عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي يستحب الجوامع من الدعاء ويَدَع ما سوى ذلك» رواه أبو داوود وصححه الألباني (2-77). وقد روى مسلم في «الصحيح» عن أبي هريرة قال قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال: «إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة». وفي رسالة منشورة على موقع مكتبة المسجد لنبوي الشريف بعنوان «أيها الأئمة أحذروا الاعتداء في الدعاء» كتبها الشيخ محمد بن أحمد الفيفي عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية الكثير من التوجيهات الإسلامية المثبتة لفضل الدعاء والذكر بصوت خافت وكراهة الاعتداء بالدعاء.
الذي نلحظه اليوم بين قلة من المجتهدين والمتحمسين ممن يسمون أنفسهم طلبة العلم الشرعي هو أنهم يلوحون بالدعاء كتهديد ووعيد لكل من اختلف معهم ممن يعدونهم عصاة وهم بذلك يزكون أنفسهم على غيرهم من أبناء دينهم ويعتقدون بصلاحهم وحدهم وفساد غيرهم وفي ذلك اعتداء واضح.
كما أنهم يعدون ما يحدث لهم من في الدنيا من مرض أو فقر أو خوف هو ابتلاء وما يحدث لأبناء دينهم ممن يختلفون معهم في أمور خلافية اختلف فيها علماء الإسلام الأوائل -يعدون- ما يحل بإخوانهم المختلفين عقوبة واستجابة لدعائهم!.
هذه القسوة لم تكن يوماً من خصال المؤمنين حق الإيمان وليست هي الوسيلة التي يتم فيها إقناع المختلفين أو هداية الضالين. السماحة وإحسان الظن بالناس والدعاء لهم بالهداية هو ما اعتدناه من كبار علمائنا ومشائخنا الذين نجلهم ونتوقع أن يأخذ هؤلاء الشباب من أسلافهم الدعوة بإحسان إلى الناس والنظر لأبناء الإسلام على أن فيهم خيراً كثيراً وأن خيرية الأمة ليست حكراً على فئة دون أخرى وأن الله سبحانه قريب سميع مجيب لكل ملتجئ إليه لا يحتاج إلى وسيط أو تزكية!.
f.f.alotabi@hotmail.com