كيف أنساه وهنا في العين مرآة
كيف أنساه والبلبل الصباح يرسله أغنية بين جدائل الأشجار
كيف أنساه وأنسام الربيع تعبق بأريج أنفاسه
الكلمات للأحبة دائماً لا تكفي ولا تفي ولكن يكفي منها ما نحفظه في خزائن قلوبنا من محبة صادقة وعرفان بالجميل، ولو ترك لي العنان لأن أكتب عن واحدة من هذه الخزائن لما كفاني دهراً.
فهو جامع خصال الخير ذو لغة ونزاهة دربته الحياة على العصامية وهذبته الآداب، التجارب جعلت منه رجل حجيم، وهو كريم لا يبخل في إسداء رأيه بصدق، للأسرار عنده مكان، رجل تكفيه اللحظة، سرق القلوب بحلاوة لسانه وحسن بيانه.
سأفتقده أباً وأخاً ومعلما، علمني معنى الحرف وقيمته، والرحلات وجمالها، والنجوم وعلاماتها، علمني كيف أجعل لكل رسالة تميزها.
في تواضعه مع العالمين والمزارعين وأنه لا يخجل بأن يمد يده ليأكل معهم، حتى الناقة عندما تراه تأتيه مهرولة تقبله بلهفة وعندما ينوي العودة تجدها واضعة رأسها على صدره.
له تواضع العلماء وفهم الفقهاء وجواب الحكماء كما يقولون.
صدقاً.. سأفتقده وسيبكي قلبي قبل عيني عندما أقول له كل عام وأنت بخير فلا أسمع له رداً.
يا أسفي على الإنسان يحلم بغد مأمول فإذا الأيام تخبئ في حواكيرها أرزاء غدرها.
وداعاً ابن خميس يا فرحة المطر يا كبير في عطائك يا قوي في مكانك يا عظيم في صبرك.
أشكر جريدة الجزيرة لهذا الوفاء لمؤسسها.
وأقدم التعازي لآل خميس وآل راشد ولكل من أحبوه وأعزي نفسي التي فقدت جزء من كيانها بفقدان عندليب الدرعية.
رحمك الله أيها العزيز وأسكنك الفردوس الأعلى ورحم الله ابنك عصام ووالدينا وأموات المسلمين.
وداعاً أبي وأخي ومعلمي.
بدرية عبدالعزيز السعد