أصبحت اليمن في الهم العالمي بمثابة حجر الزاوية بعد أن كانت في فهم أساتذة الجغرافيا والجيولوجيا أنها آخر اليابسة لأنها آخر ذرة رمل في رمال الربع الخالي ورسوبيات اليمن وعمان وآخر صخرة في الدرع العربي قبل أن تلامس مياه بحر العرب وتتشابك أمواج المحيط الأطلسي والمحيط الهندي....
اليمن في هذا الظرف السياسي يعد أكبر اهتمامات أمريكا والتجمعات الدولية التي تحارب الإرهاب من أجل قطع الطريق أمام محورين من الشرق: فلول وأتباع القاعدة في أفغانستان. ومن الغرب بؤرة القرن الأفريقي المضطربة الصومال...
وفي حالة الانفلات الأمني في اليمن والحرب الأهلية لا سمح الله فإن اليمن ستتحول إلى أفغانستان ستزرع القاعدة في جبالها جيوبها الإرهابية لتتحول مياه بحر العرب وهي مياه عصية ومعقدة في أمواجها وحركة رياحها يصعب على القوات البحرية الأطلسية السيطرة عليها - تتحول -إلى ممرات نشطة بالإرهاب تغذيها المرتزقة من شرق إفريقيا وهذا سيؤثر على حركة الملاحة في المحيط الأطلسي ويهدد التجارة الدولية ويقرب بؤرة الإرهاب إلى أمريكا وأوروبا عبر المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط....
المحيط الأطلسي يعد محيطا خالصا لأمريكا وأوروبا ومن خلاله استطاعت التجارة الدولية وبواخر وسفن الاستعمار: البرتغالية والأسبانية والبريطانية.السيطرة على العالم في القرون 18 - 19 - 20 الميلادي.
إذن اليمن يعيش أزمة حقيقية ويحتاج تعاون وتحالف الدول للمحافظة على وحدته وعدم تركه يواجه التحديات منفردا...
الاضطرابات في بحر العرب تؤثر على الخليج العربي والملاحة مع دول المحيط الهندي ,وتفتح الباب أمام منظمة القاعدة المحاصرة في أفغانستان وأطماع الدول المجاورة مثل إيران فرصة التغلغل في بحر العرب... عدم استقرار المنطقة مرتبط باستقرار اليمن من داخلها ومن حدودها البحرية على طول شريط ساحل البحر الأحمر وبحر العرب.