يعتبـر الخيار من النبــاتات المرغوبة في بلادنا، ويعد شيخ السلطة في الصيف لملاءمته البيئة الصحراوية الحارة والمعتدلة. وهو نبات سنوي رشيق من فصيلة القرعيات. غزير بالماء وغني بفيتامين A.C ولا يحتوي على مواد غذائية كثيرة، حيث يتميز بتضاؤل سعراته الحرارية لذلك ينفع المصابين بالسمنة، كما أنه نبات رطب بارد له تاريخه المجيد باستخدامه في تهدئة الحروق الناتجة عن أشعة الشمس، وله مكانته الخاصة عند السيدات في تقليل التجاعيد لكونه أكثر فائدة من الكريمات التجارية وأرخص منها ثمناً، وذلك بتقطيعه شرائح والمسح بها على مكان التجاعيد، أو وضعه كقناع للوجه.
وما أوردته الأخبار القادمة من أوروبا مؤخرا لا تحمل لنا خيرا عن الخيار. لاسيما بعد حلول (إي كولاي) أو ما يعرف بـ(بكتيريا الخيار) وهو مرض يصيب هذا النبات بالتحديد. وكأننا ما أن نودع خطرا حتى تحل علينا أخطار من سلسلة إنفلونزا الطيور والخنازير وقبلهما جنون البقر. وتنتقل البكتيريا للإنسان عبر تناول الخضراوات المصابة بها، خاصة الخيار والخس والطماطم.
وتتركز حاليا في نبات الخيار فقط. وتسبب مضاعفات خطيرة لنوع من البكتيريا المعوية المنتجة للسموم والتحلل الدموي (H.U.S) حيث تظهر أعراض المرض بصورة تكسير لكريات الدم الحمراء وتلف في الجهاز العصبي المركزي للإنسان، كما تؤدي للفشل الكلوي فيصبح بول المصاب مدمما، مترافقا مع إسهال وارتفاع في درجة الحرارة، وقد تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى الوفاة بعد مشيئة الله. وأشد ما تكون خطورته لدى الأطفال وكبار السن، وتعد مقاومة السيدات لهذه البكتيريا ضعيفة لفتكها بالجهاز العصبي والبولي. وهذا لا يعني إفلات الرجال منها حيث تعتبر بكتيريا الخيار من أشرس أنواع البكتيريا ومن أكبر الوبائيات القاتلة من نوعها في العالم أجمع.
وقد نصحتْ وزارة الصحة في المملكة الناس بضرورة غسل الخيار قبل تناوله، ومن ثم غسل الأيدي جيدا بالصابون برغم تأكيدات وزارة الزراعة بأنه سيتم إيقاف استيراد الخضار عموما بشكل مؤقت من دول الاتحاد الأوروبي، وأن معظم الخيار الموجود بالأسواق هو من إنتاج المملكة بحمد الله، وبعضه يتم استيراده من منطقة البحر المتوسط،وقد يكون بعيدا عن التلوث بالبكتريا أو الإصابة بالعدوى، إلا أن الحذر واجب في هذه الظروف، فلا زال الأطباء في أوروبا ينصحون المواطنين بتجنب تناول الخيار والطماطم والخس حتى يتم تحديد سبب مرض البكتيريا القاتلة، ومعرفة أسباب انتشارها في عشر دول أوروبية، وبلوغ عدد الإصابات 1115 حالة والوفيات 23 حالة.
ويجب - والحالة هذه - التشديد على دخول القادمين من أوروبا وخاصة ألمانيا كأول دولة ظهر بها المرض. كما لابد من خضوع القادمين من الخارج بجميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية لمتابعة دقيقة وحجز المرضى في مستشفيات الحميات وإجراء الفحوص المخبرية عليهم للتأكد من خلوهم من هذا المرض الشرس.
ويحسن بوزارة الصحة التوعية ضد هذا المرض واتخاذ الإجراءات اللازمة في توفير العلاج المناسب له كالمضادات الحيوية والمحاليل وغيرها.
نسأل الله السلامة،ونرجو للجميع الصحة مع اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من جميع الأمراض.
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net