العديد من عـلامــات الاستفهام والتساؤلات الساخنة تفرضها الأحداث والمواقف المتعددة الرياضية التي تقع في محيط كرتنا وأنديتنا فيما يتعلق بالأمور التي يكون محورها (الأمانة العامة) للاتحاد السعودي لكرة القدم، مسائل كثيرة تدعو للتوقف طويلا وإلى ضرورة المراجعة ومناقشة أسلوب عمل هذا الجهاز الكبير الحيوي والهام وكيفية تواصله مع الأندية والأجهزة الرياضية الأخرى ولجانها، خاصة الخارجية منها. التناقض الكبير الذي يحدث كثيرا بين أنديتنا والتفسير المختلف الذي يخرج من هذا النادي عن الآخر، في مسائل متشابهة، بل في مسألة واحدة، والقرارات (المتباعدة) جدا، والبطء الشديد في (ردة الفعل) المتعلقة بشأنها (حتى الرسمية منها) تجعل المتابع في حيرة كبيرة من أمره، ولابد أن يطرح تساؤله عما يحدث و مسؤولية من، وعمن تتبع الأندية ومن المطلوب منها أن تتجه إليه، وما هي مرجعيتها في مثل هذه الموضوعات؟ وإذا كانت الإجابة (معروفة)، فإن السؤال (المرادف) يأتيك مباشرة (أين هي ؟)
وبعيدا عن الإجابات (المستهلكة) والاستفزازية أو التهكمية أو غيرها لابد وأن يتبادر إلى ذهن (المتخصصين) والمختصين مباشرة عند محاولة تقييم الحالات والإجابة على الأسئلة موضوع هام وكبير، يبدو أنه (مهمل) تماما في الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم هو موضوع (الاتصال)!! ولا أقصد هنا الاتصال الشخصي أو اللفظي أو الهاتفي أو الحديث عبر الجوال وغيره من طرق الاتصال الجديدة كالفيبر أو الكاكو أو البلاك بيري أو غيرها من وسائل أجهزة التقنية الحديثة، رغم أهميتها ونجاعتها، وإنما أقصد المفهوم الأكبر والأوسع، أعني تحديدا الاتصال بمفهومه (العملي والعلمي) الذي يعتمد عليه (تحقيق) نجاحات (وصنع) قرارات و(توحيد) مواقف والتصدي للأحداث؛ الاتصال الذي على أساسه يتوحد الفكر في (العمل الإداري) وهو السبيل الأول والأمثل لنقل وتبادل المعلومات، أو ما يعرف بـ (عملية تبادل الأفكار والمعلومات وتناقل وجهات النظر وتوفير المعلومات المطلوبة). إن أي عمل جماعي يصعب أن ينجح، إذا لم يكن هناك اتصال، والأهداف الجماعية من النادر تحقيقها بدون اتصال، فالاتصال (الفعال) هو أحد مفاتيح وأسرار نجاح المنظمات الكبيرة والأجهزة الفعالة، وإذا ما وجد التباين والتفاوت والاختلاف في إدارات وأجهزة مترابطة، وإذا ما وجد مسؤولون لا يعرفون ما يفعلون وقت الحدث ويتناقضون في التعاطي معه ففورا فتش عن (الاتصال)..
الأحداث الأخيرة التي وقعت لبعض أنديتنا فيما يتعلق بالقرارات الأسرية والتباين والتناقض في تفسير اللوائح من نادٍ لآخر هو (مؤشر) قوي جدا على غياب بل عدم وجود الاتصال الفعال بين الأندية ومرجعيتها (محليا) في هذا الشأن، ولو وجد لكان ذلك يعني أمورا كثيرة أهمها (توفر المعلومات اللازمة) لدى الأندية فورا، أو(إمكانية) الوصول والحصول عليها سريعا في الوقت المناسب ..هل يحدث ذلك في أنديتنا؟! والجواب بالتأكيد (كلا) والأمثلة كثيرة، ولابد من إنهاء ذلك، والوقت متاح لتداركه من قبل الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم، ومن السهل أن تصل إليه، بقليل من (الاتصال) مع الأجهزة والمؤسسات (المعنية) من مراكز الدراسات وبيوت الخبرة والعلاقات العامة.
كلام مشفر
الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم مطالبة بضرورة أن توجد لها (اتصالا فعالا) وبشكل سريع مع المؤسسات والأجهزة والأندية الرياضية، وعبر الأنواع أو النماذج المعروفة للمتخصصين في هذا الإطار.
لست في مجال (التنظير) غير أنه، وليستفيد القارئ (غير المتخصص) لابد أن أذّكر بالنوعين المعروفين والسهلين من أنواع الاتصال، وهما (الاتصالات الرسمية) وهي واضحة ومفهومة وتقوم على التواصل الرسمي المعتمد بموجب اللوائح والقرارات المكتوبة، وبتقسيماتها الثلاث العمودية والأفقية والمحورية أو (المتقابلة).
والاتصالات غير الرسمية، وهي التي تحدث من غير رسميات ومن غير الإجراءات الرسمية وإنما تحددها الصلات الشخصية والعلاقات الاجتماعية وهي الأسرع والأقوى و(الأحوج) في مجتمعنا ووسطنا الرياضي.
تفوق (الرأي العام) الرياضي على القرار الرسمي في قضية هبوط نادي الوحدة إلى الدرجة الأولى، وفي رأيي أنه لم يحدث أن وجدت قضية محلية رياضية (تعاطفا) معها من قبل كما حدث في هذه القضية فجاء قرار (رفع) القضية إلى (المحكمة الدولية).
اجتماع تاريخي بمعنى الكلمة ذلك الذي عقده أعضاء شرف نادي الاتحاد مساء يوم الاثنين، هو اجتماع تاريخي من حيث العدد ونسبة الحضور، وكذلك من حيث أهم قرارين (أجمع) عليهما أعضاء شرف النادي، كسب الاتحاد (والأوفياء) الذين حضروا، أما من كان منتظرا ومفترضا حضورهم وأعلنوا المقاطعة بعد أن تعاملوا مع (الدعوة) الموجهة لهم (بفوقية) مذمومة فقد كانوا الخاسر الأكبر.