أسوق المثل -العنوان- لمواقع وليس للواقع.. اليوم، الذي ينطبق كثيراً على انتخاب «نتنياهو» منذ سنتين، إذ أثبتت الأحداث -الأخيرة- والتي اجتاحت المنطقة سنامي (ثورة) الشعوب، فطوّحت (سريعاً) بنظامين.. وثلاثة أحدها يترنّح!.
فهي إما أنها عتيّة على (الورق)، أو أن صلافتها سببها من تخوّف غير مُبرر من شعوبٍ مسكونة بوهم الخوف.. لا أكثر!، فما استحضرت إلا بيت شعرٍ.. معبراً:
ستعلم إذا انكشف الغبارُ
أفرسٌ تحتك أم حِمار
بل أذكرتني قصة حدثت في البادية (كانت إحداهن متزوجة من رجل مظهره مخيف، لأنه مفتول العضلات، فكانت في رعب دائم منه، وذات يوم حدث مصادفة أمامها أن تخاصم زوجها مع راعي الغنم، وكان الراعي ذا جسم نحيل، فأودى الخصام إلى التحامٍ.. رمى الراعي زوجها آخر المرعى! وعندها أخرجت أظافرها عليه، فاستغرب.. حتى سألها ذات يوم: من أين لكِ هذه القوة؟ أجابت: من يوم صراعك مع راعي الغنم)!
أعود لسالفة هذا الـ(النتن)، فأقول:
توجّس العرب -كقيادات- من مقدمه.. خوفاً أن يتأخر (فأل) إنجاز مشروع السلام كثيراً! أو.. يتوقف أعظم أمل قدّموه في حقبة (ألا حرب، وألا سلم) إكمالهم مسيرة السلام، وبخاصة أنه أقفل كل الطرق على مدى عشرين شهراً أو أكثر، ولم يُحرّك ساكناً في هذا، أقصد (سلام) الأوهام، لأنه ميتاً أصلاً.
أقول بعد هذا التفّت الأمة إلى قوّتها الكامنة.. حين تحركت الشعوب المتململة من هذه الأنظمة، فتم عندها وبسببها مصالحة الفلسطينيين، بعد اقتناع الطرف الذي ألقى ثقله كله على (السلام).. فوجده سرباً..
فيما أصبحت إسرائيل تتلفت يُمنة ويسرة.. بحثاً عمن يقف معها وقفة جدٍّ فـ(يرعد ويبرق) لعل، أو عسى..!
ولإن كان من قبل ذلك الرعد والإبراق يؤذي أو يخيف أنظمة جاثمة على شعوبها، فأمسى هذا الكلام طائراً في الهواء.. وليس له أي صدى.. أو مجيب، خاصة.. حين طار -عندها- إلى باريس ولندن هذا (النتن) بانتظار من يسعفه هناك، فما وجد ذلك الصدى الذي يرتجيه!.. كذلك صحب هذه الأحداث إنهاء (أسطورة) ابن لادن، كأحد فك أغلال كانت على أرقاب العرب بما يسمى (الحرب على الإرهاب) وكذلك قرب الوعد الذي قطعته أمريكا للشعب العراقي -ولا أقول الحكومة العراقية- بانسحابها خلال نهاية هذا العام من العراق، فما بقي لهذه الدويلة وهذا الكيان الهشّ من أعذار لقبول السلام أو قُل (الحل) الذي لُيّت به أعناق الأمة مقابل قوة الخصم رغم أن الأنظمة -بخاصة دول (الردع)-.. مَن تسببوا بهذا الفارق، أو التفوق للعدو، فأمسى عذرهم أن (لا طاقة لنا اليوم بإسرائيل) وعتادها..! سواء هي، أو من ورائها وما (الفيتو) الذي استخدمته أمريكا حول (تقرير جونستون) إلا دليل على أن هذه الدويلة ليس لها من قوة كامنة.. وإنما من -حبلٍ- ذكره الله سبحانه وتعالى وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ (112) سورة آل عمران. فكأن في تسارع ذلك أن أسقط في يد بني صهيون ما كانت ترجوه.
ولعل المقال الذي أوردته جزيرتنا العزيزة - أقصد ما كتب الدكتور عبدالعزيز الجارالله عدد 14097 في زاويته (مدائن) وأخص بذلك قوله (أمر لابد أن يُحسم، وتنتهي مرحلة ابن لادن، وبعد الثورات العربية التي فرضت واقعاً جديداً، ليس بالمحيط العربي، بل في العالم الإسلامي، مما يصعّب الأمر أمام الغرب وأمريكا، في استمرار الهيمنة والنفوذ على العالم..)، وكذلك ما كتب الدكتور جاسر الحربش - الجزيرة عدد 14104- فمن قوله (كان النظام يسوّف ويكذب على الناس، والناس تعرف أنه يكذب على نفسه وعليهم، حسب مجرى العادة، كما أن ملف الإصلاح لم يرد على حساباته، بقدر ما كان يحاول شراء الوقت، ريثما يتم استرداد الطاعة في الأساليب التأديبية القديمة) إلى أن قال (كل ما كان تتطلبه الشجاعة في الحكمة في الأيام الأولى من الاحتجاجات هو إلقاء القبض على بعض الرؤوس المشهود لها بالفساد العالمي الذي لا يحتاج إلى براهين وتحقيقات) (وتشكيل حكومة جديدة من الشخصيات المشهود لها بالنزاهة والوطنية).
فما عساي أن أقول.. إلا: ليتها أخذت بهذه (الوصفة) غير المكلفة، لكفّت نفسها مما حدث لها.
بل إني -بناءً على ما بين أسطره- أطرح التالي:
عن الواقع الذي ما هو إلا صورة لنكث غزل (نسيج) لفّته هذه الدويلة على أمتنا، وبالأخص في العقدين الأخرين -ما بعد حصار نظام صدام وبعده-، في تلويحة (سيف..) ولا أقول الحرب على الإرهاب.. الذي عرّضته على (ضعفنا) شيخة الغرب (أمريكا)!.
- الرياض
mohsn222@gmail.com