يقول أساطين علماء الإدارة إن تعريف إدارة الذات بشكله المختصر هو (قدرة الفرد على التحكم في توجيه مشاعره وأفكاره وأحاسيسه وإمكانياته نحو تحقيق الأهداف التي يريد الوصول إليها)، وإدارة الذات هي من العلوم المغيبة لدى كثير من الناس فإن تسأل أحدهم كيف تدير محلا لبيع الخبز أو صالون حلاقة أو حتى شركة عملاقة فإنه بالضرورة يستمع إليك ويدرك ماتقول لكن أن تسأله عن إدارة ذاته فهذه كلمة من المنسيات والمغيبات في علمه وإدراكه، والشيء المحير هنا أن علماء وفلاسفة الإدارة يقولون أن لا نجاح يتحقق دون معرفة سبر أغوار تلك الذات وإدارتها الإدارة الحقيقية الناجعة، ولمعرفة الذات وإدارتها دعونا نتعرف هنا عن ماهية الذات؟، يقول علماء تطوير الذات أن الذات هي مجموعة الخصائص والسمات الشخصية الكامنة في الإنسان وكذلك مجموعة المعارف والتجارب التي استفادها الإنسان من حياته وتّعلمها، وللنفس البشرية جوانب رئيسية تتسم بها كل نفس وهي جانب الرؤية وهي مدى قدرة النفس البشرية على تحقيق أهدافها ورسم الطريق وتحديد البوصلة إلى الوصول لتلك الأهداف، وجانب الاحتراف وهو متعلق بموضوع المهارات والآليات والمعرفة المتخصصة، وجانب العلاقات الإنسانية وهي مدى قدرة الفرد على التكيف مع البيئة الإنسانية ومعرفة شخصيته وميوله وطباعه، وأعتقد هنا جازماً أنك لاتستطيع إدارة حتى أصغر الدوائر ولا حتى أبنائك أو رحلة عابرة فيها ثلاث أشخاص إلى أحد المدن فستكون عاجزاً عن إدارة أي شيء صغر هذا الشيء أم كبر لأن عدم إدارتك لذاتك هو العائق الوحيد، وليس من العبث هنا أن نقول إن إدارة الذات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعدة عوامل أهمها إدارة الوقت والتخطيط ومعرفة نقاط القوة والضعف لدى ذلك المقيّم لِتلك النفس وكذلك تحديد الأهداف وطريقة الوصول إليها وأهم تلك المرتكزات هي القدرة النفسية على تجاوز الصعاب ومتاعب الحياة وأيضاً الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة في تلك النفس لتوظيفها التوظيف الأمثل لتحقيق الأهداف، وإذا أردنا هنا أن نُسقط إدارة الذات على النجاح فإن النجاح مرتبط ارتباطاً شرطياً لتحقيق إدارة الذات إدارة ناجعة وسليمة، ومن الأمور التي يجب ألا تُغفل في هذا المقام أن إدارة الذات تتكئ على عدة عوامل أهمها تنظيم الوقت، النية الخالصة لله، التركيز على الهدف المنشود بشكل مباشر، ترتيب الأولويات، وكما ذكرنا سالفاً معرفة نقاط القوة والضعف، ومن خلال قراءاتورصدي لقضية إدارة الذات فإني أُطلق حكماً جازماً بأن إدارة الذات بعد توفيق الله هي حجر الزاوية في نجاح كثير من الناس، فلنا من شواهد الحياة الدروس والعبر فكم من الأشخاص الذين يملكون المواهب والقدرات والمعجزات أحيانا قد أفلَ نجمهم بل إنهم غابوا عن ساحة المنافسة وميدان الحياة، وبذات الوقت تجد أن هناك أشخاصا أقل منهم كفاءة وقدرة وإمكانيات عاشوا ونجحوا وبقوا يُشار لهم بالبنان لأن إدارتهم لذاتهم كانت على مستوى المسؤولية والكفاءة والإيجابية، فلنأخذ كثيراً من المواهب الرياضية على مستوى كرة القدم في مجتمعنا السعودي فقد كان لدينا أساطير في كرة القدم وغابت أسماؤهم وأفلت كواكبهم وبالمقابل هناك أناس أقل منهم موهبة وقدرة واحترافية بقوا في المجال الرياضي، بل إنهم تبوؤا المناصب وذلك نتيجة لإدارتهم لذاتهم الناجحة.
هنا أقول إنه قد يتساوى موهبتين أو قد تفوق إحداهما الأخرى إلا أن إدارة الذات تبقى هي الفيصل في نجاح شخص ما على الآخر، من هذا المنطلق تكمن أهمية إدارة الذات لدى كل إنسان فينا، فكم ذكرنا من مواهب شعرية ورياضية وأدبية ولأن لديها الضعف في إدارة ذاتها فإنها توارت وغابت عن ميدان المنافسة والتحدي، إذاً لا مشاحة هنا أن تقول بأن إدارة الذات هي أمر محوري وإستراتيجي في نجاح الأفراد، ومما يجدر قوله هنا ويلح ذكره إن إدارة الذات تختلف اختلافاً جوهرياً عن إدارة المؤسسة أو البيت أو الأولاد أو حتى الشركات الكبرى وذلك أن إدارة المؤسسة أو أي إدارة أخرى هي إدارة مع الطرف الآخر أما إدارة الذات فهي إدارة مع النفس فإن لم تكن صادقاً مع نفسك وتتعرف على خفاياها وأسرارها وخصائصها ونقاط قوتها وضعفها وكما ذكرنا تضع لك خارطة طريق ممنهجة توصلك للهدف فسوف يكون مآلك الفشل والعكس وارد وصريح، وكم من أناس أعرفهم يملكون من القدرات القليل ونجحوا في حياتهم والسر في ذلك هو إدارتهم لذاتهم وكذلك العكس هو المحقق، أخيراً عزيزي القارئ أرجو أن تتواصل على بريدي الالكتروني لمعرفة الكتب والأبحاث التي تبحر في هذا العلم لنتعرف أكثر على إدارة الذات وتحقيق النجاح.
Kmkfax2197005@hotmail.com