إلى الشيخ الأديب الخال عبدالله بن محمد بن خميس في ثراه الطيب رحمه الله وأسكنه واسع الجنان تأبين وفاء تعلمته من تاريخ مشرق وزمن مضيء أحاط بفكري فركبت بحره باحثة عن درره في مبحثي الماجستير (عبدالله بن خميس ناثراً) والدكتوراه (شعر عبدالله بن خميس دراسة موضوعية وفنية) ولقد ألبسني رحمه الله حلّة قشيبة حينما شرفني حضوره مناقشة أطروحة الماجستير وهنأني قائلاً: «ذكرتني بشبابي يا هيا».. إليه أهدي وفاءً لغرسه رحمه الله..
قد هوى الطود فاندبيه يمامة
كان فيك حنينه وهيامه
وإليك ساق المباهج مزناً
سطر التبر في ثراك ابتسامة
وتجلت بك المآثر منه
فأضاءت في كل سِفر علامة
أُتْرِعَ العشقُ فاستحالتْ غزاراً
وَشَّحَتْ من شدوه أنغامه
منذ صاغ البيانَ فيك ضروباً
وسما الشعر «على رباك يمامة(1)»
أنت منه في «معجم(2)» يتجلى
سَوْح عزّ قد استفاض اهتمامه
أنت «تاريخُه(3)» العريقُ ينادي
تلك حجر وذاك وادي ثمامة
هو صّبٌّ وأنت كنتِ الأماني
يتهادى على ثراك اضطرامه
أنتِ مغناه هل رأيت أليفاً
لثم الأرض واستراد رِغامَه
إذْ تبدتْ له المحاسنُ فيك
فابتغاك مدنَّفاً لا مَلامَه!!
فيك قد شقَّ للصحافة مَهْداً
كنت أماً وترفدين مرامَه
قد قضى الموتُ إلفكِ ليت شعري
أمنونٌ يرمي إلينا سهامه؟
دكَّ حصناً من البيان المُعلَّى
واستباح منارَهُ وإمامَه
وتشظَّتْ لواعجٌ وشجونٌ
في دروبٍ كانت تروِّي أُوامه
يا سقى اللهُ في الضريح رفاةً
وابلَ المزن يستفيضُ غمامَه
كان يرجو دار الخلودِ مَرَاماً
حقق اللهُ في الجنانِ مرامَه
إيهِ شيخي تباعد العهدُ منكم
أيُّ شيخٍ ستصطفيه اليمامة
* مديرة عام الإشراف التربوي للبنات
وزارة التربية والتعليم
(1) إشارة إلى ديوان الشاعر (على ربى اليمامة)
(2) إشارة إلى مؤلف الشاعر (معجم اليمامة)
(3) إشارة إلى مؤلف الشاعر (تاريخ اليمامة)