الجزيرة - فن :

كانت حفلة (شواء) بكل ما تعنيه الكلمة، تلك الحلقة من برنامج (للنشر) والتي يعدها و يقدمها الزميل طوني خليفة من تلفزيون الجديد اللبناني، حين فتح ملف تصريحات الفنانة السورية أصالة نصري حول الأزمة في بلدها واصطفافها مع الثورة و تأييدها لها.

طوني خليفة عرف عنه الحياد قدر الإمكان، وعرف عنه المهنية في الطرح و محاولته دوما إعطاء كافة الأطراف (المتناقضة) حقها في التعبير و الرد، لكنه في هذه الحلقة جعل الهجوم عليها من طرف واحد و ترك الباب مفتوحا للمزايدات على الوطنية مثلما يفعل بعض الفنانين العرب هذه الأيام.

طوني في الحلقة استضاف أيهم شقيق أصالة الذي أعلن (تبرؤه) منها تماماً و وصفها بـ (الشقيقة السابقة) لم يتوان باتهامها بتطبيق أجندة خليجية في التعاطي مع أحداث بلاده، ولمّح إلى سفرها المتكرر إلى الدوحة، و استغل الحدث ليفتتح حفلة (الشواء) لأكل لحم شقيقته، بل زاد من عيار مزايدته أن قال بأنه على استعداد لحرق نفسه و ابنه (طفل) في حال سقوط نظام بشار الأسد، ولا نعلم ما هو دور القضاء المصري في مثل هذه الحالات خاصة و أن التهديد جاء من على أراضيها.

البرنامج استضاف أيضاً عميد المعهد العالي للفنون المسرحية السوري عجاج سليم، وكذلك الممثل مصطفى الخاني والصحفي المصري شريف بديع النور الذي نشر بيان أصالة نصري، فيما الحفلة لم تكن تكتمل دون مداخلة من أيمن الذهبي طليق أصالة الذي ما فتيء يكيل لأصالة التهم والإهانات منذ انفصالها عنه وحتى ليلة أمس الأول.

سقطة كبيرة في حال بعض الفنانين العرب، ومزايدات بالجملة، وكذب و دجل و تظليل يمارسه بعض الفنانين و إلغاء لحق الآخرين في التعبير عن آرائهم حول ما يجري حولهم، وتطبيق معادلة إن لم تكن معي فأنت ضدي و أنا خصمك.