تلتفت أنظار سكان العالم إلى أوروبا، حيث وباء جديد سببته بكتيريا « أي كولاي»، التي يرجّح الأخصائيون، أنها بدأت في أسبانيا، متنقلة على القشرة الخارجية للخيار أو غيره من الخضروات والفواكه الطازجة، ومسببة لمن يتناولها إسهالات معوية ينتج عنها نزف حاد ينتهي بوفاة عاجلة. ولقد سجلت الإحصاءات الأوروبية، وهي إحصاءات دقيقة وصادقة على أية حال، وفاة 19 شخصاً وإصابة 1800 آخرين، خلال الثلاث الأسابيع الماضية.
في هذا الوقت، نطالب الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة، لمنع دخول أو مراقبة أية منتجات زراعية مستوردة من أوروبا، إلى أن تتضح الرؤية الدولية تجاه هذا الوباء الخطير والقاتل . وحتى ذلك الحين، يا ليتنا لا نقرأ أو نسمع تصريحات مسؤولينا العاملين في سفارات المملكة في دول أوروبا، بأن الجاليات السعودية لم تتضرر، ولم تصب بأذى. وبصراحة، الكثيرون يستغربون كيف أن الجاليات السعودية، في كل الأزمات البيئية أو الوبائية أو الحربية، وفي كل دول العالم، لا يُصابون بأذى، وأنهم يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، وكأن شيئاً لم يحدث في المناطق التي يعيشون فيها.
مثل هذه التصريحات تسبب القلق، أكثر مما تبعث على الاطمئنان. فلو أن أحداً يقول لنا، إن هناك إصابة أو اشتباه في إصابة، بينما البقية بخير، لصدقنا. لكن أن يكون كل الطلبة وكل المغتربين وكل العاملين في السفارة وكل السياح بخير: قوية!