|
مهما حاول البعض استهجان مفهوم خصوصيتنا، تظل هذه الخصوصية حقيقة وواقعاً لا يمكن إنكاره بحال من الأحوال، فهذا البلد له وضعه الذي اختاره له الله سبحانه وتعالى ولم يختره أحد من خلقه، ففيه أول بيت وضع للناس، بيت الله الحرام، بمكة المكرمة، وهو مهبط الوحي، ومهد الرسالة الخاتمة، وفيه المدينة المنورة التي تضم الجسد الطاهر لخير الأنام الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد النبوي المشرف، وبلادنا هي الدولة التي تحكم بشرع الله منذ تأسيسها على يد الملك الموحد عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - وعلى نهجه سار من بعده أبناؤه البررة الميامين، وبلادنا حباها الله بكثير من الخيرات وعلى رأسها (الحرمين الشريفين) وأن جعل أفئدة من الناس تهوي إليها، وخصها بكثير من الثروات ومن أهمها الثروة النفطية التي جعلتها تتبوأ مكانة الصدارة في سوق النفط وفي الاحتياطي على مستوى العالم وهذا من فضل الله علينا، وهو مما يوجب الشكر والحمد والتقرب إلى الله حمداً وشكراً وثناء.
من خصوصيات بلادنا أن جعل مجتمعها متجانساً ومتماسكاً ومترابطاً وملتحماً حول قيادته الرشيدة الحكيمة الواعية المدركة لدورها ولاحتياجات شعبها ومتطلبات مجتمعها وحريصة على التمسك بتطبيق شرع الله، وهذا سبب استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار، وحفظ خصائص المجتمع، وحمايته من الاختراق الثقافي والعادات المستجلبة، والتأثر بالثقافات الوافدة سواء عبر الأعداد الكبيرة من العمالة المنزلية، أو عبر وسائل الإعلام التي باتت تتسلل إلى كل أجزاء البيت دون استئذان، وفوق هذا وذاك فالمملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة اليوم في العالم التي تطبق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدعم من الدولة وقيادتها الرشيدة وذلك درءاً للفتن ومنعاً لانتشار البدع والعادات والسلوكيات السلبية والسيئة والتي صارت تحاصر أفراد المجتمع في كثير من الأماكن والأوقات.
من مظاهر الخصوصية لدينا التي يحاول البعض طمسها أو التغاضي عنها أو تعمد تجاهلها إن لم يكن إنكارها، إن مجتمعنا مجبول على التكافل والتعاضد وحب الخير والأعمال الإنسانية، لذا تجد إسهام رجال الأعمال وأصحاب المال يتقدمون المجتمع في ساحات العطاء والبذل تذليلاً للصعوبات، وإزالة التحديات، وهم في ذلك إنما يقتدون بقادة هذه البلاد الذين درجوا على تقدم الناس في أعمال البر والخير والإنسانية، بل ويحثون غيرهم على المبادرة في هذا المضمار، خصوصاً دعم الأيتام والأرامل والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم، رغبة في نيل المزيد من الأجر والثواب، وحرصاً على رحمة الله في مرافقة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة.
كما أن من مظاهر خصوصيتنا أن لعلمائنا كلمة واحتراماً ليس من المواطن وحده بل من قيادة البلاد، ولا أدل على ذلك من أن الأوامر الملكية الكريمة الشاملة الأخيرة قد ركزت على عدم المساس بمكانة العلماء في وسائل الإعلام وغيرها، وفي ذلك دلالة واضحة على أن العلماء لهم مكانتهم ولهم تأثيرهم، وهم يقومون بدورهم الذي تجلى من خلال فتاواهم حول الخروج على ولي الأمر من الناحية الشرعية، وكان تأثيرهم واضحاً في أن المجتمع أثبت أنه على درجة رفيعة من الوعي الديني والحس الوطني.
ومن خصوصياتنا البيعة التي نعقدها لولي العهد، وهي سنة مؤكدة حق شرعي، ويؤكد مجتمعنا أنه على إدراك عميق لمعنى الولاء والبيعة ومفهومهما، وصون العهد وطاعة ولي الأمر، وقد تبدى ذلك جلياً من خلال اللحمة بين الشعب والقيادة في أبهى صور الولاء والحب والوفاء، وهذا يميزنا كثيراً عن غيرنا، وهو مصدر فخر واعتزاز، وقبل ذلك مبعث حمد وشكر لله تعالى.
ومن أبرز صوصياتنا التي يشهد لنا بها العالم أجمع، ان من الله علينا بقيادة حكيمة رشيدة تحكم بشرع الله، وتحب المواطن، وتخلص للوطن، وتعمل بأمانة وإخلاص وتبذل كل الجهد من أجل النماء والبناء والتنمية المستدامة، ويتجلى ذلك في منجزات هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها ورخاءها ووفرتها وحمى هذا الشعب من كل مكروه إنه سميع قريب مجيب.