|
الجزيرة - الرياض
أكد المهندس عبدالله الربيعان رئيس شركة أراسكوان هناك فرصاً لمضاعفة حجم إنتاجية القطاع الزراعي من 40 ملياراً إلى 100 مليار ريال.
وقال خلال لقاء نظمته لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض أمس الأول بحضور وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم ورئيس الغرفة عبدالرحمن الجريسي وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين أن زيادة حجم إنتاجية القطاع الزراعي يتم من خلال استغلال الإمكانات المتاحة من الأراضي والتنوع المناخي والمحصولي، واستثمار وسائل تطوير حديثة تعتمد على التركيز على الجودة وتحسين النوعية وليس من خلال زيادة المساحة المزروعة، مع الحفاظ على مواردنا المائية وحمايتها من الاستنزاف والهدر، كما لفت إلى أهمية عوامل التخزين والتسويق الصحيحة. وروى الربيعان خلال اللقاء تجربته في عالم الأعمال والتي غلب عليها العمل في القطاع الزراعي وأكد الربيعان تأييده لسياسة إيقاف زراعة القمح بالمملكة، حفاظاً على الموارد المائية التي يستنزفها القمح، وقال: «إن الأمن المائي أخطر من الأمن الغذائي، ونستطيع أن نعوض النقص في الغذاء بشرائه من الخارج، لكننا لا نستطيع تعويض مخزوننا من المياه الجوفية إذا نضبت واستنزفناها في زراعة القمح أو غيره بينما نستطيع استيراده من الخارج، وقال إن مصلحة البلد والأجيال أهم من مصلحة مزارع يبحث عن الربح» .وطالب الربيعان» بضرورة تغيير الثقافة الزراعية، والتغيير يحتاج لوقت، ودعا المزارعين إلى التخصص في زراعة المحاصيل المناسبة التي لا تستنزف المياه، وقال: رأيت في هولندا مزارعين يتخصصون في زراعة الفلفل الأصفر فقط، وتساءل لماذا لا يتخصص المزارع السعودي في زراعة ما يفيد الوطن ويدر عليه الربح في الوقت نفسه، وأشاد بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للاستثمار الزراعي بالخارج، وقال إنها استراتيجية ممتازة لتوفير الحبوب للمملكة لكن التحديات تكمن في التطبيق».
وحول مشكلة التمور قال الربيعان إن نسب الفاقد عالية، والتصدير للخارج يواجه مشكلات عديدة وشدد على ضرورة منع تصدير المنتج السيئ الذي يسيء لسمعة ومكانة التمور السعودية.
وكان الربيعان قد بدأ حديثه بسرد مشواره مع عالم الأعمال والتجارة، وقال إن المحطة الأولى كانت مع والده الذي كان تاجراً بالجملة، وكانت البداية عندما كان طفلاً في الخامسة من عمره، وقال إنه تعلم من والده النزاهة والأمانة والصدق، ثم كانت محطته الثانية التحاقه بكلية الملك فهد للبترول والمعادن، التي قال إنه مدين لها بتعلم قيم احترام العمل والجدية، أما المحطة الثالثة فكانت في انضمامه للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، حيث ابتعثته إلى أمريكا لدراسة الماجستير في علم الحبوب، واستمر لمدة عام واحد ثم عاد إلى المملكة حيث عين مديراً لمصنع الدمام، وكان عمره آنذاك 24 عاماً، وقال إنه كان يعمل لساعات طويلة من النهار والليل. وواصل الضيف حديثه قائلاً إنه لتغيير النشاط فتحمس لنقل القمح الذي كان بداية لتأسيس شركة أراسكو، وكان رأس المال الأول 16 مليون ريال وهو مبلغ كبير آنذاك استمر تدبيره على مدى سنتين، بينما يبلغ رأس المال حالياً 500 مليون، وفي 2007م اختير رئيساً لصندوق التنمية الزراعية وقال إن قناعته كانت تقوم على صنع قطاع زراعي مستدام بإمكانيات التطبيق المتاحة.
وعن نصائحه لشباب الأعمال قال الربيعان: عليهم أن يتحلوا بالصبر ولا يتعجلوا بلوغ القمة، فالحياة مراحل وتدرج، كما طالبهم باستشارة أهل الخبرة والتجربة، كما نصحهم بالبدء ولو بالقليل، والثقة في أن اتساع النشاط والنمو يحدث خطوة خطوة، كما نصحهم بمزيد من الجدية في الأداء والانضباط والحرص على الوقت، وأن يقرؤوا ويجتهدوا، فالنجاح ليس سهلاً بل يحتاج لعمل شاق مضنٍ، وعليهم بتمثل تجارب النماذج المضيئة من رجال الأعمال الذين نجحوا في الوصول للقمة بعد كفاح طويل ودون أن يتعجلوا النجاح.