إهداء إلى مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
نبعُ الثقافةِ في العقول أضاءَ
وأقام صرحاً شامخاً بنَّاءَ
وتطرَّزت حُلل العراقة بالسنا
وقد استفاض النابغون عطاءَ
والمجد يبعث بالتراث على المدى
فيضاً يزفُّ مباهجاً وثراءَ
والسابقون بكل دربٍ للعُلا
كالأولين تظافروا إثراءَ
وطن الإباء يفوح بين ربوعنا
نُبلا يعانق قوةً ومضاءَ
قد جاء بالفكر الأريب سجيةً
نهجاً قويماً يستزيد رخاءَ
وطن العقيدة قد توشَّح بالهُدى
نوراً يشعُّ محبة وضياءَ
هو قلعة الفكر المرابط حولنا
يحمي الحمى ويسرِّج الأضواءَ
يوم التُراث أتى يُحقق منيةً
عملاً توهج نهضةً وبهاءَ
هو يوم عُرسٍ تستضيء به النُهى
هو وجه خيرٍ بالعلوم أضاء
هو فيض علمٍ يستحيل بفكرنا
نوراً يُعانق قمةً شماء
في كل عام يستفيض الملتقى
عِلْماً قويماً يستزيد عطاءَ
قد عاد يُزهر للخلائق بهجةً
كلٌّ يفيض فصاحةً وذكاءَ
يا شرفة العلم المبدِد ظُلمةً
أزهرتِ بين قلوبنا سراءَ
بشعاعك الوثاب نحو عيوننا
جئنا لنشهد في الشموخ سناءَ
تحدو على أرض العلوم قصائدٌ
قامت تصوّر للعيان بناءَ
وتبوأ النُجباء مقعد عزةٍ
نسجوا لفكر المبدعين رداءَ
والجمع في صرح النبوغ قد اعترى
أفقاً يفيض على الحياة عطاءَ
شمس العلوم بكل درب تحتوي
عقلا يحقق طفرةً ونماءَ
يوم التراث أتيت تزهو فرحةً
وتعيد بين قلوبنا الأنداءَ
شيّدت بالعلمِ القويم مآثراً
تُبدي لنا أغصانها الورقاءَ
بالعلم نصنع رقعةً وكرامةً
تجتثُّ من جنباتنا الظلماءَ
بالعلم نقوى إن أردنا قوةً
بالعلم نسمو فكرةً عصْماءَ
يوم الثقافة قد تبدّى روعةً
نحو الرقي يُغالب الأنواءَ
يا خادم البيت العتيق تحيةً
قد جئت دوماً قامةً علياءَ
توّجت صرحاً للعلومِ وآلِها
يروي العقول رجاحةً وصفاءَ
وأقمت من نهج الحوار توهجاً
حتى يُنير الكون والأرجاءَ
وأتيت في قمم النبوغ مُشيّداً
مجد العلوم ونهضةً تتراءى
أرض العروبة طالعتك بنورها
تكْسو الحياة وتُشْبعُ الصحراءَ
في ظل مملكة السمو لرفعةٍ
ترقى المنازل عزةً وإباءَ