الجزيرة - سعود الهذلي
نهضت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بمدينة الرياض بالتعليم في المملكة إلى مراحل متقدمة، وأصبح من لازم القول أن تعليم الفتاة لم يعد مقصوراً على المنافسة الإقليمية، بل جاوزه للعالمية، وفقاً للمعايير والمواصفات التي أظهرتها الجامعة في العديد من مرافقها التعليمية والأكاديمية والعالمية وغيرها.
بافتتاح جامعة الأمير نورة بنت عبد الرحمن مؤخراً تحقق حلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. وهو الصرح الذي يأتي تقديراً لمكانة المرأة السعودية وحرصه - أيده الله - للرفع بشأنها بتخصيص أكبر جامعة للبنات في العالم.
هذا الحلم الذي تحقق لم يكن مجرد مبان وتجهيزات وقاعات فحسب بل كان يشكل رؤية المليك وإستراتيجيته في النهوض بمكانة المرأة السعودية لتقود البناء وتنمية الوطن جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل، تحقيقاً للمكانة التي خصها الله سبحانه وتعالى وكرمها بها في الإسلام.. إذ ظلت المرأة شريكة الرجل منذ صدر الإسلام الأول تعمل معه وتقف إلى جانبه.
هذه الجامعة التي اقترنت اسمها بواحدة من أمهات الرجال العظيمات وهي الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وهي أيضاً تستلهم عبق التاريخ الأصيل الذي وضع لبنات الوحدة للدولة السعودية لتقول للأجيال الحالية والقادمة والعالم بأن المرأة السعودية أيضاً كانت شريكة في معركة التوحيد ومثلت إحدى الروافد الملهمة خلف القائد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه.
الحلم تحقق للمرأة السعودية التي استبشرت خيراً بمجيء عهد الخير والنماء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي بشر منذ الأيام الأولى باهتمامه بالمرأة وحقوقها ودعمها لتأخذ مكانها في المجتمع على أفضل ما يكون.. ومن هنا كانت جامعة الأميرة نورة الحلم الذي تحقق لبنات الوطن.. تستشرف لهن مستقبلاً واعداً وتستلهم دور المرأة في الإسلام ومساهمتها في طليعة المجتمع.
تكلفة البناء والأموال الكبيرة التي صرفت لتأسيس هذه الجامعة على أفضل طراز ينافس نظيراتها في الجامعات العالمية من حيث التقنية المستخدمة ووسائل الترفيه الفاخرة وقاعات المحاضرات الفارهة والمكتبة التي تحوي 5 ملايين كتاب ووسائل النقل الداخلية.. كل ذلك يعكس بجلاء حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز مكانة المرأة السعودية ودفعها وتشجيعها لتسهم في نهضة البلاد وازدهارها بكل ثقة وتتبوأ مكانتها وفق ما جاء في شرع الله.
جامعة الأميرة نورة الصرح الذي شاهد العالم كله افتتاح مبانيه الأسبوع الماضي يدحض كل ما كان يروجه الأعداء بأن المرأة في الإسلام تقف في الخطوط الخلفية في المجتمع ولا تضطلع بأي أدوار.. يدحض كل ذلك ويصحح الرؤى المغلوطة التي وصلت إلى العالم.. ليعلموا أن المرأة هنا تقف في خط واحد مع الرجال وتساهم معهم جنباً إلى جنب في التنمية والتعمير.
بقي أن ينتظر المجتمع السعودي من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن مخرجات أكاديمية في غاية التأهيل، مخرجات تنافس بشرف نظيراتها في الجامعات السعودية الأخرى، خصوصاً في ظل ما وفرته الحكومة الرشيدة من وسائل وتقنيات تعليمية معاصرة قد لا تتوفر للعديد من الجامعات العالمية حتى يكتمل الحلم بحصاد مثمر.. حفظ الله مليكنا خادم الحرمين الشريفين وأطال في عمره وسدد خطاه لما فيه خير هذه الأمة وحفظ حكومته الرشيدة والبلد من كل سوء.