كتب - سلطان المهوس

داخل المبنى الزجاجي المحاط بملاعب الغولف والأشجار الجذابة وممرات الركض المفتوحة وعلى قريع التنافس الشرس وصوت الفضائح النارية التي قذفت حممها في كل مكان يتجه العالم الكروي اليوم إلى العاصمة السويسرية زيورخ حيث تجتمع 208 اتحاد أهلي هم أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لوضع الختم النهائي على وثيقة التزكية للسويسري جوزيف بلاتر ليواصل تسنمه هرم الفيفا لولاية رابعة كانت الأولى منها في شهر يونيو من العام 1998م في أجواء مرتبكة ومثيرة لم تحدث بتاريخ الفيفا منذ إنشائه.

المبنى الزجاجي الذي يرمز للشفافية والوضوح سيكون ملزما بتجسيد ذلك داخل قاعة المؤتمر العام للكونجرس الدولي حيث ينتظر أن يشهد المؤتمر كلمة لبلاتر وكلمات للعديد من الأعضاء الذين ربما يقلبون أجواء المؤتمر للون الرمادي بوجه بلاتر المحبط منذ يوم أمس بسبب الأحداث المتلاحقة التي واجهته وقدمته بصورة الرجل الذي لايحمي تلك المنظمة الكبرى من روئ إفساد التي أزكمت أنوف العالم من كل صوب..

هل تؤجل الانتخابات ؟؟

سيناريوهات عدة من الممكن أن تكون واقعا على الأرض فقد يتم تأجيل تزكية بلاتر إذا ما طلبت الجمعية العمومية ذلك لاسيما وأن صراعا كبيرا يحدث خلف الأضواء للسيطرة على صورة الانشقاق الكبير الذي بدأ يضرب أعضاء الجمعية خاصة وأن أطرافا متناحرة أطلقت سهاما جديدة للفوز تحدث لأول مرة منها العنصرية والرشاوي والمصالح المعلنة..!!

بلاتر للتحقيق..!!

يمكن أيضا أن يمثل جوزيف بلاتر للتحقيق الفوري والإيقاف عن النشاط الكروي حتى ينتهي التحقيق بالفضيحة التي هزت العالم بعد أن أكد جاك وارنر رئيس اتحاد الكونككاف الموقوف لمدة شهر مع ابن همام أنه تلقى إيميلا رسميا يكشف اعترافات وارنر لجيروم فالكه، الأمين العام للاتحاد الدولى، بتواطؤ بن همام في شراء مونديال 2022.

وتساءل فالكه في الإيميل «كيف قرر بن همام الترشح لرئاسة الفيفا، رغم تواطؤه في شراء ملف المونديال القطري؟».

وأضاف الأمين العام للفيفا: «بن همام اعتقد أنه يمكنه شراء الفيفا كما فعل بشراء كأس العالم لقطر».

هذا الإيميل هو سلاح إدانة كبير جدا فجره جاك وارنر ليحرق بلاتر وكذلك حليفه بن همام تجسيدا لتهديده بالتسونامي الذي سيعصف بالفيفا بعد أن تم إيقافه بناء على تورطه مع بن همام بدفع مالي لأعضاء الكونككاف وهو القرار الذي لم يستند على أدلة..!!

بلاتر الوجه الغاضب والروح المنهزمة..!!

كل سكان المعمورة ممن تابعوا جوزيف بلاتر وهو يخرج للإعلاميين في مؤتمر صحفي مفاجىء أكدوا أن الرجل يعيش حالة إحباط وتوهان خطيرة جعلته يخرج عن دبلوماسيته المعهود ويهذي بكلمات لم تكن ضمن قاموسه خلال السنوات الست وثلاثين التي قضاها بدهاليز الفيفا مما يؤكد أن بلاتر وصل لحالة نفسية محبطة ربما بدأت خيوطها بالظهور لتنسج صورة مثيرة ستظهر على السطح لامحالة اليوم داخل صالة الاجتماع فنيران الأعداء مازالت في بدايتها وربما يدخل بلاتر نفقا مظلما إلا أن استغل كافة صلاحياته لإحباط انهياره وهو الأمر الذي بدأ يضيق عليه بشكل كبير..

لجنة لتيسير الفيفا..!!

بلاتر المولود في 10 مارس 1936 بمدينة فيسب السويسرية وتخرج من كليتي سيون وسانت موريس ثم حصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال والاقتصاد من كلية الحقوق في لوزان، وبدأ مسيرته في رئاسة الاتحاد الدولى منذ أن تم انتخابه في يونيو 1998، خلفا للبرازيلي جواو هافيلانج.سيكون أمام أقسى اختبار بعد أن التف الحبل على رقبته وهو الذي كان بعيدا عن الشبهات وإذا مانجح الأعضاء بالجمعية العمومية في تحييده كما نجح أعضاء المكتب التنفيذي بذلك مما جعله يخرج غاضبا للصحفيين بعد الاجتماع فسيكون الفيفا تحت رئاسة لجنة لتسيير الأعمال حتى موعد انتخابات جديد.

الحرب قادمة..!!

لن تكون تزكية بلاتر فيما لو اكتملت بحسب المرسوم لها اليوم سوى نقطة بداية لمسار فعلي سيولد الكثير من الانفجارات الفضائحية التي تعصف ومازالت بالفيفا وقد أكدت مصادر موثوقة عدة أن ملفات عديدة ستفتح بالقريب العاجل منها تواطؤ دول عربية في بعض ما حصل خلال الفترة الماضية ومنها ماحصل في قرارات سابقة وتاريخية ربما تصل إلى حد إحداث تدهور بكافة القرارات التي تم اتخاذها وأهمها إقرار تنظيم كأس العالم في روسيا وقطر 2018 و2022م.