في الوقت الذي نشاهد الدول من حولنا تتلظى شعوبها بنير القهر والحرمان، تنعم بلادنا بالاستقرار والطمأنينة. وهذه النعمة بحد ذاتها تستحق الحمد والشكر لله عزَّ وجلَّ، والدعاء للقيادة الحكيمة على تجنيبها بلادنا القلاقل والفتن.
إن مرور ست سنوات على تولي الملك عبد الله مقاليد الحكم وما تشهده بلادنا من طفرة اقتصادية تمثَّلت في أكبر موازنة حكومية على مرِّ التاريخ السعودي يؤكّد أننا نسير بالطريق الصحيح نحو تحقيق الطموحات التي رسمتها القيادة الحكيمة.
وبرغم كل الإنجازات التعليمية والاقتصادية العملاقة من افتتاح عدة جامعات في جميع مناطق المملكة وابتعاث الآلاف من أبنائنا لدراسة التخصصات النادرة، وإنشاء المدن الاقتصادية المبهرة؛ إلا أن الإنجازات الإنسانية تتفوّق على ذلك بكثير، حيث اتجه خادم الحرمين نحو التنمية المستدامة للفرد السعودي وحفظ كرامته ولا سيما أصحاب الدخول الضئيلة والمعدومة، وأخص بذلك الضمان الاجتماعي الذي حقق قفزات هائلة، وتجاوز المنح العابرة إلى تحقيق الاستقرار من خلال الدخل الشهري الثابت، وتوفير السكن الخيري ودفع فواتير الكهرباء وكل ما يتعلّق بمعيشة المحتاج. وحين أحدد ذلك، فلأن خادم الحرمين الشريفين قد أولى الفقراء عظيم الاهتمام إيماناً منه بأننا ننصر بضعفائنا. إضافة إلى جهوده الملموسة بدعم برامج الإسكان وضخ المزيد من المال في صندوق التنمية العقارية ورفع قيمة القروض الميسّرة وتعجيلها شعوراً منه بحاجة أبنائه للسكن. وما يدعو له في الحالات الطارئة من دعم للسلع الغذائية بما يساهم في تحسين أحوال وظروف المواطنين المعيشية وتعزيز النماء والتطور الاجتماعي المنشود. فضلاً عن المساعدات الخارجية للدول المحتاجة وما تحمله من البعد الإنساني لملكنا ولبلدنا من حيث كونه يمثّل ثقلاً سياسياً ودينياً على مستوى العالم.
وما يبهج، اهتمامه - حفظه الله- باجتثاث جذور الفساد الإداري والمالي في الدوائر الحكومية، ومضيه فيه بكل صرامة، ومطالبته الشعب بالإبلاغ عن أي مظهر للفساد، ومكافأة من يقوم بذلك وحفظ حقوقه وتجنيبه مغبة الانتقام، مما يشير إلى رغبته الأكيدة بإقرار مبادئ العدالة وإصلاح الأنظمة.
وإن تحدثت عن وضع المرأة السعودية، على وجه الخصوص، فالحق أنها لم تحصل على بعض حقوقها سابقاً مثلما هو حاصل حالياً وظاهر للعيان، حيث أصبحت المرأة تحمل العلم والعمل بيد وباليد الأخرى تزهو بالثقة التي أولاها خادم الحرمين الذي ما انفك يشيد بالمرأة في كل محفل، ويؤكّد على مكانتها في كل مناسبة. وأحسب أن حصول المرأة على مناصب إدارية وشرفية لم يكن يتحقق لولا وقوف هذا الرجل بوجه كل مخذِّل ومشكك! فاللهم ارفع قدره وثبّت قدمه وأطل عمره.
ويبقى الحوار الوطني وحوار الحضارات والأديان سمة تميّز حكم الملك عبد الله، حيث أرسى قواعد التسامح من خلال إطلاق هذه البرامج الوطنية والعالمية؛ ليؤكّد للعالم أن ديننا هو دين التسامح، وبلادنا هي بلاد الحوار البنّاء رغم اختلاف الرؤى وتباين الاتجاهات.
ولقد أتى على الناس حين من الدهر يشكرون ملوكهم على العطاء، ونحن الآن نشكر ملكنا الحبيب على الجود والسخاء، الذي هو ذروة سنام الكرم، وتمازج العطاء المادي مع الندى الإنساني.
فاللهم احفظه، وأدِم عليه الصحة والبهاء.
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net