سيكون من الحماقة، بل منتهى الحماقة لو استطاع الذين أنهوا موسمهم أو كادوا دون الحصول حتى على الفتات، من إقناع المدرج الأزرق أو بعضه بأن مجرد الخروج من الاستحقاق الآسيوي من الممكن أن يخدش أو يقلل من قيمة ما حققه الزعيم من إنجازات وأولويات قياسية موسمية غير مسبوقة.
ذلك أن ما حققه الزعيم من مكاسب بطولية فاخرة رفعت من معدل محصلته الزعامية إلى (52) بطولة.. وبالتالي اتساع مساحة الفارق بينه وبين أقرب منافسيه.. ما يجعل من مسألة اللحاق به ضرباً من ضروب الأمنيات ولا أبعد من ذلك.
كذلك فإن التاريخ لا يتوقف عند مباراة ما من شأنها أن تفضي إلى العبور من مرحلة إلى أخرى تليها.. وقد لا تفضي إلى تحقيق منجز.. وإنما هو يتوقف ويدون البطولات والألقاب، ويخلدها في سجلاته وفي ذاكرة الأجيال المتعاقبة.
إذن: على عشاق الزعيم أن ينظروا إلى خزائن ناديهم الممتلئة بكل ما لذ وطاب من البطولات الكبرى التي كان آخرها دوري زين.. تلك البطولة التي لو تحققت بذات الكيفية والمقاييس لبعض الناس لجعلوا منها سيرة تلغي سيرة (بني هلال)، هذا إذا لم يصابوا بسكتات قلبية.
كذلك عليهم أن ينظروا إلى خزائن أولئك الذين يملؤون الفضاءات بالصخب والضجيج والعجاج.. كيف تحولت تلك الخزائن إلى مأوى للعناكب..؟!!.
وبناء على هذه الحقائق الدامغة فإن على أنصار (زعيم القرن الآسيوي) الاستمتاع والاحتفاء والاحتفال بإنجازات ناديهم البطولية التي لا تغيب عنها الشمس.
وأن يتركوا للآخرين مهمة الاختلاف حولها مع حق الاستمتاع والاحتفال ببطولاتهم الخاصة المتمثلة إما بالفوز على الزعيم، أو بخروجه من هذه المسابقة أو تلك، وذاك هو ديدنهم ومنتهى طموحاتهم.. هذا جانب.
الجانب الآخر: لو نظرنا إلى البطولات الآسيوية فسنجد بأن زعيمها التاريخي المتوج بـ(6) ألقاب متنوعة هو الهلال دون منازع، وسيظل كذلك إلى ما شاء الله.
وبالتالي فإن الذين يثيرون الغبار هذه الأيام لمدارات فشلهم المزمن في محاولة لتكريس وهم استعصاء الآسيوية على الهلال.. هم أصلاً دخلاء ومتطفلين عليها بدليل أن بعضهم تم حشرهم بالواسطة للتمثيل الآسيوي في وقت سابق، وهم أصلاً لا يحملون صفات الأبطال.. في حين أن الهلال لم يشارك في أي مسابقة آسيوية ما لم يكن بطلاً متوجاً محلياً سواء بدرع أو بكأس، وهنا الفرق.
أما العالمية وما أدراك ما العالمية فكلنا يعلم بأن الزعيم الآسيوي (الهلال) قد تأهل لها من الميدان لا من الديوان، ولا عن طريق المصادفة، لولا (الأصابع) الخفية التي عملت واجتهدت حتى نجحت في إفشال إقامة الدورة في إسبانيا.. تلك الأصابع العابثة التي فضحتها المعلومات فيما بعد.
ثم إن السؤال الذي لا يزال مطروحاً من قبل العقلاء والأسوياء هو: بماذا عاد الذين شاركوا من مشاركاتهم تلك.. أي ما هي الغنائم التي عادوا بها أكثر من الإحصائية التي يرددها المعلق بين الفينة والأخرى والتي لا تزيد عن القول: للعرب من الأهداف في هذه البطولة كذا، وعليهم كذا، أما الكؤوس والميداليات فتذهب لغيرهم، وهنا أستثني الأهلي المصري بطبيعة الحال.
يعني باختصار: لا داعي لكل هذا «البكش» والتورمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع لمجرد مشاركة هامشية كان ضررها عليهم أكثر من نفعها، لو كانت نفعتهم أساساً..؟!
شوارد
- المبالغة كثيراً في احترام المنافس تتحول في كثير من الأحيان إلى حالات من (الجبن والخنوع).
- قدم الهلال أسوأ مبارياته خلال هذا الموسم بكل المقاييس أمام الاتحاد آسيوياً، فكان من الطبيعي أن يخسر عطفاً على ذلك ليس من الاتحاد، بل ممن هو أقل وزناً من الاتحاد..؟!
- لم أكن أتخيل أن يكون (خيمي) على ذلك القدر من الجبروت والقسوة إلى درجة الإصرار على حرمان الوسط الرياضي من خدماته الجليلة باعتبار ذلك خسارة يصعب تعويضها على مدى أجيال.. حتى مناصب اتحاد الكرة رفضها رفضاً قاطعاً على الهواء..!!
- الهلال وليس الاتحاد هو من منح الأقلام النصراوية و(البلهوانات) فرصة القفز على جراحها وبلايها من خلال الرقص على أنغام الآخرين.. كم أنت كريم أيها الزعيم حتى البؤساء لا بد أن تحسن إليهم.
- لو تم تمرير مهزلة المباراة القضية دون قرار رادع.. فمن المؤكد أنها كانت ستصبح عادة سنوية مباحة لكل فاشل للاستفادة منها كسابقة تتحول مع الأيام إلى وصمة عار في جبين التنافسات الشريفة.
- لم أجد في القواميس بما فيها الشعبية ما أصف به نهائي النخبة للكرة الطائرة بين الهلال والأهلي يوم الجمعة الفارط أنسب من وصفها بـ(بطولة بالمشعاب)؟!!.
- بالمناسبة: عتبي على الأمير خالد بن طلال لإرغامه الفريق على إكمال المباراة قبل إخلاء الصالة من الجماهير (الغوغائية) التي اعتادت على هذه الممارسات منذ أمد بعيد.. وهو ما تنص عليه قوانين اللعبة في مثل تلك الحالة، إذ لا فائدة من مجاملة الغوغاء على حساب قيم التنافس الشريف.. وسيعيدون الكرة مرات ومرات لاسيما وأن اتحاد اللعبة أكثر حرصاً على تدليلهم ومكافأتهم على غرار (الطبخة)، أعني القرارات التي أعقبت نهائي الدوري قبل أسبوع؟!!.
من الأمثال الشعبية:
(قال: من أمرك، قال: من نهاني).