وأنا هنا أرى بأننا في عهد وزير قد لا يتكرر لسنوات مقبلة (هي وجهة نظري الشخصية)، حيث حباه الله تواضعاً حتى لتحسب أنه لم يكن (وزيراً)، ومثلما يعرفه الجميع مهتما بكافة العاملين في القطاعين الإعلامي والثقافي صغيرهم قبل كبيرهم وفي فترة تسلمه الوزارة شهدت الثقافة والإعلام السعودية حضوراً كبيراً.
ولأنه كذلك فقد حاولت (الآن) أن استغل تلك المزايا وغيرها لأعطيه انطباعاً (سلبياً) عن القناة الإخبارية السعودية التي يفترض أن تكون (سناماً) لباقات الفضائيات السعودية وربما رأس حربتها، أثق في الوزير الأخ الدكتور عبدالعزيز خوجة ليصغي (جيداً) لما أكتب أدناه.
منذ مطلع السنة الجارية والقنوات الإخبارية العربية تشهد فترة ازدهار غير مسبوقة (عالمياً) ولأن (مصائب قوم) فقد قفزت القنوات الإخبارية إلى المشهد العربي، وهي اليوم تسجل أعلى نسب المشاهدة نظراً لتزاحم الأحداث وخاصة (الثورات)، لكن القناة الإخبارية السعودية بقيت مراوحة في مكانها حتى يشعر الواحد منَّا بأنها «تنكّل» بنفسها.
ما أعلمه جيداً أن قناة الإخبارية يعمل فيها شباب يمتلكون طاقات كبيرة وأفكاراً لكن هذا لا يستقيم أبداً في ظل عدم وجود الخبرات الكافية وحتى الإمكانيات لتفعيل تلك الطاقات ما جعل الإخبارية تعمل بالحدود الدنيا من الخبرة، وهي حقيقة لم ترتقِ لمستوى تطلعاتنا.
يحزنني جداً وكثيراً ألا تكون القناة الإخبارية السعودية خيار أبناء بيئتها، ويحبطني ألاَّ يكون لها مكاناً بين المتسابقين، ويحزنني جداً تفجر الأحداث في كل مكان والقناة الإخبارية مهتمة ببرنامج عن الأعشاب وعن مرض التوحد ونحوها.
يحزنني جداً أن تتسابق قنوات عربية لو حسبنا تكلفتها لما اقتربت من قيمة إستديو واحد لدينا بأجهزته المتطورة وتجدها في قلب الحدث بينما نحن.. نائمون.
يحزنني جداً عدم الدقة في مواعيد نشرات الأخبار لدينا فتجدها تتأخر دقيقتين أو ثلاثاً ويؤلمني جداً أن أشاهد فراغاً كبيراً في فترات البث حتى أن القناة تستعرض لقطات وكالات الأنباء الحية شاغلة بذلك حيزاً كبيراً من الوقت وفي أوقات متقاربة وغير مدروسة.
يربكني جداً أن أشعر بأن القناة تسير دونما تخطيط وتشغل وقتها ببرامج لا علاقة لها بسير القناة ولا مسماهما أو هدفها، حتى أنني أخشى يوماً أن تعرض لنا مسلسلاً!! ويؤلمني كثيراً أن يمر عليها السعوديون مرور الكرام والحال هو الحال كما تركوها آخر مرة.
يا وزيرنا المثقف يحزنني جداً أن مسمى القناة (الإخبارية) لكن ليس لها منه شيء سوى المسمى، وكثيراً ما أحزن حين أبحث عنها في فنادق العواصم العربية فلا أجدها مثلما أجد (الجزيرة) و(العربية) و(الحرة) و غيرها.
لا أطرح حلولا هنا، ولا أضع العصي في دواليب الزملاء بالقناة، لكنني على يقين بأن الزملاء في القناة يحاولون فعل شيء، إلا أن الخبرة تخونهم أحياناً وربما حسابات القناة لها دور كبير في تعطيل العمل، ولي أمل كبير في (هبّة) تعيد لنا الثقة في القناة التي نرجو جميعا لها التوفيق، كما أتمنى على الزملاء التقليل قدر الإمكان من إعادة برامج القناة فلسنا بحاجة لإعادة برنامج عشرين مرة خلال يومين.
m.alqahtani@al-jazirah.com.sa