شغلت قضية قيادة المرأة للسيارة مساحات واسعة من الصحافة السعودية خلال الأسابيع الماضية وأصبحنا لا نجد عدداً يخلو من مقالة أو تعقيب حول هذا الموضوع، والملاحظ أن أغلب من يناقش هذا الموضوع هم (الرجال).
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن:
لماذا هذا التزاحم في الكتابة في هذا الموضوع؟ وما هي النتائج التي سيفضي إليها فقد طُرح منذ سنين وحصل عليه جدال ونقاش طويل عريض، ولكن دون فائدة تُذكر.
اليوم يعيد التاريخ نفسه، فتتسابق الأقلام في طرح هذا الموضوع ويكثر الجدل بين مؤيد ومعارض ومحلل ومحرم، ومن وجهة نظري أن هذا الموضوع لا يخضع للحلال والحرام فهو أمر دنيوي بحت.
ويردد الكثيرون أن العائق هو الظرف الاجتماعي وأرى أن هذا أمر مُبالغ فيه، والشاهد هو الخمس سنوات الأخيرة والتي حصل فيها ما لم يحصل منذ سنوات طوال، فقد كان وجه المرأة السعودية من المحرمات، وأصبح اليوم نشر صورة المرأة من الأمور المعتادة.
إذاً يجب أن نبحث في هذا الموضوع من منظور آخر:
هل ستؤدي قيادة المرأة السيارة إلى تخفيف الزحام في الشوارع؟
وهل سيؤدي إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية والتخلص من السائقين؟
وهل سيتيح قيادة المرأة الحد من الحوادث الكارثية أم أنه سيزيدها؟
وهناك جانب خفي في هذا الموضوع، وهو موقف المرأة نفسها فهل هي تُحبذ أم ترفض أم لا تعبأ بالموضوع؟
إن الحل يتمثَّل في إجراء دراسة ميدانية تعتمد على استبانات وعلى تحليل علمي تشارك فيه المرأة نفسها، ومن خلاله نستطيع أن نحسم هذا الموضوع لننتقل من الخفاء إلى العلن، ومن الحوار والنقاش إلى الرد الفعلي.
كفانا جدلاً وحواراً في موضوع لا يُمكن الوقوف ضده، لأن الحتمية تفترض حدوثه عاجلاً أم آجلاً.