|
الجزيرة - منيف خضير
جوانب متعددة في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، لعل ذكرى البيعة التي تحل علينا هذه الأيام كفيل بإلقاء الضوء على بعض منها، فاهتمامه حفظه الله بالأدب والأدباء وبرعاية المثقفين عموماً يعكس تنوع شخصيته وثقافته وتربيته التي تلقاها في مدرسة المؤسس طيب الله ثراه.
مثقفون وأدباء يستعرضون أثر دعمه يحفظه الله للأندية الأدبية بالمملكة بـ 160 مليون ريال بواقع عشرة ملايين لكل ناد ٍ، ومستقبل الثقافة المحلية في ضوء هذه الرعاية الكريمة.
منجزات حضارية
البداية مع الأستاذ عبد الله الأفندي مدير عام الأندية الأدبية في المملكة حيث تحدث عن هذه الذكرى قائلاً: ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين لاشك أن هذه الذكرى عزيزة على قلب كل سعودي وسعودية وكل مواطن ومواطنة وعزيزة أيضاً على قلوب المقيمين فيها من مختلف الجنسيات والأعمار، وهذه المناسبة في الواقع تذكر الشعب السعودي دائماً بالتقدم والرفاء، تذكره بالمنجزات الحضارية التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تذكرهم بالنقلة الحضارية التعليمية الثقافية التي وجدت في المملكة العربية السعودية آلاف ملايين الريالات التي بذلت في كافة مناطق المملكة.
تذكرهم - أيضاً - بهذا الكم الهائل من الطلبة الذين ابتعثوا إلى خارج المملكة ليعودوا إلى خدمة بلادهم في مختلف العلوم التي تعلموها في أرقى الجامعات العالمية.
جيل ثقافي جديد
وأضاف الأفندي: وهذه الذكرى تذكر المواطنين أيضاً بالأمن والأمان والاطمئنان وبأنهم يعيشون في ظل حكومة رشيدة يرأسها خادم الحرمين الشريفين ويعلمون جميعا أنهم يقعون في قلب اهتمامات خادم الحرمين الشريفين، ويكفي أن نتذكر حينما طلب خادم الحرمين الشريفين في وعكته الصحية من أبناء شعبه الكريم الدعاء له.
وقد كانت بالنسبة للثقافة والمثقفين عيداً للثقافة ألا وهي منحة خادم الحرمين الشريفين لكل نادٍ أدبي عشرة ملايين ريال، وهذا المبلغ الكبير بالنسبة للأندية الأدبية سيدفع بالحراك الثقافي والأدبي إلى آفاق أرحب وأوسع.
وثمة أمر آخر ربما لم يلتفت إليه الكثير وهو أن منحة ومكرمة خادم الحرمين الشريفين للأندية الأدبية قرنت بمرسوم واحد مع دعم الأندية الرياضية، وقراءتي لما بين السطور لهذا القرار الملكي أن خادم الحرمين الشريفين يريد من القائمين على الثقافة والأدب دعم المثقفين والمثقفات من الشباب والأخذ بأيديهم إلى آفاق أرحب وأوسع، ومتابعة نشاطاتهم الفكرية والثقافية، والدفع بمنتوجهم الأدبي والشعري والقصصي إلى الأمام إلى المطابع، ومراقبة نشاطاتهم الأدبية والثقافية ومتابعة لتزويدهم بالخبرة القديمة وبالتالي ظهور جيل من المثقفين يخدم هذه البلاد، وقبل هذه المنحة الملكية هناك منح أخرى حظيت بها الأندية الأدبية هذا بالإضافة إلى منح كل نادٍ أدبي أرضا تقدر مساحتها بعشرة آلاف متر مربع في أرقى المواقع في المدن الرئيسية في المملكة.
تطور في كافة المجالات
ويضيف عبد الله الأفندي قائلاً: هذا ما قدم من منحة نقدية وعينية بالنسبة للأراضي وتسهيلات يلقي بظلاله على المثقفين والمثقفات، يلقي عليهم بمسؤولية كبرى تجاه مجتمعهم وتجاه ثقافة بلادهم وتجاه حكومة وطنهم، ويلقي بهم أكبر وأوسع وهو أننا تقدمنا بجميع المراحل العلمية والفكرية والتعليمية وبقي الشأن الثقافي فلا بد أن يواكب ولا بد من أن نستمع إلى صوت الأديب السعودي في مشرق الوطن العربي ومغربه، ولا بد من انتشار الكتاب السعودي ولا بد من وصوله إلى دول مختلفة، ولا بد من الاهتمام بالترجمة للنتاج الفكري والثقافي، لا بد أن يقرأ المثقف الصيني والأمريكي والأوروبي بكل اللغات نتاج المثقف السعودي.
وختم الأفندي مدير عام الأندية الأدبية في المملكة حديثه قائلاً: وهذه مسؤوليات كبرى أول ما تقع على الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية التي بدأنا ولله الحمد في تشكيلها في مختلف الأندية الأدبية وبالتالي أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية الذين يقع عليهم العبء لرفع مستوى الثقافة في هذه البلاد وإيصالها إلى ما تستحقه ومواكبة ما وصلت إليه بلادنا من مكانة عربية وإسلامية ودولية.
ثورة ثقافية في المملكة
أما الأستاذ أحمد الحربي (رئيس نادي جازان الأدبي) فقال: حفظ الله خادم الحرمين الشريفين أينما حل وأينما كان، لقد حظيت الأندية الأدبية في المملكة بدعم سخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين بمبلغ عشرة ملايين ريال لكل نادٍ من الأندية الأدبية الستة عشرة، هناك أندية ليست لها مقرات فستعمل جاهدة لإنشاء مقرات لها وهذا منجز في حد ذاته، وبالنسبة لنا في نادي جازان الأدبي لدينا المقر الجاهز، ولكن هناك الكثير من المشاريع التي كانت معطلة ولعل هذا المبلغ يكون حافزا قويا لتقديم ما لدينا للثقافة والمثقفين لإنشاء نادٍ للأسرة والطفل وكذلك استثمار جزء من هذا المبلغ ببناء يعود على النادي بالفائدة بالمستقبل.
وطالب الأستاذ الحربي رؤساء الأندية الأدبية بالمملكة بالسعي لتحريك الحراك الثقافي في المملكة بصفة عامة وفي كل منطقة بصفة خاصة وحينما نقول إن الثقافة لم تكن مدعومة فإن الكرة الآن في مرمى الأدباء والمثقفين فعليهم استغلال هذا الدعم وتحقيق طموحات سيدي خادم الحرمين الشريفين بإنشاء ثورة ثقافية في المملكة، وكل نادٍ أدبي له رؤاه وتطلعاته وأفكار ومخططات مسبقة والآن جاء وقت الحصاد ولا بد أن يستغل هذا الدعم بطريقة تبرز وجهنا الحضاري أمام العالم وينقل حضارتنا إلى ما وراء البحار.
رعاية ملكية دائمة
أما الأستاذ حماد السالمي (رئيس نادي الطائف الأدبي) فيقول: مناسبة كهذه (ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين) الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله الذي هو رائد الإصلاح في هذا الوطن العزيز، وهذه المناسبة بلا شك أنها مناسبة عزيزة على قلوب الجميع ولا سيما نحن معشر المثقفين والأدباء الذين وجدنا في هذا العهد الزاهر مساحة واسعة من الانفتاح، والمعالجات الرائعة من خلال الكلمة الصادقة والطرح النير البناء غير الهدام، وخير دليل على رعاية خادم الحرمين الشريفين للثقافة والمثقفين هو التفاتته الرائعة بعد عودته الميمونة من رحلته العلاجية هو تخصيص مبلغ مالي مقداره عشرة ملايين ريال بمعدل 160 مليون ريال، وهذا الدعم بلا شك سيزيل الكثير من العقبات التي تعترض سير هذه الأندية الأدبية بعدم وجود مقرات لمعظم الأندية في المملكة، وهذا الدعم سيساعد هذه الأندية على القيام بمهامها وتطلعاتها نحو إبراز وجه بلادنا الحضاري لمواكبة التطور الحاصل في مختلف المجالات حفظ الله لبلادنا أمنها وأمانها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين.
دعم غير مسبوق عالمياً
كما تحدث د/ سلطان بن سعد القحطاني عن هذه المناسبة فقال: دعم خادم الحرمين الشريفين للأندية الأدبية بهذا المبلغ السخي جعل الأندية أمام مسؤوليتها المباشرة، فمن كان يشتكي منهم من قلة الدعم ومن ذات اليد الآن فرجت ولم يبق لهم إلا أن يخططوا ويعملوا، وما تعاني منه الأندية سابقاً أصبح الآن المجال مناسباً لبناء مشاريع ضخمة تخدم الأندية وتتيح لها تجهيز ما تريده من مقرات ومسارح مجهزة بكل الأجهزة الحديثة وبكل متطلبات الملتقيات الأدبية التي تنفذها الأندية بين الحين والآخر، والأمر الآخر أن هذا الدعم يتيح للأندية الانفتاح على المجتمع، وما عرف سابقاً عن الأندية الأدبية أنها لغة قوم راقية أو صفوة لا يمثلون إلا القليل من المجتمع، والنظرة في هذا الوقت انتهت، النادي الآن يجب أن يفتح نفسه على المجتمع والمجتمع يجب أن يفتح نفسه على النادي، وهناك كثير من الأندية الأدبية ومنها نادي الرياض الأدبي ونادي الأحساء ـ والحق يذكر ـ أصبحا يقيما دورات في كتابة القصة القصيرة وفي كتابة المقال وفي التدريب الإذاعي وفي التدريب الإملائي وفي التحرير العربي فكثير من الموظفين لا يستطيع أن يحرر خطاباً بسيطاً فلذلك جاءت فكرة التدريب من مختصين، فالنادي الآن انفتح على المجتمع وانفتح على الأكاديميين عن طريق هذه الدورات وانفتح على من يريد أن يطور قدراته أنه له الحق وكل هذا يعود إلى فضل الله سبحانه وتعالى ثم مكرمة خادم الحرمين الشريفين بهذا المبلغ السخي، الذي لا أعتقد ـ ولا أقولها مجاملة ولا تعالي ولا إنقاص من حق أحد ـ أن هناك مؤسسة ثقافية في العالم تحظى بمثل هذا الدعم.
نادينا بأمر ملكي
ومن جانبه تحدث الأستاذ ماجد المطلق (رئيس نادي الحدود الشمالية الأدبي) عن ذكرى البيعة قائلاً: من الذكريات العالقة في أذهان أهالي الحدود الشمالية افتتاح نادي أدبي في منطقة الحدود الشمالية. لتفعيل الحركة الثقافية في كافة أنحاء المملكة من خلال الندوات والمحاضرات والمؤتمرات ونشر الإبداع الأدبي والإنتاج الفكري. وذلك أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لعرعر في 20 /4/ 1428هـ. ونحن نفتخر أننا أول نادٍ أدبي ينشأ بأمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين، كما لا ننسى دعمه الكريم حفظه الله للنادي أثناء تأسيسه بمبلغ خمسة ملايين ريال، ثم دعمه مع الأندية الأخرى بعشرة ملايين ريال، كل ذلك يعكس لنا شخصية خادم الحرمين المحبة للأدب والأدباء وللثقافة عموماً لتواكب التطور في المجالات الأخرى، ومن هنا تبرز المسؤولية العظمى نحو الأندية لإبراز التطور الحضاري ولإيصال رسالة المثقف السعودي إلى العالم أجمع والتحاور مع الآخر وفق ما خطط له خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
وبهذه المناسبة الغالية أتقدم بالتهنئة للشعب السعودي قيادة وشعباً، ومزيداً من الرفاهية والتقدم إن شاء الله.