كتب - فهد الشويعر
يؤسفنا بألم شديد أننا لم نرتق لمستوى طموحات أستاذنا الكبير وناقدنا الفذ وصاحب (الخبطات) الصحفية الأستاذ يحيى مفرح زريقان حين أشار بوضوح تام إلى أن لا وجود لما يُسمى بالصحافة الفنية السعودية، حيث انقلب لونه هذه المرة من الأصفر إلى البرتقالي، والأعجب من ذلك كله أن الجميع لم يصل لذائقة أبي خالد.
ولأن يحيى زريقان اليوم لا يمثل مطبوعة (بعينها) فإنه يعتقد بانتصاره حين قال بأن فنان العرب تعرض لثلاث جلطات، وبعدها تضاربت الأنباء حتى تأكدت معلومته في النهاية، ولذلك فهو صاحب إنجاز قد لا يتكرر لعشرات السنين القادمة، إن زميلنا (الكبير سناً) يشبه مذنب هالي.
يحيى مفرح زريقان من مدرسة قديمة أغلقت أبوابها من على مسرح المفتاحة في أبها وهي لن تفتح مرة ثانية، وظل العاملون والمنتمون لهذه المدرسة ينازعون أمام ثورة شبابية لم تترك لهم مكاناً، لكن يحيى زريقان رفض إلا أن يرى نفسه ناقداً ومؤلفاً وكاتباً ومعداً ومذيعاً ولا أحد يعرف له إنجاز.
لم يكن هذا الرأي الذي قاله زريقان موجوداً في ذاكرته قبل عدة أشهر، بل إنه يكرر على مسامع الجميع أن الصحافة السعودية بثوبها الحالي هي الأجمل والأفضل والأكثر سطوة وقوة من سلفها، لكن شعور الانتصار (المضحك) وضع زريقان صاحب اللا إنجاز في هذا الموقف المحرج.
نقدر ليحيى زريقان عمره الذي تجاوز الخمسين عاماً ونقدر له رأيه الذي نرفضه جملة وتفصيلاً، وما زلنا على يقين بأن المدرسة التي ينتمي إليها هي مدرسة (إقصائية) ترفض كل جديد، والناس أعداء ما جهلوا.
يحيى زريقان يعرف أننا نعرف بتفاصيل مرض فنان العرب منذ اللحظة الأولى ويعرف جيداً لماذا كان لنا موقف (محدد) في النشر، ويعرف أننا لن نزايد على مرض الأستاذ محمد عبده مثلما فعل ويفعل هو وجوقته التي لم يعد يستمع لها أحد، وباتت تعزف على الأطلال.
يحيى زريقان ربما يعاني من (النسيان)، وهذا الأمر بلا شك قد يضعه في مواقف محرجة مثلما حدث سابقاً، في الوقت الذي يرغب أن يتحوّل إلى موثّق تاريخي لأحداث سابقة لم يعلم عنها الجمهور شيئاً، وهو ما نحاول التحذير منه حتى لا يتشوّه التاريخ.. دون قصد.