في بلادنا الغالية عناية واهتمام بالتعليم بشكل عام والتعليم الجامعي وما فوق الجامعي. إن ذلك ليدعو إلى الفخر والاعتزاز ويؤكد ذلك افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وسواها من الكليات الحديثة وكذلك عدد من الجامعات في عدد من محافظات المملكة رغبة من القيادة الرشيدة في تيسير حصول أبناء وبنات الوطن على التعليم العالي في أماكن إقامتهم وعند ذويهم. كل ذلك رأفة ورحمة بالرعية. وهذا ما تعودناه من ولاة أمرنا بدءاً بالقائد المؤسس - رحمه الله -، ومروراً بقادة الوطن من أبناء المؤسس - تغمد الله الأموات بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته وحفظ الأحياء ومد في أعمارهم على عمل صالح -، فهم حريصون على راحة المواطن أينما كان وتلمُّس حاجته.
ومحافظة الرس، وهي تبعد عن جامعة القصيم في موقعها قرابة (80) كيلاً، وهي مترامية الأطراف وبها كثافة طلابية بنين وبنات بأمسّ الحاجة إلى افتتاح جامعة بها. ولن تخدم الجامعة المنتظرة المحافظة وحدها، بل سيستفيد منها طلاب وطالبات على مسافة (200) كيلومتر في جهاتها الشمالية والغربية والجنوبية وبعض من الشرقية وكثير منهم يدرسون الآن في الكليات القائمة بالمحافظة وكم يعانون من المشقة في ذهابهم وإيابهم إلى الجامعة الأم في (المليداء).
فالطلاب والطالبات أبناء الوطن وذووهم في محافظة الرس يحدوهم الأمل بافتتاح جامعة في محافظتهم ويدعون الله سبحانه وتعالى لخادم الحرمين الشريفين - ملك الإنسانية الملك الرحيم بشعبه - يدعون له بطول العمر مع عمل صالح، ثم يأملون أن تحظى محافظة الرس بجامعة تضم كلياتها القائمة ويُضاف إليها كليات تخصصية أخرى ليلتحق بها الطلاب والطالبات فيعدون أنفسهم ليكونوا سواعد قوية أمينة في بناء الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - وفقهم الله وسدد إلى الخير خطاهم -.
وسوف تعمل الجامعة المرجو افتتاحها في محافظة الرس على تقصير المسافة التي يقطعها الطلاب والطالبات خصوصاً ممن يرغبون إكمال دراستهم الجامعية من المحافظات والقرى والهجر والتي تبعد عن محافظة الرس بمسافة لا تقل عن (200) كيلومتر وقد تزيد هذه المسافة إذا كانت الدراسة في كليات الجامعة الأم (بالمليداء).
معالي الوزير:
إن افتتاح جامعة في محافظة الرس وإلحاق عدد من الكليات التخصصية التي يحتاجها سوق العمل وللتقليل من العناء والمشقة اللذين يجدهما الطلاب والطالبات خصوصاً ممن يأتون للدراسة من مسافات بعيدة وقد تتجاوز مئات الكيلوات، وبالتالي ييسر لهم الالتحاق بالكليات التي تناسب ميولهم وقدراتهم ويبدعون من خلالها، وقربهم من مكان الدراسة يتيح لهم إنهاء دراستهم الجامعية بأقل قدر من الوقت والجهد لا سيما والعصر يُطلق عليه عصر السرعة في كل شيء، فالعالم يسابق الزمن فلا بد من الإعداد المناسب لذلك.
الأمل بالله ثم بقيادتنا الحكيمة الرحيمة بأبنائها أن توجه بتحقيق ذلك في أقرب فرصة بحيث ترى جامعة الرس النور قريباً هدية غالية من قائد المسيرة وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله وسدد على الخير خطاهم -.
ولا يفوتني أن أشيد بما يبذله المسؤول الأول بالمنطقة صاحب السمو الملكي الأمير الكريم فيصل بن بندر بن عبد العزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز على ما يوليانه للمنطقة من اهتمام وعناية في كل المجالات ولا سيما في التعليم لإدراكهم - وفقهم الله - بأن أمة بدون علم لا وجود لها في هذا الزمن زمن الحاسب والمعلومات، والشكر والتقدير موصول لكم معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبكم الدكتور أحمد السيف وأعضاء مجلس التعليم العالي.
* مدير المعهد العلمي في محافظة الرس -جامعة الإمام