المنطقة الشمالية من بلادنا الغالية نمت بشكل سريع وزاد عدد سكانها في الآونة الأخيرة بشكل كبير ومهول ومضطرد، ناهيك عن ما تتحلى به المنطقة الشمالية من مواصفات كونها منطقة واعدة اقتصاديا وبيئة استثمار مستقبلية وأرض خيرات قادمة وطاقة بشرية هائلة، إضافة لكونها منطقة عبور بري إستراتيجي لكلٍ من العراق والأردن وسوريا
ولبنان وتركيا وألمانيا تخدم المملكة ودول الخليج العربي واليمن، إن المنطقة الشمالية بكافة مدنها وقراها وهجرها تحتاج إلى مزيد من الخدمات ومشروعات البيئة التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية مثل:
- إيجاد مشروع تحلية مياه إستراتيجي للمنطقة وربط كل منزل بشبكة مياه متطورة.
- التركيز عل فتح قنوات استثمارية مميزة لجلب رؤوس الأموال للاستثمار وزيادة عدد الفرص الوظيفية لأهل المنطقة لتقليل هجرة أهالي المنطقة.
- مطالبة هيئة السياحة ببناء فنادق (5) خمسة نجوم مع استقطاب مستثمرين لبناء فنادق أخرى.
- بناء واستكمال جميع البنى التحتية الأساسية بالمنطقة - صرف صحي - شبكة مياه - منتزهات وطنية - سدود.
- ربط مدن وقرى المنطقة الشمالية كافة بالسكة الحديدية التي يجري العمل بها.
- إيجاد مراكز تثقيفية وترفيهية وملاعب عالية المستوى للاعتناء بمواهب الشباب والعمل على تفريغ طاقاتهم.
- افتتاح مزيد من المدارس النموذجية وتوسيعها على أسس سليمة وعادلة.
- بناء المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية على أسس حديثة وراقية ومميزة وتأهيل الحالية منها والتي تحتاج إلى إصلاح وتحديث وتطوير وجلب الأجهزة الحديثة والمعدات المتقدمة، لأن صرعى الأمراض المتنوعة والمتفاوتة والحوادث هناك كثيرون وكثيرا منهم يحتاج إلى النقل الفوري إلى العاصمة الرياض أو إلى المدن الكبيرة الأخرى رغم التكلفة المالية والجهد البدني لتلقي العلاج اللازم وذلك بسبب النقص الحاصل في الكادر الطبي والفني والأجهزة والمعدات في المنطقة هناك والقائمة بأسمائهم طويلة ومجهدة ومضنية وخاصة من أصيبوا بالأسقام التي تتطلب استشفاء تخصصيا كالسرطان وأمراض القلب والدم والقصور الكلوي.
- القيام بدراسات ميدانية وفق فريق مكون من كافة الأطراف والجهات والأطياف للوقوف قدما على هذه الحقائق وعلاجها فورا.
- العمل على زيادة الرقابة والتشخيص على عمل وأداء فروع الوزارات والإدارات الحكومية هناك.
- وضع تصور متكامل لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإيجاد فرص العمل للمواطنين القاطنين في تلك المناطق وفق خطط وإستراتيجيات التنمية مع وضع الاقتراحات اللازمة لتحفيز القطاع الخاص لتشغيل العمالة الوطنية من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية وكليات التقنية بصورة أكبر وأوسع وأسرع مما هي عليه الآن.
لقد آن الأوان للانتقال من طرح هذه المتطلبات والاحتياجات بشكل دائم ومتكرر وممل في المنطقة الشمالية إلى العمل من أجل تنفيذ هذه المتطلبات وإيجاد الخطط السريعة التي تستهدف الرفع من حالة التردي التي تعيشها، إن هذه المطالب واقعية وغير تعجيزية وليست من باب الكماليات ولكنها من صلب الأولويات، حيث لها علاقة مباشرة بشروط الحياة بمعناها الكبير، إن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله ورعاهم يولون أهمية كبرى ورعاية عظمى بتطوير كافة المناطق وتحقيق احتياجات ومتطلبات المناطق والمواطنين بل يطالبون الكل بصفة دائمة وملحة بمضاعفة الجهد والعمل على إحداث التطوير الشامل في كل المجالات وإيجاد الآليات الأكثر فاعلية لتحقيق الطموحات والرغبات والأمنيات، وإلى تبني معايير دقيقة ذات مؤشرات عالية في الجودة والتنفيذ تعمل على تحقيق إستراتيجية وطنية يطمح إليها الجميع في مختلف المناطق، إن ولاة أمرنا أعزهم الله يبذلون جهودا جبارة تهدف إلى بناء الوطن وإعداد المواطن المتسلح بالعلم والمعرفة، ولقد أثمرت كثيرا هذه الأشياء على أرض الواقع، إن أمنيات خادم الحرمين الشريفين وتطلعات سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني ليست شعارات تردد، أو كلمات تذهب أدراج الرياح، أو عناوين براقة، أو مفردات بليغة، أو جمل رنانة وحسب، لكنها همم عظمى وجبارة من أجل ترسيخ مبدأ العمل والإنتاج والتطور والتحديث والإصلاح والرقي ببلدنا نحو مصاف الدول المتقدمة بأيسر السبل وأقصر الطرق وبحساب الثواني، إن المتابعات الدقيقة والتصورات والتعليمات التي يطرحونها حفظهم الله تهدف كلها إلى تحيق الإصلاح الاقتصادي والإداري والاجتماعي والرفع بخطط التنمية والحيلولة دون الازدواجية في العمل أو تضارب الصلاحيات، إن هذه التوجهات القويمة تشكل خطوة جادة نحو تفعيل العمل وتطبيق النظريات والرؤى الحديثة في القطاعات الحكومية المختلفة والحيلولة دون تشعبها والحد من البيروقراطية والعمل على تبسيط إجراءات الخدمات التي تقدمها أجهزة الدولة المختلفة للمواطنين وفق معيار زمني وخطوات تصحيح واثقة، وما على بقية المسئولين الآخرين كلاً وفق مسئوليته وتخصصه إلا إدراك المسئولية الكاملة وعظمها التي تقع على عاتقهم والعمل بإخلاص وجد وتفانٍ وشفافية تجاه قضايا المنطقة، وأن يعملوا بزخم شديد وهمه عالية وتطلع كبير من أجل تحقيق أماني ولاة الأمر وتطلعاتهم وأمانيهم العظم والتي تصب كلها دقها وجلها سرها وعلانيتها أولها وآخرها في صالح ورفاهية المواطنين كافة أينما كانوا وأين ما حلوا وارتحلوا، بعيدا عن التقصير غير المبرر في الأداء لأن هذا التقصير والتهاون يضيع الكثير من الفرص التي قد لا تتكرر، إن تلاقح الأفكار وتفاعلها بين الأفراد تؤدي عادة إلى النجاح المأمول، إنني بهذا الكلام أمارس النقد المسئول الذي يركز على الجودة العالية في العمل والإنشاء والإنتاج والإبداع والتجهيزات والكوادر بعيدا عن التشفي والمكيدة والنيل من الأفراد، إنه نقد مصدره الحب والولاء والانتماء والإخلاص لهذا الوطن الكبير الممتد من الماء إلى الماء ومن اليابسة إلى اليابسة، إنه من غير المعقول أن أشاهد بعض التقصير في منطقة الحدود الشمالية دون أن أحرك ساكنا أو أدرك حجم المسئولية الوطنية أو دون أن أسعى جاهدا للتغلب على هذا التقصير وتبيانه لولاة الأمر بأمانة ووعي وعقلانية وبلا شطط أو تنطع أو غلو أو مفسدة، أو دون أن أقبل بما لا يرقى لمستوى تطلعاتهم النبيلة وغاياتهم الجميلة وأمانيهم التي تشبه الجبال العظام، كيف وهم المتجسدون حفظهم الله بالحكمة وسداد الرأي التي عمت قراراتهم الجليلة المتتالية والمتتابعة بنفعها جميع المناطق والفئات والأفراد.
ramadanalanezi@hotmail.com