصحة من بين 20 منصباً إضافة إلى مديرة عام للتمريض.
ما هو دور الشبكة الإلكترونية في مجال التخصصات الصحية؟
- بوجود الشبكة الإلكترونية أصبح بإمكان الجامعات ربط مواقع كثيرة في أماكن متعددة في العالم بتكلفة يسيرة وبكفاءة عالية، حيث إنها سهلت الحصول على المعلومات للطلاب والباحثين، وأصبحت أدوات ضرورية يحتاج إليها المعلم والطالب والعامل في المجال الصحي في رحلة البحث والمعرفة والتطبيق وسهلت عملية التواصل وتبادل المعلومات والخبرات الطبية، والاستفادة من الأبحاث العلمية المحكمة، والتواصل مع الجمعيات على المستوى المحلي والعالمي.وعن المعوقات العملية التي تصاحب العمل في المجال الصحي قالت الدكتور الهام العتيق من المهم جدا النشر الكامل للتعليم ليكون على مستوى نوعي راقي، وزيارة الرواتب والمكافآت والمزايا المادية والمعنوية، والنظر في مدة العمل بالمناوبة من أجل توفير بيئة المحفزة للمرأة للعمل في القطاع الصحي، إلى جانب نشر التوعية بأهمية دور المرأة في القطاع الصحي خاصة التمريض وتمكينها من تحقيق إمكاناتها وطموحاتها وإشراكها تماما في عملية إقرار السياسات وصنع القرار.