|
تأتي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز السادسة هذا العام في وضع مختلف عن الأعوام السابقة، فإذا كنّا نتذكر البيعة في الأعوام الخمسة السابقة بالفخر والرخاء وتعدد المنجزات التنموية، فإننا بلا بشك هذا العام في سنة استثنائية ويحق لنا ولأبنائنا وأحفادنا أن يتذكروا ما حدث هذا العام من نقلة ليس على مستوى المعيشة والتطور والإنجازات الحضارية فقط ولكن على مستوى الفكر الواعي الذي تمتع به الشعب السعودي الذي أذهل دعاة الفرقة والتخريب ولم تقم لهم قائمة بعدها وذهبت مراهناتهم هباءً منثورًا، هذا الشعب الوفي الذي وجد من قيادته عطاءً بلا حدود وكرمًا يفوق الوصف وبادلته الوفاء بوفاء والإخلاص بعطاء.
إن ما يجري حولنا هذا العام من تقلبات سياسية وثورات ونزاعات في الدول تجعلنا أكثر تمسكًا وأكثر إصرارًا على وحدة الصف ونبذ الخلاف وتجديد الولاء للقيادة التي بذلت وحرصت على رفاهية أبنائها لتجنيبهم السوء والمكروه والابتعاد بهم عن طريق الفتن وكما يقول المثل: (السعيد من أتعظ بغيره).
إن ذكرى البيعة ترمز إلى شيء كبير لدى الشعب السعودي، فهي تتجاوز ما تحقق من طفرة تنموية أذهلت الجميع إلى دلالات أعمق نشاهدها في عيون الأيتام والأرامل والمساكين الذين شملتهم مكارم خادم الحرمين وتوجيهاته -حفظه الله- بضرورة العناية والاهتمام بهم ومتابعة أحوالهم والسؤال عنهم، إضافة إلى متابعة جميع ما يتعلق بالأحوال المعيشية للمواطنين وعدم التساهل في هذا الأمر.
المنجزات التي حدثت في عهد خادم الحرمين الشريفين لم تقتصر على مجال ولكنها شملت جميع المجالات وهي في رأيي تأتي استكمالاً لمنظومة الخير والنماء التي بدأها موحد هذا الكيان المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز وأبناؤه الملوك البررة من بعده (سعود وفيصل وخالد وفهد) رحمهم الله جميعًا وصولاً إلى هذا العهد الميمون، ولو أردت الحديث عن قليل من منجزات الملك عبدالله سواء الداخلية أو الخارجية لما أتسع المقام ولطال الكلام ولم تستوعبه الكتب والأقلام ولكن أتذكر أحد المجالات التي عملت بها وكان لخادم الحرمين الشريفين الريادة الكبيرة فيها وهو مجال التعليم العالي، حيث أصدرت أنا وزميلي الاستاذ أحمد الرشيد كتابًا قبل عام ونصف أسميناه (توطين التعليم العالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز) رصدنا في هذا الكتاب جهوده -حفظه الله- في نشر التعليم العالي في جميع مناطق المملكة والقفزة الهائلة التي حدثت في إنشاء المدن الجامعية حتى وصلت إلى 25 جامعة بعد أن كانت لا تتجاوز العشر جامعات والمردود الاقتصادي والاجتماعي لهذه المدن وكيف أن خادم الحرمين الشريفين وضع نصب عينيه الاستثمار في العنصر البشري الوطني المؤهل لإدراكه -حفظه الله- أن الاستثمار في العقول هو اللبنة الأولى لبناء المجتمعات وتقدمها ورقيها.
أتمنى في ختام هذه الكلمة أن يديم الله عزّ وجلّ هذه البلاد تحت ظل قيادتها وأن تنعم بالسعادة والأمن والأمان، إنه سميع مجيب.
مسئول تلفزيون قطر في المملكة