|
الجزيرة - عوض مانع القحطاني
شرف صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الحفل التكريمي والوداعي لمعالي الفريق أول صالح بن علي المحيا رئيس هيئة الأركان العامة سابقاً في نادي ضباط القوات المسلحة.. وقد بدأ الحفل بالقرآن الكريم..
كلمة المحيا
وقد ألقى معالي الفريق أول متقاعد صالح بن علي المحيا كلمة قال فيها: هذا التشريف ليس بمستغرب على سموكم الذي عودنا الوفاء، وعهدنا من سموكم دوماً الحرص على الالتقاء بكافة أطياف رجالات القوات المسلحة وفي كل المواقع، وما تشريف سموكم في هذا اليوم المبارك، إلا دليل أكيد على أن قيادتنا الرشيدة حريصة كل الحرص على النهوض برجالات القوات المسلحة، والحفاظ على أقصى درجات معنوياتهم حتى آخر لحظة في تاريخ خدماتهم.
وقال الفريق المحيا: خمسون عاماً أعتز بها أيما اعتزاز، تشرفت خلالها بالعمل في وزارة الدفاع والطيران، وفي مختلف المواقع الميدانية والإدارية، والتعليمية، خمسون عاماً من الخدمة في قواتنا المسلحة الغالية، كان ملؤها السعادة والاعتزاز والفخر بقيمنا التي تعلمناها في هذه الوزارة الغالية بشحذ الهمم في العطاء للوطن، والإخلاص والتفاني للحفاظ على المبادئ والأسس التي قامت عليها وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، كما أنني أفتخر بكل الجهود التي بذلها زملائي والتي تُعد لبنات فخر في صروح قيمنا الشامخة في قواتنا المسلحة. وها أنذا أحُطُّ الرحال بعد سنين مضنية، وعمل زاخر، لأجدها مناسبة غالية كي أقدم من الشكر أجزله، ومن الوفاء أوفاه، لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الذي لم يأل جهداً في تفقد أمور أبنائه العسكريين، والاطمئنان على أحوالهم، وما الأوامر الملكية الكريمة التي نال منها رجال القوات المسلحة النصيب الأوفر إلا دليل أكيد على صدق توجهه - حفظه الله - تجاه أبنائه، وخالص الشكر والعرفان والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على ما حظيت به من مقامه الكريم من رعاية سامية، وتوجيهات سديدة، تعلمت من خلالها كم هذا الوزير رائع، وكم هذا الأمير جليل، وكيف استطاع سموه الكريم أن يحظى بالإعجاب والتقدير في كل توجيه كنت أتلقاه من سموه وكل كلمة أسمعها منه عند اللقاء.
كلمة الأمير خالد بن سلطان
بعد ذلك ألقى سمو الأمير خالد بن سلطان كلمة جاء فيها: لك مني كل تحية، وكل تقدير، تحية لك، فقد أديت الواجب، وحملت الأمانة، وأفنيت عمراً في شرف الخدمة العسكرية السعودية، وتقديركامل لك، فما شح عطاؤك، ولا ادخرت فيه وسعاً.
وقال سموه: إن علاقتي بالفريق الأول صالح المحيا تمتد إلى أكثر من أربعة عقود، علاقة توثقت بمشاعر الاخوة والثقة وزمالة السلاح وجُهد الاستعداد العسكري، وبهجة النصر في حربين ومواقف صعبة فُرضت على المملكة.
جمعتنا أولى الذكريات مطلع العام 1969، في إلباسو، تحديداً، إذ كان لقائي الأول مع ضابط سعودي شاب هو صالح المحيا، على نحو ما رويت في كتابي (مقاتل من الصحراء). وقد ذكرت انه هو من وضع اللبنة الأولى في مشروع مدافع أورليكون القصيرة المدى عيار 35مم، التي تشتبك مع أهداف تحلق على ارتفاعات منخفضة.
واستعرض سموه ذكرياته بمعالي الفريق المحيا قائلاً: وتوالت الذكريات في المجال العسكري، وتتابعت حتى العام 1990، عندما اجتاحت قوات صدام حسين دولة الكويت الشقيقة، كان اللواء الركن المحيا، آنذاك، قائداً للمنطقة الشرقية، وأحد أهم قائدين في الميدان. وقد أثلج صدري حقاً أن يعمل معي في مسرح العمليات، خلال تلك الفترة العصيبة. وقد بدأ استعدادنا لحرب تحرير الكويت، منذ اليوم الذي استمعت فيه إلى تقرير قدمه، في مركز العمليات في مدينة الملك فهد العسكرية. استعدادات قادت إلى التحرير والنصر، بفضل من الله - عزَّ وجلَّ - أما عن ذكريات معركة الخفجي التي كانت بحق تحولاً تاريخياً في مسار العمليات الحربية، وعن انتقالنا إلى مركز القيادة المتقدم الشمالي، في أم الهيمان، في الثامن والعشرين من فبراير 1991، والمفارقات التي حدثت، فهو أفضل من يرويها.
وعادت الذكريات تتواصل بيننا منذ بداية العام 2001، وحتى تاريخ تقاعده؛ لم أجد منه إلا كل إخلاص ومثابرة وتفانٍ وشعورٍ بالمسؤولية، فكان خير ختام لذكريات زمالة السلاح دامت اثنين وأربعين عاماً.
الفريق الأول المحيا تاريخ عسكري مشرف؛ فمن قائد جناح الإشارة، في مدرسة المدفعية، عام 1382 هجرية، إلى رئيس هيئة الأركان العامة، أعلى منصب عسكري في قواتنا المسلحة، عام 1417 هجرية، شغل مناصب عديدة: تعليمية وإدارية وقيادية. حاز ثقة سيدي صاحب السمو الملكي، ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وكان خير مساعد لسموه، طيلة عقدين من الزمان، فله الحق أن يفخر بهذا التاريخ، ولقواتنا المسلحة أن تفخر بأحد أبنائها البررة، قائد ترك بصماته في كل موقع عمل فيه.
واختتم سموه كلمته بالقول: لا شك أن لحظات التقاعد العسكري - خلافاً للمدني - تُعدُّ من أصعب الفترات التي تمرُّ على الإنسان، حين يطوي سجل حياته العسكرية، ويترك سلاحاً ما غادره سنين طوالاً، ويخلع لباساً طالما ازدان به عمراً، ويتوارى عن ميدان ما برح يردد صدى خُطاه، ولكنها طبيعة الحياة العسكرية، بل سنة الحياة قاطبة، فلا دوام للمناصب والألقاب، ولا بقاء أبدي على الكراسي، فكلّها لا تدوم؛ إنها سُنَّة الكون، فلا بقاء لغير وجه الله، ولا خلود إلا لملكوته.
إننا لم نجتمع اليوم تكريماً لتقاعده فقط، بل تداعينا لنحتفل معه بختام حياة عسكرية حافلة، أثراها بجهده وعلمه وخبرته، نحتفل بإنجازاته الواضحة في جميع المجالات العسكرية. جئنا لتهنئته بحياة جديدة مشرقة، أكثر هدوءاً وأكثر استقراراً. جئنا لندعو له بالصحة الكاملة والسعادة الوافرة. جئنا لنقول للأخ والصديق والزميل، الفريق الأول الركن صالح المحيا: لك منا جزيل الشكر، وعميق التقدير.
وعقب ذلك قدم سمو الأمير خالد بن سلطان شهادة تقدير وعرفان موقعة من ولي العهد ووزير الدفاع والطيران وتقديم هدايا تذكارية لمعاليه.
تصريح سموه
وعقب ذلك أجاب سموه عن أسئلة الصحفيين فحول مشاركة القوات الجوية مع القوات التركية قال سموه: التدريب المكثف هو شعار القوات المسلحة لكل القوات وهذا التمرين هو امتداد لتمارين عملت مع دول صديقة وسوف نواصل التدريب والتعاون مع دول صديقة ومتقدمة.. وأكثر سموه بأن مثل هذه التدريبات ليست موجهة لأحد ولكنها رسالة للشعب السعودي لنقول لهم بأن قواتنا المسلحة جاهزة وهذا حرص من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.. ونفى سموه بأن يكون هناك أي تغير على قبول الطلاب في الكليات العسكرية وقال سموه بأن التوسع في القبول يحكمه حاجة القطاعات وهذا يتم من قِبل لجنة الضباط العليا واعطاء قواتنا المسلحة كل ما تحتاجه.