تفاعل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مع ما يُنشر في الصحافة والمواقع الإلكترونية حول الخطوط السعودية والمطارات. كان تفاعلاً متوقعاً، وأتوقع معه نتائج -بإذن الله- ستكون في صالح هذا البلد وأهله.
فبحسب الخبر المنشور في «عكاظ» أن سموه قد أمر بتشكيل لجنة تتكون من ثلاث جهات حكومية يرأسها ممثل من وزارة الداخلية، وممثل من وزارة الدفاع، وممثل من وزارة الثقافة والإعلام.
في الحقيقة، أثار هذا الخبر ردود أفعال واسعة، ووصلتني عشرات التعليقات حول هذه الخطوة باعتبار سلسلة المقالات التي كتبتها حول هذا الجهاز، ونشرت في هذه الزاوية.
وردود الأفعال هذه لا يمكنني تجاوزها بل رأيت من الضرورة الإشارة لها، لأنها تعطينا قراءة ذات عنوان واضح، هو أن المواطن يشعر بالحنق والقهر تجاه جهاز الخطوط السعودية وخدماته الضعيفة مقارنة بالإمكانات الضخمة التي يُدعم بها.
وإن أردت أن أحصي الشكاوى التي تصلني فلن أحصيها، فما من مقالات كتبتها أثارت ردود فعل معظم الشرائح كما مقالاتي عن الخطوط السعودية.
وللأمانة أرى من الضروري إيصال بعض منها عبر هذه الزاوية، ولتكون البداية من الطيارين، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف لنا أن نركب طائرة يقودها كابتن محطم نفسياً؟ ولنا في حكاية الكابتن خالد مطر -رحمه الله- عبرة، الذي فقد حياته نتيجة أزمة صحية أثناء قيادته الطائرة، ولم يجد الإسعاف المطلوب بسبب أن بطاقة التأمين الطبي لا تغطي احتياجاته، وهنا يلزم التأكيد على ضرورة حصول كل الطيارين على بطاقة تأمين طبي من الدرجة الأولى وتغطي احتياجاتهم في داخل البلد وخارجه، فمن حق الراكب أن يصعد الطائرة وهو مطمئن، لأن كابتن الطائرة ليس إنساناً عادياً بل يحمل معه مئات الأرواح.
موضوع آخر أضعه بين يديّ اللجنة، وهو موضوع -المرأة- التي تبدأ معاناتها منذ دخولها إلى بوابة المطار، فهي مجبرة على الوقوف أمام الكاونتر وسط زحمة الرجال، فما الذي يمنع أن يكون في مطاراتنا كاونترات نسائية، مثلها مثل وجود النساء في غرف التفتيش؟ أعتقد أن هذه الخطوة مهمة للغاية، وستساهم في تخفيف الزحام، وتوظيف بناتنا العاطلات، ففي هذا الوقت الذي صارت فيه المرأة موجودة في معظم القطاعات تكاد تكون الخطوط السعودية المنشأة الوحيدة التي لم توظف نساء! وثمة أمر آخر يهمني أن أعرج عليه، وهو قضية المرأة المسافرة في الطائرة، اعتقد أن من حق المرأة أن ترفض الجلوس في مقعد بجانب رجل، وهذه القضية غالباً ما تتكرر داخل الطائرة، وتصبح في بعض الأحيان مشهداً للفرجة، وفي أحيان أخرى قد يتسبب هذا في تأخير الطائرة عن موعد إقلاعها، لم لا تكون هناك آلية لدى الموظف بحيث يقوم تلقائيا بتخصيص مقعد للمرأة بعيدا عن الرجال؟ لا أتصور أن هذا الموضوع صعب أو تعجيزي، كل ما يحتاجه بعض من الترتيب وزيادة في عدد الموظفين والكاونترات.
وما دام الحديث عن المرأة والطائرة، فلنأخذ بالتجربة اليابانية، حيث تم تخصيص «مرحاضا» أعزكم الله، خاصا بالنساء على متن طائراتها، هؤلاء اليابانيون ليسوا بمسلمين، وليس لديهم قضية «مصيرية» مثل قضية الاختلاط، ومع ذلك كرموا المرأة وخصصوا لها مرحاضا داخل الطائرة، والأولى بنا أن نسبق غيرنا في هذا.
الحديث يطول، والجرح غائر، لكن الأمل وكل الخير بين أيادي سلطان الخير، فسموه لم يتدخل في موضوع إلا ويحل من جذوره، وأنا على يقين بأن الآتي هو العلاج، وما سنراه من نتائج وإصلاحات سترضينا جميعا، بإذن الله.
www.salmogren.net