تميزت حقوق الأسرة في الإسلام الحنيف على حقوقها في القانون الدولي والوضعي بالعديد من المميزات الحميدة التي يجب علينا تعرُّفها وتعلُّمها وتطبيقها وإدماجها في برامجنا التربوية والتعليمية والتدريبية حتى نفعلها في حياتنا اليومية تفعيلاً عقلياً شرعياً، وحتى ندافع عن ديننا في ظل التشويه العالمي والمحلي لهذا الدين وشريعته السمحة الغراء، ووسطيته العادلة الفريدة في عالم غابت فيه الوسطية ومعايير العدالة المطلقة. للأسرة في التشريع الإسلامي مكانة خاصة ومتميزة، لأنها الركن الأساس في تكوين المجتمع الإسلامي الكبير، وذلك لأن الأسرة هي عبارة عن «الأب والأم والأولاد» وهم الذين يشكِّلون المجتمع الصغير، الذي يقوم فيه كل فرد من أفراده بالمهام المطلوبة منه من أجل الوصول إلى المستوى الذي أراده الإسلام أن يتحقق وهي.. الأسرة المتضامنة والمتكافلة والمتعاونة والمتحابة فيما بين بعضها بعضا، والتي تغمر حياتها المحبة والسعادة والتفاهم والاحترام المتبادل وفق نظم وضوابط الشرع الإسلامي الحنيف.
ولا شك أن الأسرة بهذا المعنى الذي صورناه هو الأساس لإنتاج المجتمع الصالح والملتزم والمتحاب والمتعاون والهادف والمنتج، لأن المجتمع الكبير ليس إلا عبارة عن تجمع الأسر التي تشكِّل بمجموعها المجتمع الواحد وبعدها المجتمع الإنساني الكبير.
وهذا ينتج عنه أنه كلما كان بناء الأسرة بناء سليماً صالحاً واعياً وملتزماً حصلنا على مجتمع متجانس ومتكامل ومتضامن، يردف بعضه البعض الآخر، ويكمل بعضه البعض الآخر، ويعرف كل فرد دوره وواجبه في المجتمع الذي يعيش فيه ويشكِّل جزءاً منه، وكلما كان بناء الأسرة بناء غير سليم وغير ملتزم بالضوابط الشرعية والأخلاقية والسلوكية، فهذا يعني أن المجتمع المتشكل من هكذا نوع من الأسر لن يكون موحداً ولامتجانساً ولا متضامناً ولا متعاونا، بل سيكون متفرقاً ومشتتاً ومبعثراً تتنازعه الأهواء والغايات ويغرق في بحر من المشاكل التي لا يحصد منها إلا الخيبة والحسرة والندامة وضياع الحاضر والقلق من المستقبل كما هو حاصل اليوم في عالم الغرب عموماً الذي دمر الأسرة وشتتها فصار المجتمع مفككاً منحلاً لا يعيش روح الجماعة ولا يهتم الفرد إلا بنفسه ولا ينظر للآخرين النظرة الإنسانية السامية، لأن الروح المادية والعوامل الاقتصادية صارت هي المعيار لقيمة كل فرد في تلك المجتمعات، فتدمّرت القيم الإنسانية والأخلاق الحميدة، وحلَّ محلها الاعتبارات المادية التي تبيح الخروج عنكل الضوابط الإنسانية للوصول إلى الأهداف الدنيوية الرخيصة على حساب الأسرة وروح التعاون والانسجام بين أفراد المجتمع الواحد.
ومن هنا نفهم وندرك لماذا اهتم الإسلام بالأسرة وأولاها العناية الخاصة، لأنه يعتبرها صمام الأمان والاستقرار لضمان عدم انحلال المجتمع وتفككه وتقطيع أوصاله.
ولهذا جعل الإسلام لكل فرد من أفراد الأسرة حقاً يتناسب مع قابلياته ومؤهلاته تارة، أو مع احتياجاته تارة أخرى، لأن الأسرة فيها من يستطيع أن يعطي ما عنده من الخبرة والأهلية لمن يحتاجون إليها، وفيها من هو بحاجة لأن يتعلم ما عليه أن يتعلمه حتى يتمكن من امتلاك المهارات والخبرات المطلوبة والإبداعات لدخول معترك الحياة من موقع العارف والخبير والقادر على التعامل مع كل الأمور التي سيواجهها.
وبالانتقال إلى الحقوق التي حددها الإسلام ضمن الأسرة فهي التالية: «حق الولد» و»حق الزوجة» و«حق الأم» و«حق الأب»، ولكل حق من هذه الحقوق دوره في ضمان بناء الأسرة المؤمنة والملتزمة والمتماسكة وفي ذلك يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته.»رواه البخاري. مفهوم الاسرة:هي الخلية الاساسية لبناء المجتمع تتكون من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم تساهم الاسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والتعليمية و الاقتصادية...
أشكال الاسرة: الأسرة النووية : تتكون من زوج وزوجها وأطفالهما ويكون لهم مسكن مستقل ويسهل لهم التنقل.
الأسرة الممتدة : تتكون من الجدين وأبنائهما وزوجات ابنائهم وأحفادهم يقيمون في مسكن واحد.
ومن وظائف الأسرة
الإنجاب. (أي الوظيفة البيولوجية) والعائلة بالتالي تساهم في حفظ النوع البشري وتحقيق استمراريته.
التربية الدينية. وهي من الوظيفة التربوية
التربية المجتمعية.
نقل اللغة.
الوظيفة الاقتصادية.
ومن حقوق الأسرة
حقوق الأسرة في المجتمع تكون على النحو التالي:
تأمين يسر المعيشة من الجهة المادية.
حفظ الأمن
تعليم الأبناء