لا يهمهم مصلحة شباب الوطن، ولا يضرهم أن يظل شباب الوطن عاطلاً عن العمل يتسكع في الشوارع ويملأ المقاهي، المهم عندهم أن يكنزوا الأرباح، ويواصلون تجارتهم المحرمة، بيع التأشيرات وقبض «المعلوم» آخر الشهر من الوافدين الذين يطلقونهم في مدن المملكة يزاحمون شباب الوطن في العمل.
هؤلاء الذين لا يهمهم إلا مصلحتهم بدؤوا يملؤون الدنيا صراخاً بعد أن لمسوا الجدية في تطبيق وزارة العمل لإجراءات الحد من الاستقدام العشوائي، وتقليص وجود العمالة الأجنبية وفتح أبواب العمل للمواطنين.
البعض يزعم بأن 90 % من أماكن الإيواء والضيافة «الشقق المفروشة» والفنادق ستغلق أبوابها وأن كثيراً من المطاعم ستتبعها.. إذا طبق برنامج «نطاقات».
عجيب! هل الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم وجدت لتوفير فرص عمل للوافدين..!! وهل إذا ما فتحت هذه المنشآت للمواطنين للعمل بها، تتأثر أرباحها وتغلق أبوابها؟! منطق غريب، والحديث عنه والترويج له يراد به الضغط على وزارة العمل لتوقف تنفيذ برنامج «نطاقات»، والأكثر غرابة أن الذي يقول هذا القول «مواطن مسؤول» عضوٌ في إحدى الغرف التجارية، الذي اعتقد أن الدفاع عن مصالح أعضاء الغرفة ممن يعملون في قطاع الإيواء والضيافة هو مساعدتهم على الكسب المبالغ فيه على حساب مصلحة الشباب، ولا يعرف أن اتساع البطالة والتوسع في استقدام العمالة الوافدة سيخلق أوضاعاً اجتماعية وأمنية واقتصادية ستنعكس سلباً على مجتمعة وعائلته وعليه شخصياً.
يقولون الصراخ على قدر الألم، والألم يحاصر تجار التأشيرة الذين يتكسبون على جهد العمالة الوافدة وحرمان شباب الوطن من العمل، ولعل تزايد الألم يخرجهم من دائرة التأثير، وإذا كان خير وفائدة الشقق المفروشة والمطاعم وفنادق ثلاث نجوم وما دون لمصلحة الوافدين، وأنها ستغلق إن طبق عليها برنامج نطاقات، فنقول إغلاقها أفضل وأسلم للمجتمع واقتصاد المجتمع.
jaser@al-jazirah.com.sa