اطلعت على ما كتبه بهذه الصفحة بالعدد (14129) الأخ صالح بن يوسف المطوع حول اللاعبين وأعمال الخير، وذكر مشكوراً نماذج مشرفة من أبنائنا الرياضيين الذين لهم إسهامات خيّرة تُذكر فتُشكر، وقد يستغرب البعض ذلك!!, والحقيقة أنه لا غرابة فالشيء من معدنه لا يُستغرب فهم ولله الحمد مسلمون يحتسبون ما ينفقون من مال وجاه عند الله جل وعلا، وأجد أن للاعب المشهور في زمننا هذا دوراً كبيراً في العمل الخيري والنفع العام، فدوره في ذلك دعم مادي وحضور إعلامي فكم هو جميل أن نرى من لاعبينا من يطبع الكتيبات والرسائل التوجيهية عبر الجهات الرسمية كمكاتب دعوة الجاليات مثلاً، أو أن يكون له حضور مع المؤسسات الخيرية كجمعية (إنسان) في مناسباتها الاجتماعية، فكم هو جميل أن يستغل اللاعب فترة توهجه ونجوميته التي مهما طالت لن تدوم وذلك لما ينفعه، فالمسلم إذا مات كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها العمل الصالح، وقد يقول قائل (إن من هؤلاء اللاعبين من يقوم بأعمال خيرية لكنه لا يعلنها) وبدوري أقول: لا شك إن ذلك جميل لكن إذا أخلص النية وتأكد له أن إعلانها فيه إشاعة إلى الخير وإظهار القدوة الحسنة بين زملائه اللاعبين فذلك في الخير أشمل وفي النفع أعم، ومن المعلوم أن للاعبين في زمننا هذا أثراً كبيراً جداً وخصوصاً على النشء فكم سنجني من الخير إذا شاهد الناشئة النجم الرياضي وهو يقوم بعمل خيري؟، لا شك أننا سنجني الخير الكثير.
ولعلي أوسع طرحي هنا أكثر وأطرح تساؤلاً أين دور أنديتنا السعودية وبالذات الكبيرة منها في السير قُدماً في المجال الخيري المادي منه والمعنوي؟، وأنا هنا لا أقول إنه لا دور لهذه الأندية لكنني أطالب بمزيد من الدور لها، فكم هو جميل أن نرى طباعة كتاب إسلامي أو تربوي من قبل أحد أنديتنا الكبيرة وخصوصاً أن جميع أنديتنا في مملكتنا الغالية نحفظ من نعومة أظفارنا أن كل نادٍ منها (رياضي - اجتماعي - ثقافي) ومن منطلق شراكة النادي الاجتماعية أن يكون له دور في دعم المشاريع الخيرية والمشاركة الاجتماعية ولست أتحدث من فراغ فأنا أسكن قريباً جداً من أحد أندية العاصمة الرياض ولم ألمس من هذا النادي أي دور خيري واجتماعي في حينا!!.
أتمنى من كل أنديتنا السعودية أن تقدم لهذا المجتمع شيئاً مما تملكه من إمكانات ومنشآت وكوادر وقدرات، وهي إن قدمت ذلك فهي في الحقيقة تخدم نفسها، فالنادي ما هو إلا أفراد من أبناء هذا المجتمع!!، فكم أتمنى أن أشاهد الشباب والهلال والنصر والاتحاد والأهلي والاتفاق والقادسية وكل نادٍ من أنديتنا السعودية وهي أندية منتشرة ولله الحمد في كل المدن والقرى أن يكون لها دور في ذلك، وحين أطالب بدور لها هذا لا يعني أنها لم تقم بدورها لكنني أطالبها بدور أكبر، وكم أتمنى أن يتنافس اللاعبون فيما بينهم في المجال الخيري والاجتماعي وتتنافس الأندية أيضاً في ذلك كما هو التنافس الرياضي، فنحن نريد منهم جميعاً - لاعبين وأندية - حضوراً متوازناً بين أنشطة الأندية ومهامه الثلاث وهي: الرياضي والاجتماعي والثقافي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد بن محمد الجردان