الجزيرة - حوار - سعود سالم الشيباني

أكد الدكتور نزار الصالح الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب بجامعة الملك سعود أن المركز الوطني لأبحاث الشباب نجح في وضع استراتيجية ولجنة تستهدف الشباب السعودي، وتم تضمينها ضمن الخطة الاستراتيجية الخمسية للدولة بالإضافة إلى توقيع عدد من المشروعات مع عدد من الوزارات من أجل خدمة الشباب.

وقال الدكتور الصالح في حوار لـ(الجزيرة): إن المركز يقوم بعمل دورات تأهيلية مجانية للشباب السعودي من سن 15 - 29 سنة بالإضافة إلى أن المركز وضع خطة ودراسة متكاملة للمرأة السعودية والقضايا التي تواجهها مثل الطلاق والابتزاز والتفكك الأسري، مشيراً إلى دور المركز في وضع الخطط اللازمة لمكافحة المخدرات في أوساط الشباب والطلاب الجامعيين ومعالجة المدمنين، وكذلك تحصين الشباب من الغزو الفكري الخارجي عبر الفضائيات وإنشاء المركز الإنساني للتأهيل داخل الجامعات. فإلى تفاصيل الحوار:

- حدثنا عن الإستراتيجية الوطنية للشباب، وما أبرز ملامحها؟

- بدأنا منذ سنة ونصف مع وزارة الاقتصاد والتخطيط، صار بيننا وبينهم أكثر من لقاء ونقاش، اقترحنا عليهم أن تضمن الخطة الخمسية للمملكة فصلا عن استراتيجية للشباب أو قضية من قضايا الشباب، لأن كل الخطط السابقة لم تتضمن أي شيء عن الشباب، وكان كل ما يرفع أي تقرير لهيئة الأمم لم يذكر فيه شيء مخصص للشباب، من بعد ذلك بدأنا نحن نعمل وأعددنا فصلا يتضمن إستراتيجية للشباب بعد ذلك صار تطور آخر، وبعد ذلك تم البدء في إعداد المحاور للشباب ومنها التعليم والتدريب، ثم محور للصحة وكذلك ما يتعلق بالبطالة، ثم بعد ذلك تم طرح قضايا وطلبوا من المركز الوطني مساعدتهم في تطبيق رؤيتهم، وأخذ أكبر قدر من آراء الشباب حول رؤيتهم وتوقعاتهم عن الاستراتيجية، وتم الآن توقيع عقد مع وزارة الاقتصاد والتخطيط لعمل دراسة لنحو ستة آلاف شاب وشابة من مختلف مناطق المملكة، وتم عمل استبانة محكمة بعد مراجعتها من الوزارة لاستخدامها حول مرئيات الشباب عن مشروع الاستراتيجية، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير للمركز الوطني، وهو مركز متمكن لإنجاز مثل هذه المهام الوطنية.

- كم عدد الخبراء؟

- الذين نتعاون معهم المجال مفتوح؛ فنحن في أعمالنا نتواصل مع العالم في شتى المجالات، مثلاً في قضية المخدرات نبحث في كل العالم إلى أن نجد الشخص الذي نريده سواء في أمريكا أو كندا أو أستراليا أو بريطانيا أو المملكة أو غير ذلك على حسب المشروعات المطروحة نتواصل بالطريقة التي تناسبنا ثم نأتي بأفضل الأشخاص، هذه الميزة تعطي القوة للمركز الوطني باعتبار أن الخبراء ليسوا مستقرين لدينا في المركز أو موظفين؛ فكل مرة تأتي بشخص آخر مختلف في رؤاه عن غيره من مدارس علمية مختلفة.. وأذكر أنه تم عمل دورة تدريبية قبل سنتين للجنة الفنية لمكافحة المخدرات لمدة أسبوعين أتينا فيها بخبراء من بريطانيا ووضعنا معهم اثنين من خبرائنا في المركز الوطني لاتحاد الشباب في العاصمة الرياض، وكانت هذه الدورة تستهدف العارفين في الإرشاد الطلابي والتوعية بآثار المخدرات في وزارة التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية واحتوت على متدربين من جميع مناطق المملكة فاللجنة الوطنية استفادت كثيراً من نتيجة هذه الدورة وما زالت تستفيد منها، وكذلك تعاونت معنا اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين.. وتعاقدنا مع دكتور في أمريكا لتدريب الأطباء والمتدربين في مكافحة التدخين.

- كيف يتعامل المركز مع الخبراء الذين لا ينتمون إلى البلد ولا يعرفون عنه فيمكن أن تكون إشاراته غير دقيقة ولا يعرف الوضع السعودي فكيف يتعامل المركز في هذه الحالة؟

- كان طبعاً المركز الوطني لاتحاد الشباب يضع ضمن خططه كيفية الاستفادة من الخبير يعني أننا لا نعطي الخبير موضوعا، ونقول له: نفذه لنا - يتم في البداية وضع الخطط الأساسية، وبعد ذلك نحدد ما هو المطلوب من هذا الخبير ثم الخطوة الثالثة نبحث عن الشخص المناسب ورابعاً نلتقي به في المركز ونستحضر الوضع بالشكل المطلوب والذي نبهناه ثم الخطوة الخامسة نضع معه خبيراً من المملكة كمراقب وبخاصة في حلقات النقاش يكون للخبير الأجنبي أفكار يدوِّن عليها خبراء من المملكة نفس الأفكار وعادة ما نستعين بخبراء لمرافقة الخبراء الذين اتفقنا معهم بحسب الموضوع الذي نريده، ولكن نحن في المملكة 90% من خبرائنا من الداخل، وقد يكون في أي مكان من المملكة حسب التخصص.

- كانت هناك اتفاقية أو خطة شاملة مع وزارة التعليم العالي، فما أبرز مضامين هذه الخطة؟

- المركز الوطني لأبحاث الشباب موجود في اللجنة الدائمة لمكافحة المخدرات في وزارة التعليم العالي برئاسة الدكتور محمد الصائغ وبها أعضاء من عدة جهات والمركز الوطني ممثل في الأمين موجود في هذه اللجنة عملنا قبل 8 أشهر عن الجامعات السعودية ودورها في مكافحة المخدرات فقدم المركز الوطني 6 أوراق عمل؛ حيث قدمنا نحن في المركز ورقة عمل كانت مقارنة بين جهود الجامعات العالمية في مكافحة المخدرات وجهود الجامعات السعودية في مكافحة المخدرات وحاولنا فيها الوضع الحالي والوضع الذي يفترض أن يكون، ووجدنا أن هناك فجوة كبيرة بين جهود جامعاتنا وجامعات العالم، لأن العالم متخذ المشكلة بجدية، نحن في الجامعات تناولنا المشكلة كأنه لا يوجد مشكلة، ولم نتعامل إلا بنشرات وقصاصات توعوية، ودائما سمو النائب الثاني يتحدث في المناسبات عن أن المملكة مستهدفة وشباب المملكة مستهدفون، وهذا كلام صحيح فمعظم شباب المملكة موجود في الجامعات، فحقيقة كانت ورقتنا التي قدمت قوية ووضحت الواقع، بعد الورقة كانت هناك حلقة نقاش وتم عرض توصيات تم إعطاؤها للمركز الوطني لأبحاث الشباب لصياغتها ودفعها لوزارة التعليم العالي مرة أخرى، وبعد ذلك قدم المركز الوطني خطة لكيفية مكافحة المخدرات بالجامعات السعودية النموذج المفترض، وبعد ذلك رحبنا بخططهم وطلبنا ميزانية لهذا العمل، ووافقت الوزارة عليها بعد نقاشات وتعديلات بسيطة، والآن المركز الوطني بصدد وضع اتفاقية، والمشروع سوف يكون كالتالي، وهو مكون من خمسة محاور:

المحوران الأول والثاني: الخطط الإستراتيجية لمكافحة المخدرات مع وضع مخطط لمادة علمية تدرس أو تعطى أنشطة لا صفية بالجامعات.

المحور الثالث: عمل نموذج لمراكز إعادة تأهيل للشباب الجامعي المدمن بهذه المشكلة، والمراكز هذه تم وضع خطة لها حسب تجارب المركز الوطني وخبراته العالمية، توجد بها قسم خاص بالعلاج ويحتوي على طبيب عام وطبيب متخصص نفسي وعيادة متخصصة وقسم للدراسات والأبحاث وقسم للتدريب.فالمشاهد هناك محور مهم جداً يقوم بعمله المركز الوطني لتسليمه للوزارة، ثم بدورها تعممه على الجامعات التي تقوم بتطبيق ما تم ثم تكون هناك المرحلة الرابعة، وهي مرحلة المتابعة وسوف يقوم المركز الوطني بمتابعة ذلك لمدة سنة كاملة للتأكد حسب إمكانيات الجامعة، الآن جامعة الملك سعود جامعة كبيرة ممكن تعمل بشكل كبير وممتاز، وهناك جامعات ناشئة تعمل حسب إمكانياتها لتأكيد أن كلا يعمل حسب قدرته.

المحور الخامس: في نهاية السنة للتطبيق يعقد مؤتمر علمي تدعى إليه كل الجامعات وتناقش طريقة عملهم والصعوبات التي واجهتهم والخطط المستقبلية، فالتعاون بيننا وبين وزارة التعليم العالي تعاون أكاديمي منظم له رؤية وله أهداف. لذلك حرصنا على عمل هذه الاستراتيجية التي أشركنا فيها جهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وكذلك حرصنا على ألا نعطي كتابا يكون ثقيلا على الطلاب نعطيهم خطوطا عريضة، ثم تركنا لهم البحث عن المعلومة في الإنترنت، وحرصنا أن يكون هناك نموذج لكيفية التعامل مع المتعاطي حتى تسمية المركز باسم (المركز الإنساني للتأهيل) ما يحضر إلينا المتعاطي والمدخن وذوي الاضطرابات النفسية أو الدراسية أو الاضطرابات الأسرية، وبخاصة المتعاطون نقوم باحتوائهم وتدريبهم وتأهيلهم، فلذلك استفدنا من جهودنا في الغرب لأن الغرب يعالج ويؤهل لأنه يعرف قيمة الإنسان.

-دكتور.. كم نسبة المدمنين؟

- لكي أكون صادقا معك لا توجد هناك إحصائيات، والإحصائيات في بعض الأحيان لا تعلن فالمركز الوطني لا توجد له إحصائيات، ولكن بعد توقيع العقد مع الوزارة ومن خلال شغلنا معهم ستتوافر مستقبلاً إحصائيات.

- إذن.. ما الداعي لهذا العمل إن لم يكن لدي مدمنون؟

- صحيح، الداعي لهذا العمل ما هو موجود في المملكة إذا خرج الرجل الثالث في الدولة سمو الأمير نايف، وقال: المملكة مستهدفة، ووزارة التعليم العالي استشعرت المسؤولية لأن الجامعات السعودية تحوي أكثر من 300 ألف طالب من الشباب، وهم موجودون في البيئة والآن حجم المضبوطات الأسبوعية حجم كبير، ومن هو المستهدف: هل هم طلاب المرحلة الثانوية أو المتوسطة أو العاطلون عن العمل أو الشباب المتسكعون بالشوارع والعاطلون عن العمل استهدافهم محدود، ولكن الطالب الجامعي هو المستهدف الحقيقي، وأقل مشكلة سوف تواجه الطالب مشكلة المعدلات التراكمية فالجامعة تتعامل معه بأن معدله التراكمي ضعيف ثم تعطيه إنذاراً أو إنذارين ثم تطرده، ولكن لم تبحث في المشكلة!! لذلك، فإن الاستهداف للطلاب في الجامعات، ووزارة التعليم العالي من هذا المنطلق تقوم بتأدية دورها في حماية الطلاب من هذا الاستهداف.

- هل لديكم مشروع مراسلة.. حدثنا عن هذا المشروع؟

- هذا المشروع تم عرضه في مجلس التعاون لدول الخليج العربية العام الماضي، في جلسة مديري الجامعات وكانت في قطر، والجلسة القادمة سوف تكون في شهر أبريل في البحرين، فالجلسة الماضية تم فيها طرح الموضوع، وهو أن شبابنا مستهدفون فضائياً ومستهدفون بالنت فلابد من توفير حاجة معينة لحمايتهم، تم تمثيل المركز الوطني ينوب عن معالي المدير وجامعة الملك سعود ومثلنا الجامعة في هذا اللقاء ورأست الجلسة وخرجنا بعدة توصيات في توصية من الجامعات بتنبيه الطلاب بخطر القنوات الفضائية والإنترنت، عن طريق الدراسات العليا وحلقات النقاش أو المؤتمرات، وتم طرح قضية وجود الراصد يرصد القنوات الفضائية والإنترنت ويرصد الرسائل السلبية الموجهة للشباب وكيفية تفاديها، وثم اقتراح المركز الوطني لأبحاث الشباب لتولي هذا الأمر ورحبنا بالموضوع على أن يتم التعاون مع الجمعيات العلمية المتخصصة منها الجمعية العلمية السعودية للإعلام والاتصال، تواصلنا معها برئاسة الدكتور فهد الطياش، وتم وضع خطة مشتركة لعمل هذا الراصد، ويتم فيه تدريب طلاب الماجستير في المملكة ودول الخليج، وفي نفس الوقت نرصد ونحلل ونكتب توصياتنا ونتائجنا في كيفية مواجهة هذا الأمر، وسوف ينقل الدكتور العثمان مدير جامعة الملك سعود خطواتنا في هذا الأمر لاجتماع مديري الجامعات في جلسته القادمة بالبحرين.

- هل لاحظتم استهدافاً للشباب العربي؟

- نعم، الأبحاث والدراسات تؤكد هذا حتى قنواتنا الفضائية بدون ما يدرون مشاركون في هذا الأمر عندما يعرضون مسلسلا أو برنامجا عن المخدرات بطريقة سيئة من خلال بنات وسفور وطريقة فرفشة. والشاب قليل خبرة يقول إن هذا هو (الجو الذي يناسبني) وللأسف أن بعض قنواتنا العربية تقدم هذه البرامج بطريقة ومضامين خاطئة دون إشراف علمي، ولذلك الراصد سوف يرصد هذه الأشياء ويقدمها بطريقة علمية؛ فكل دول العالم تعتمد على الرصد والإحصائيات، مركز استطلاع بحوث الرأي، ولذلك أن خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- أمر بقيام مركزنا هذا ودعمه دعماً كبيراً من أجل حل مشاكل الشباب.

- هل هناك تواصل بينكم وبين وزارة الثقافة والإعلام؟

- بيننا وبين وزارة الثقافة والإعلام تواصل رسمي وهناك تعاون بيننا وبين الفضائيات السعودية.

- حدثنا عن جهود المركز في نشر العلم ومضامينه بين الشباب.

- المركز منذ إنشائه منذ سنة ونصف عمل على دراسة مراكز الأبحاث الموجودة في المملكة وطريقة عملها وتوصلنا إلى أن ما هو موجود لا يخدم العملية البحثية؟

- كم عدد المراكز؟

- في جامعة الملك سعود يوجد 3 مراكز وقس على ذلك الجامعات الأخرى، وبعد شهر من الآن سوف نقيم حلقة نقاش حول المراكز المتخصصة وعددها حوالي 20 أو 25 مركزاً، كلية التربية فيها مركز لدعم الأبحاث، وكلية الآداب فيها واحد، وعند تأسيس هذا المركز قمنا بوضع توليفة ولائحة خاصة وبفضل الله سبحانه وتعالى أرسلت هذه اللائحة ومسودتها إلى كل الكليات الموجودة في الجامعة، وتم تضمين مرئياتهم، وتم الرفع بها لمجلس الجامعة وإجازتها، ثم لوزارة التعليم العالي التي وافقت عليها واعتمد لها ميزانية وسوف يتم الرفع بها لمجلس إدارة المركز في جلسته القادمة لتطبيقها، وسوف يكون هناك دعم كبير لمراكز الشباب المتخصصة في قضايا الشباب من مرحلة 15 إلى 29 سنة.

- ماذا عن مشروع طلب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما طلبته من المركز؟

- هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طلبت تكوين فريق علمي لدراسة السلوكيات الدخيلة على المجتمع السعودي، فوجدنا منها سلوكيات لبس اللباس الغربي، تربية الشعر وتطويله ولافتة للنظر وقيادة السيارة بطريقة مختلفة فوجدنا هناك أنماط منذ الوهلة الأولى تؤكد أنها دخيلة على مجتمعنا وتم تكوين فريق من جامعة الملك سعود والجامعات الأخرى وتم وضع الإطار النظري والتطبيقي ثم التطبيق في شهر شوال الماضي إلى ذي الحجة والآن في مرحلة تحليل النتائج وتقديم الدراسة بشكلها النهائي مع برنامج علاجي تم تخصيصه للرجال والنساء. هذا كان أول تعاون بين المركز والهيئة ونحن حريصون على التواصل مع الهيئة باستمرار ولدينا برامج لتأهيل العاملين بالهيئة، فالشباب السعودي مثله مثل شباب العالم لديهم سلوكيات تتغير مع الوقت، ولكن نحن ندرس الأسباب التي تقودهم لذلك، هل هو الفراغ، أم متابعة الفضائيات أم الأسفار؟ هل ضعف الرقابة الأسرية.

- برأيك يا دكتور ما سبب الانحراف؟

- نحن حتى الآن لم نطلع على النتائج التي حققتها الدراسة فبالتالي قد يكون خليطا من الأمور هذه، وقد يكون تفكك أسرى مثل ما اطلعنا على كثير من الدراسات العالمية، بحيث هناك أسر غنية لكن كل شخص في غرفته ليس له علاقة بالآخر من أفراد أسرته، ولا يوجد رباط أو تواصل فمعظم التواصل برسائل التليفون أو البلاك بيري، دون التواصل الطبيعي، وكذلك الأسر الفقيرة المحتاجة يحصل عليها التفكك الأسري وبالتالي توجد بمجمع المملكة كل الأصناف الأسرية فيه الأسر الغنية والأسر المتوسطة والأسر الفقيرة، وبعض الأحيان تجد متعاطي المخدرات في كل هذه الأسر.

- حدثنا يا دكتور عن مشروع السمات الشخصية؟

- هذا المشروع يرجعنا إلى ما تحدثنا عنه قبل قليل قلما توجه قرار للشباب السعودي على التوجه للعمل في سوق الخضار أو المطاعم أو البقالات على أي أساس بني هذا القرار؟

- قد يكون توجهي وتفكيري مغايراً لهذا القرار أو الرأي لذلك تفكير المجتمع يفرض نمطا معينا على الشباب في التفكير، والآن لدينا دراسة أنماط الشباب السعودي سوف ترى النور قريباً بعد عدة أشهر، وفي الدول المتقدمة الحريصة مثل أمريكا والصين تعمل دراسة لأنماط شبابها، ونحن في المملكة نتجه في هذا الاتجاه، وللشاب السعودي أنماط شخصية كيف ينظر بها لنفسه وللآخرين، وكيف ينظر له الآخرون، وإذا جئت بحلول بعيدة عن الواقع ما أعتقد أنك قد تخدم قضايا الشباب.

- هل تعتقد أن هذا المشروع سوف ينجح؟

- إن شاء الله إذا ما توافرت المعلومة والإحصائيات الصحيحة، فالمسؤولون في المملكة حريصون جداً على العمل الجيد والمنظم وفق الأطر العلمية، وسوف يتم تطبيقه على أرض الواقع، ضمن الخطط الخمسية والعشرية للدولة.

) تحدثت لنا عن الدورات. نريدك أن تحدثنا عن عدد الدورات وعدد الأشخاص الذين استفادوا منها؟

- توجد هناك عدد من الدورات منها دورات قصيرة تعتبر مثل حلقات النقاش، يوم واحد، يتم فيها نقاش قضية معينة والتدريب فيها على كيفية طرح الأفكار والمناقشة هذه عمل فيها أكثر من ست أو سبع حلقات نقاش، هناك دورات لمدة يوم أو يومين قصيرة، في تنمية الشخصية أو تنظيم الوقت أو أعمال المهارات وتطويرها، أما التعاون مع الجهات الأخرى تعاونا مع الدكتور عبدالله السبيعي لعمل دورات تفيد وتكمل على صياغة الشخصية السعودية لأن الشباب السعودي يحتاج إلى المهارات الحياتية أكثر من المهارات العلمية، فوجدنا التعاون مع كرسي الصحة النفسية، أطلقنا عليه مشروع «ماهر» نقدم للشاب السعودي عدة دورات تجويد الحياة مثلاً دورة في تنظيم الوقت، دورة في المناقشة والإقناع، ودورة في القيادة.

- هل الدورات هذه برسوم؟

- هذه الدورات مفتوحة وبدون رسوم (مجانية) لأي شخص من 15-29 سنة وتم الإعلان عنها في الصحف المحلية للشباب في المملكة، وكان الحضور الأكبر في الرياض وتم أخذ 60 شخصاً في المرحلة الأولى والحمد لله نحن الآن في المراحل النهائية، وضعنا خطة لـ(8) شهور بأن تقام فيها (6) دورات ومدة الدورة 4 أيام في البداية إعداد الحقائق وبعدها تحكيم الحقائق، وبعدها تقديم الدورات، وبعد الإجازة يتم التجهيز لدورة إعداد المدربين، حتى يتم صقلهم أكثر وبعد ذلك تنطلق الدفعة الثانية، وسوف نستمر معهم لمدة ستة أسابيع ثم ننهي حيث تكون في مدة ثمانية أشهر عملنا مرحلتين كل مرحلة كان بها 6 دورات تدريبية مع دورة إعداد مدربين، وبعد ذلك نعقد نهاية المشروع ثم نقيم شغلنا، لأن في المرحلة القادمة سوف نعقد دورات للشباب الباحث عن العمل، وسوف نعلمه كيف يحصل على العمل، وإذا حصل على عمل سوف تكون هناك دورات حول كيفية التعامل مع مرؤوسيه وهي للشاب السعودي الخريج وأساسها هو تنظيم الوقت وعند ختام البرنامج سوف نكون دربنا حوالي 120 أو 140 شخصا، وهذه نعتبرها مرحلة تجريبية.

- ما مدى تعاونكم مع قطاعات التدريب؟

- فيما يتعلق بالمدربين تم الإعلان عن الحاجة لمدربين فجاؤونا العشرات منهم تمت مقابلتهم واختيار الصفوة، الستة الأفضل ولدينا تعاون مع مراكز التدريب وأكثر من جهات، وفي المرحلة القادمة كرسي الصحة النفسية سوف ينطلق ونستفيد من مخرجاته، وكله من أجل خدمة الشباب في الأنشطة والبرامج تساعدهم في مهارات هم في حاجة لها، أكثر من حاجتهم للحاسب الآلي أو اللغة الإنجليزية.

- فيما يخص المبتعثين، هل لديكم لهم دورات وإحصاءات؟

- لدينا أكثر من 100 ألف مبتعث إلى مختلف مناطق العالم وليس لدينا تعاون مباشر معهم ولكن عبر طريق لجنة مكافحة المخدرات بوزارة التعليم العالي لأن اللجنة لديها أنشطة للشباب في الداخل وأنشطة للشباب المبتعثين ومساهمتها للجنة هذه من المركز الوطني فكرة دراسة بمدى قبول أو رفض الشباب السعودي المبتعث لتعاطي المخدرات والحمد لله تم تطبيقها على الشباب قبل ابتعاثهم، ونطبقها بعد الموافقة على المبتعثين لمعرفة ذروة استهداف شبابنا بالمخدرات، وهذه النتائج سوف تساعد وزارة التعليم العالي في تصميم البرامج في المستقبل بالطريقة الصحيحة، أو يعملون لهم برامج وهم الآن مبتعثون لكيفية التعامل مع المخدرات ومشاكلها، من هذا الجانب المركز الوطني يسهم مساهمة جيدة بالنسبة للمبتعثين، ونحن مركزون جهودنا على الشباب في الداخل.

- هل فكرتم في إنشاء قسم نسائي؟

- السنة الماضية كان لدينا مختصة وأشرفت على بعض الأنشطة النسائية والآن تعاقدنا مع متخصصة لتتواصل مع الأقسام النسائية بالجامعات مثل جامعة أم القرى وجامعة الملك سعود وجامعة الأمير سلطان، وعملنا حلقة نقاش، بوزارة الاقتصاد والتخطيط فقامت الأخت المختصة بتقصي الدور النسوي، والآن لدينا تصور لكيفية عمل قسم نسوي ولدينا خطة لمدة سنة كاملة لبرامج المرأة، مثل الطلاق ونسبة العنف الأسري، الابتزاز، يشارك فيها الرجل مع فرق عمل نسائية، والآن نحن نقوم بدراسة هذا المخطط وعمل تصور لسنة كاملة بإذن الله، ونحن نحاول أن نقلل من قضية التوظيف نسبة لتكلفتها المالية وأيضاً المكانية، ولكوننا لدينا موظفة أو مسؤولة تتعاقد مع فرق عمل متخصصات، وتم تقديم تصور لمعالي مدير الجامعة لإيجاد مقر لعمل المركز وتم إعطاء المركز حوالي 10 آلاف متر مربع داخل الحرم الجامعي وسوف يعرض على مكتب هندسي متخصص لإعداد التصاميم الهندسية، وسوف يتم تحديد موقعه بالضبط وسوف يشرع في بنائه العام القادم كما أتوقع ذلك.

- إلى أي مدى نجاح مشروع مكافحة التدخين بجامعة الملك سعود؟

- توجد لجنة عليا لمتابعة قضايا التدخين بالجامعة برئاسة عميد شؤون الطلاب، وعضوية الأمين العام للمركز الوطني وأعضاء آخرين في الجامعة من جميع التخصصات واللجنة تجتمع منذ بداية هذا العام لتكون جامعة الملك سعود خالية من التدخين، وتم عمل اجتماعات تحضيرية من ضمنها كيفية رصد المخالفات وتطبيق اللوائح وإنشاء عيادة متخصصة، والآن بصدد وضع أماكن خاصة بالتدخين في أماكن مفتوحة لمدة سنة والسنة القادمة يمنع نهائياً داخل الحرم الجامعي.

- لديكم اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم حدثنا عنها؟

- الاتفاقية مع الوزارة تم إعداد بنودها والاتفاق عليها لتقديم الاستشارية التربوية بين الطرفين وتمت الموافقة على الصيغة التي رفعناها، وسوف يتم التعاون التام في هذا الإطار لتعزيز المفاهيم المدرسية الجيدة ومناقشة السلبيات في المناهج وغيره.