توجه العرب والفلسطينيين إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية «لن يجدي نفعاً».
كلام يردده الأمريكيون، والأمريكيون أنفسهم لا يرون في الخطة الفرنسية لاستضافة مؤتمر سلام فلسطيني - إسرائيلي مجدية، لعدم استعداد كلا الطرفين لاستئناف المفاوضات المباشرة.
ماذا يعني هذا..؟!!
الجواب: الأمريكيون يريدون وللمرة الألف أن يؤكدوا بأنهم وحدهم القادرين على تسيير مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية إلى نهايتها المأمولة..!!
ولكن أي نهاية؟ النهاية العادلة التي يتم من خلالها إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها..؟!
وهذا لم ولن يكون في تصور الأمريكيين الحلفاء الأشد إخلاصاً لإسرائيل، إذن أي دولة -إن تمت- تكون بحدود جديدة، وحسب الإملاءات الإسرائيلية التي عرضها نتانياهو أمام الكونجرس، دويلة تتواجد داخلها مستوطنات إسرائيلية لا تخضع لأي سيطرة إدارية ولا حاكمية للدولة الفلسطينية عليها. يظل المستوطنون يعبثون داخل أراضيها كما يفعلون الآن، وإن تجرأت قوات الأمن الفلسطينية وتدخلت، هرعت قوات التدخل الإسرائيلي وأعادت احتلال الأراضي الفلسطينية.. أي دولة تكون بهذه المواصفات لن ترى النور!!
هكذا تريد واشنطن أن تستأنف المفاوضات وفق الإملاءات الإسرائيلية، ولا تريد أمريكا لأحد أن يتدخل، لأنها تقول إن تل أبيب لا تسمع لأحد ولا تقبل أن يتوسط بالأمر إلا الأمريكيون الذين ما هم إلا النسخة الإسرائيلية الأخرى، فالذي يريده الإسرائيليون يطلبون من الأمريكيين تمريره، وعلى الفلسطينيين إن أرادوا الحصول على «دولة» فعليهم أن «يطيعوا» ما يقوله العم سام، أما أن يذهبوا إلى الأمم المتحدة، أو حتى إلى الحلفاء الغربيين «فرنسا وبريطانيا» أو إلى الأصدقاء الأعداء «الروس» فلن يجنوا من ذلك شيئاً، وستظل واشنطن تردد أن كل «ذلك لن يجدي نفعاً»..!!
ولهذا فالفلسطينيون والذين سيظلون يطرقون كل الأبواب سواء في نيويورك أو باريس ولندن وحتى في موسكو إن عجزوا عن تحقيق أهدافهم فسوف يتجهون إلى خيارات أخرى، وهي السلاح السائد لدى الشعوب في هذه المرحلة.. «الشعب يريد تحرير الأرض».
jaser@al-jazirah.com.sa